61 عامًا على رحيل العقاد.. أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب والمقالات في الفكر والدين والفن والسياسة.. أبدع في الكتابة عن محمد والمسيح.. وهذا ما قاله عن فريضة الصيام

تمر اليوم ذكرى رحيل عملاق الفكر والأدب عباس محمود العقاد الذى رحل فى 12 مارس عام 1964، بعد أن أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب والمقالات فى العلم والدين والفن والسياسة التى مازالت مرجعا هاما للدارسين والباحثين حتى يومنا هذا.
من أهم ما سطره عباس محمود العقاد فى حياته العبقريات التى أثارت جدلا طويلا حتى ان المستشرق باكستون يقول: لا أرى كاتبا فى قوة العقاد صاحب القلم حين كتب عن الرسول وعن المسيح حتى جعلنى أراجع أوراقى، وتحل ذكرى رحيل العقاد اليوم بالتزامن مع أيام الشهر الفضيل حيث أداء فريضة الصيام، وقد أفرد العقاد فى كتابه الممتع "عالمية الاسلام " مجموعة مقالات عن شهر رمضان والصيام وليلة القدر والاعياد الدينية سبق وان نشر هذه المقالات فى المجلات والصحف والدوريات منها الرسالة والثقافة والهلال والأزهر وغيرها.
فريضة الصيام هى فريضة ضبط النفس
فى مقال للاديب عباس محمود العقاد عن الصيام يصف هذه الفريضة بأنها الفريضة المثلى بين ألوان الصيام الدينية، لأنها تجيء في شهر معلوم فيشمل العالم الإسلامي كله وتصبح هذه العبادة فيه عبادة فردية وعبادة إنسانية عامة في وقت واحد، وهي رياضة نفسية تجيء في شهر قمري يختلف موقعه من فصول السنة، فلا تقتصر الرياضة النفسية على موسم دون موسم ولا تختص بالصيف دون الشتاء ولا بالشتاء دون الصيف، ولأن فريضة الصيام تقوم قدرة على ضبط النفس والإرادة، فهى تتقرر فى موعد محدود ، ولا يجوز للصائم إرجاءها مع الكسل والتسويف تفضيلا لوقت على وقت أو لحالة على حالة، فمن ثم يبدو أن صيام شهر رمضان فريضة مثالية بين ألوان الصيام التي أوجبتها الأديان الأخرى.

وأضاف الأديب عباس محمود العقاد: أن آيات القران الكريم تبين حقيقة الصيام، وأنه سياحة من عالم الجسد إلى عالم الروح وليس الهدف منه الامساك عن الشهوات طوال ساعات اليوم فقط، وقد كان منا رجل من رجال الأعمال وسفير وصحفي، ومنا المسلمون والمسيحيون، وجرى حديث عن الصحة ونظام التغذية المفضل، فقال رجل الأعمال: إنني تعودت بين حين وحين أن أصوم أسبوعا أو أسبوعين عن كل طعام غير السوائل، وأفضل السوائل عصير البرتقال، وقال السفير: إنني أصوم فترة كهذه، وأكتفي فيها كل يوم بوجبة أو وجبتين من اللبن، وقلت إنني أعالج الصوم مرة كل أسبوع وأختار يوما من أيامه للصوم عن كل طعام غير السوائل، وأفضل منها مغلي البابونج وعصير الليمون الحلو أو عصير البرتقال، وقد أحتاج في أسبوع آخر إلى إسقاط وجبة من الوجبات.
الصيام للرشاقة واليوجا
ويقول الأديب عباس محمود العقاد: ليس أكثر من أنواع الصيام هذه الأيام سواء كان لاجتناب السمنة لدى الجنس اللطيف أو حرصا على الرشاقة، أو لإصلاح المعدة، أو الصيام السياسي (الاحتجاج على معاملة أو رأي) أو الصيام للبخل والتوفير، أو صيام اليوجا وعادات المتصوفين والنساك.. إذن ليس زماننا زمان الإعراض عن الطعام كأنه عادة من عادات الأقدمين التي عفى عليها الدهر ـــ كما يقولون ـــ بل هو نريد فيه ألوان الصيام، ولا تنقص في علمنا من عصر قط استحق أن يسمى عصرا صياميا كالعصر الذي نحيا فيه.
تربية الخلق ورياضة النفس
والصيام على اختلاف أنواعه التي ذكرناها ليست هي كل الصيام الذي ينشغل به أبناء العصر الحاضر، فتلك جميعا أنواع جسدية تراد لحفظ الصحة أو حفظ الرشاقة والقوة وغيرها، وكثيرا من أنواع الصيام يدرسها أبناء العصر الحاضر ولا يطلق عليها وصف الأنواع الجسدية لأنها تراد لتربية الخلق ورياضة النفس، وتعويد الإنسان أن يملك عاداته كما يشاء، والصيام الذي فرضته الأديان أحق هذه الأنواع بالبحث عن دواعيه ومعانيه.

