رئيس التحرير
عصام كامل

"إسلام" زهرة سقطت فى مجزرة جنود رفح

شهداء مذبحة رفح
شهداء مذبحة رفح

تجردوا من كل معانى الإنسانية، لم يفكروا حينما وجهوا طلقات الرصاص لهؤلاء الشباب الذين أنهوا خدمتهم العسكرية، عائدين بأحلام كثيرة ومستقبل يفتح لهم أذرعه، ما وراء هؤلاء الشباب وماذا يعنون لأسرهم، وأن هناك أسرا بأكمالها هذا المجند هو عائلها الوحيد.


هذا هو حال الشهيد مجند إسلام عبدالعزيز مشحوت، من قرية الإخماس التابعة لمركز السادات بمحافظة المنوفية ذو الـ21 عاما، فمنذ سنوات فاجأ المرض الخبيث أباه ليبقيه في الفراش لفترة تحول بعدها المسئول عن علاج والده وعائل أسرته الصغيرة المكونة منه ووالدته وأخ صغير في المرحلة الإعدادية، ليبدأ مشوار تحمل المسئولية بالعمل "باليومية" لتوفير نفقات الأسرة.

ثم جاء موعد أداء الخدمة العسكرية، وبعد دخوله توفي والده رحمه الله، لتصبح الأسرة الصغيرة مسئوليته، لينتظر أجازاته من الجيش حتى يعود يعمل طوال فترة الأجازة ليوفر ما يستطيع من مصاريف أسرته التي يعولها، إلى أن اقتربت النهاية وقربت فترة الخدمة على الانتهاء، فبدء يخطط لمستقبله وماذا سيفعل بعد أن يعود ويرسم الأحلام لأسرته والبيت الذي يحلم بتأسيسه.

ولكن كان القدر أسرع من كل ذلك، لتوأد رصاصاتهم أحلامه في مهدها قبل أن يكتب إليها الخروج للنور.

"إسلام" الذي تجمع أهالي قريته والقري المجاورة مساء أمس الاثنين في انتظار وصول جثمانه الطاهر لتشييعه إلى مثواها الأخير، لتحقق أحلامه في جنة الخلد إن شاء الله.

بعيون دامعة، قال أيمن مشحوت عم الشهيد، إن رصاص الغدر والإرهاب لم يرحموا شبابه أو أسرته التي يعولها، فهو عائل أسرته بعد وفاة والده منذ سنتين متأثرا بمرض خبيث، ووالدته المريضة وشقيقه في المرحلة الإعدادية. 

وأكد أنه دمث الخلق، وهو ما جعل الجميع يحبه فهو كان على علاقة طيبة بكل أهالي بلدته.
الجريدة الرسمية