آفاق التفسير القرآنى
علم كامل من علوم القرآن اسمه "المجاز".. فالآيات لا ينبغى أن تؤخذ على حرفيتها، وإنما على مقصدها.. ومن هنا يحق لنا أن نتساءل، حتى يستريح أولئك الذين تركوا الأديان كلها، ويتزايدون كل يوم للأسف، لماذا لا يعاد فهم الآيات القرآنية على أسس عصرية؟، ألسنا نؤمن أن القرآن جاء لكل البشر فى كل العصور؟.
ومن هنا.. لماذا التصور الثابت عن الملائكة مثلا؟، لماذا التصور لقوله "أولى أجنحة" ، أنها أجنحة للطيران؟، أليست للجيوش أجنحة وللفنادق والقصور الكبرى أجنحة أيضا؟، هل هى أجنحة للطيران؟، بالقطع لا.. فلماذا تذهب عقولنا للفهم الفطرى التقليدى للملائكة التى تطير وتطير بأجنحة؟، لقد تطورت الدنيا ولم يعد الطيران بالأجنحة هو المعجز للبشر.. وقياسا على ذلك، لابد من إعادة النظر فى تفسيرات عديدة وخصوصا آيات محل جدل؛ مثل الحور العين، والأولاد "المخلدون" الذين هم كأمثال اللؤلؤ المنثور، ومكوث يونس فى بطن الحوت وهكذا نؤمن إيمانا قاطعا جازما أن هذه الآيات كلها وحى، وأنها كلها من عند الله، وأنها كلها محل قداسة وإعجاز وروعة لا مثيل لها.. لكننا نؤمن أيضا أن القرآن لم ينزل للعصور الأولى فقط ولا لأهل الجزيرة العربية وحدها!.