ويرى الأديب عباس محمود العقاد أن حكمة الصيام في الأديان الكتابية هي للتكفير عن الخطايا والسيئات وتربية الأخلاق، أما الدين الإسلامي فهو الدين الوحيد الذي فرض كتابه الصيام فترة معروفة من الزمن، ولا خلاف بين الأئمة في الحكمة المقصودة بهذه الفريضة وهي تقويم الأخلاق وتربيتها، وإن تعددت الأخلاق التي تذكر في هذا المقام، فقد يعلم صيام الغني الرحمة بالفقير، لكنه مقصد لا يشمل الأغنياء فقط، وكما ينبغي في كل فريضة عامة لا تختص بإنسان ولا بطائفة دون أخرى من المسلمين.
آداب رمضان محصورة فى معناها
ويتابع الاديب عباس محمود العقاد: أما الخلق الذي يعم الأغنياء والفقراء، ولا يستفاد من فريضة عامة كما يستفاد من الصيام، فهو الإرادة، وهي ألزم الصفات لكل إنسان، ولا قوام للفضائل والفرائض جميعا بغير هذه الإرادة.. إذن الإرادة هي فضيلة الفضائل في الصيام، ومتى عرفت هذه الحكمة فآداب رمضان كلها محصورة في معناها، وليس من أدب رمضان أن يململ الصائم أو يتجهم كأنه مكره عليها مطيع لها بغير رضاه، وليس من أدب رمضان أن يقضي صيام نهاره في النوم تاركا الطعام، وليس من أدب رمضان أن يفرط الصائم في الطعام والشراب بعد غروب الشمس حتى موعد الإمساك، وليس من أدب رمضان صيام المريض معرضا نفسه للتهلكة إذا كانت لا تجب الفريضة عليه.
وعن ليلة القدر، يقول الاديب عباس محمود العقاد إن ليلة القدر لخير من ألف شهر كما جاء في القرآن الكريم ولكنها لم تكن خيرًا من ألف شهر لأنها فرصة أو أوكازيون، كما نقول أيضًا لاصطلاح هذه الأيام .. وإنما خيرًا من ألف شهر لأنها فاتحة عهد جديد في تاريخ الضمير، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وهى ليلة التقدير والتمييز بين الخير والشر والتفريق بين المباح والمحظور، والأمر بالدعوة والتكليف، وهو أشرف ما يشرف به الإنسان لأنه هو المخلوق المميز بالتكليف والمخصوص بالتمييز بين جميع المخلوقات، ومن أجل هذا فضل على الملائكة لأنها لا تتعرض لما يتعرض له الإنسان من فتنة التمييزبين المباح والمحظور وفضيلة الوصول إلى الخير والامتناع عن الشر بمشيئة الحي المكلف المسؤول.

وأدب الصيام هو أدب الإرادة، وحكمته حكمة الإرادة، وليست الإرادة بالشيء اليسير في الدين، والخلق في الدين، وما الخلق إلا تبعات وتكاليف، ومن ملك الإرادة فإن زمام الخلق جميعا بين يديه.
موعد معلوم للجماعة
وميزة رمضان أنه فريضة اجتماعية مع فرضه على آحاد المكلفين، فهو موعد معلوم من العام لترويض الجماعة على نظام واحد من المعيشة، وعلى نمط واحد من تغيير العادات، وليس أصلح لتربية الأمة من تعويدها هذه الأهمية للنظام ولتغيير العادات شهرا في كل سنة تتلاقى فيه على سنن واحدة في الطعام واليقظة والرقاد، وبما يستتبع ذلك من أهمية الجماعة كلها لهذا الشهر خلال العام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا