رئيس التحرير
عصام كامل

«تركيا تخشى صعود النجم السعودي».. محور «الرياض – القاهرة» يقلق منام أنقرة.. كاتب تركي: «آل سعود» نظام إقطاعي وليس إسلاميا.. دكتاتورية المملكة لا تسمح بتنظيم مظاهرة بريئة.

الملك عبدالله ملك
الملك عبدالله ملك السعودية ورئيس الوزراء التركي رجب أردوغان

بعد أن وجدت دورها الإقليمي يتراجع بشكل كبير وصعود النجم السعودي في المنطقة العربية، من خلال دعم الرياض القوى لموقف الحكومة المصرية في مواجهة إرهاب الإخوان، بدأت حكومة أنقرة بزعامة الإسلامي رجب طيب أردوغان، فتح النيران على آل سعود واتهامهم بأنهم نظام إقطاعي وليس إسلاميا.


القلق والتوتر التركي من صعود المحور المصري السعودي مجددا، بدا واضحا في مقال كتبه أحد الكتاب الأتراك زاعما أن المملكة لم تشهد تظاهرة واحدة تعبر عن حرية الشعب السعودي.

قال الكاتب التركي، "طه آق يول"، في مقال نشره اليوم في صحيفة "حرية": إن أحداث مصر الأخيرة تفرض على الحركات الإسلامية توضيح موقفها من الديمقراطية، مضيفًا: "يتمتع موقف المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، بالأهمية من هذه الناحية، لأن السعوديين يصفون نظامهم بأنه إسلامي، إلا أنه، برأيي، إقطاعي أكثر منه إسلامي".

وأفاد "آق يول" أن السعودية لم تشهد أبدًا تقديم عريضة تواقيع جماعية، ناهيك عن تنظيم مظاهرة بريئة، متسائلًا: "أليس على الإسلاميين، الذين يعتبرون التجمع والتظاهر في مصر حق، أن يتخذوا موقفًا من السعودية؟ ألا يفترض أن ينتقدوا الأنظمة المستبدة كالسعودية، كما ينتقدون الدكتاتوريات العلمانية من قبيل حزب البعث؟".

اتهام تركيا

وأوضح الكاتب أن صحيفة وول ستريت، قالت في مانشيت الأمس: "الملك السعودي يؤيد هجمات الشرطة في مصر"، مضيفًا أن ما يؤيده الملك السعودي هو فض المظاهرات المعارضة في مصر من خلال هجمات الجيش والشرطة، التي أسفرت منذ الأربعاء عن مقتل ألف شخص.. ولفت إلى أن الملك السعودي يصف المتظاهرين في مصر بأنهم "متطرفون وإرهابيون"، متسائلًا: "إذا كان الإخوان متطرفين، فما عسى النظام السعودي يكون؟".

وأفاد أن السعودية تتهم تركيا ضمنًا بالتدخل بشئون مصر الداخلية، و"تحرض على الإرهاب"، مشيرًا إلى أن الملك "عبد الله" يعتبر الأحداث المصرية "قضية عربية"، في دعوة منه إلى الأتراك بعدم التدخل.

موقف الغرب

وبين "آق يول" أن الولايات المتحدة الأمريكية ألغت مناورات عسكرية مشتركة مع مصر احتجاجًا على "المجزرة"، ومن المتوقع أن تقدم على خطوات أخرى، والاتحاد الأوربي يدلي بتصريحات خجولة، فيما يتهم مستشار الرئيس المصري الإعلام الغربي بتأييد الإخوان، مضيفًا: "ردود أفعال الغرب ليست كافية بالطبع، فماذا عن العالم الإسلامي؟ الأنظمة والصحف والقنوات التليفزيونية والمثقفين في العالم الإسلامي؟ أين حشود "الشارع العربي"، التي أبرزت في الآونة الأخيرة على أنها المرجع؟".

مسئولية الإسلاميين

وأشار الكاتب إلى أن الحركات الإسلامية تتطور، ليس لأن الأنظمة الدكتاتورية تسمح بذلك، وإنما لعدة أسباب اجتماعية، لافتًا إلى أن من أسباب النقص الكبير في الثقافة الديمقراطية عدم معالجة الحركات الإسلامية بشكل كافٍ للقيم الديمقراطية، فحركتا الإخوان المسلمين والنهضة تؤكدان على الديمقراطية، ولهذا تعتبران "مجددتين"، إلا أنهما لم تتمكنا من امتلاك الوقت والخبرة من أجل تشكيل ثقافة سياسية.

وختم "طه آق يول" مقاله بالقول إنه يجب الدفاع عن الديمقراطية بصفتها "نظام سياسي لا بديل له"، وليس لأنها الطريق للوصول إلى الحرية المنشودة، وبلوغ الحكم استنادًا إلى الأكثرية.
الجريدة الرسمية