إثيوبيا تبدأ تنفيذ خطة «محبس» النيل الأزرق.. توقف التوربينات يفضح نوايا أديس أبابا في تخزين المياه خلف سد النهضة للتأثير على الحصص التاريخية لمصر والسودان

تواصل إثيوبيا تعثرها فى تشغيل سد النهضة، السد الذى شُيّد على النيل الأزرق بدعوى التنمية وتوليد الكهرباء، لكنه أثار جدلًا واسعًا وقلقًا متزايدًا لدى دولتى المصب، مصر والسودان، لما يشكّله من تهديد مباشر على حصصهما التاريخية من مياه النيل.
فعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، خاضت مصر مفاوضات مضنية مع الجانب الإثيوبى للوصول إلى اتفاق قانونى وملزم بشأن آلية ملء وتشغيل السد، إلا أن هذه المفاوضات انتهت بالفشل بنهاية عام 2023، حين أعلنت القاهرة رسميًا انتهاء مسار التفاوض مع أديس أبابا بعد ما وصفته بـ”التعنت الإثيوبي” فى تقديم ضمانات واضحة للحفاظ على الحقوق المائية لدول المصب.
ورغم مرور 14 عامًا على بدء الأعمال الإنشائية فى السد، فإن إثيوبيا لا تزال عاجزة عن تحقيق الهدف الأساسى الذى سوّقت له عند بدء المشروع، وهو توليد الكهرباء بكميات كبيرة لتغطية احتياجاتها الداخلية والتصدير إلى دول الجوار.
وتشير المعطيات على الأرض إلى أن المشروع، الذى وصفته الحكومة الإثيوبية بـ”مشروع القرن”، يعانى من سلسلة من الإخفاقات التقنية المتتالية، أبرزها فشل تشغيل التوربينات الكهربائية، ما يلقى بظلال من الشك على النوايا الحقيقية وراء بناء السد.
بدأت ملامح الفشل التقنى تظهر عندما قررت الحكومة الإثيوبية تقليص عدد التوربينات من 16 إلى 13 توربينًا، جميعها تقع عند منسوب 578 مترًا، فى حين يتطلب إنتاج الكهرباء من هذه التوربينات وصول منسوب المياه إلى 590 مترًا، وهو ما يعادل تخزين 15 مليار متر مكعب من المياه.
وبهذا القرار، تخلّت أديس أبابا عن طموحاتها المعلنة سابقًا بإنتاج 5150 ميجاوات من الكهرباء، وهو الهدف الذى كان يُفترض أن يتحقق من خلال تشغيل التوربينات بالكامل.
وتعكس هذه الخطوة تراجعًا عن الأهداف المعلنة، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان السد قد أُنشئ بالفعل لتحقيق التنمية، أم أنه مجرد أداة للضغط السياسى والسيطرة على مياه النيل الأزرق، الشريان الرئيسى الذى يغذى نهر النيل بنسبة 85% من مياهه.
وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، كان من المفترض تشغيل 13 توربينًا، بما يوفر طاقة كهربائية تصل إلى 5150 ميجاوات، إلا أن ما تحقق فعليًا لا يتجاوز 1800 ميجاوات، حيث لم تتمكن أديس أبابا حتى الآن من تشغيل سوى 4 توربينات فقط.
وأوضح الدكتور هانى إبراهيم، الباحث فى شؤون حوض النيل، أن بحيرة سد النهضة حاليًا تحتجز قرابة 66 مليار متر مكعب من المياه، وهى كمية تكفى نظريًا لتشغيل جميع التوربينات، ومع ذلك، لم تتمكن إثيوبيا من تشغيل سوى 4 توربينات، وهو ما يؤكد أن الغرض الأساسى من السد ليس إنتاج الكهرباء، بل استخدامه كورقة ضغط سياسى من خلال التحكم فى تدفقات النيل الأزرق.
وأشار إبراهيم إلى أن القدرة التمريرية للتوربينات الأربعة الحالية لا تتجاوز 100 مليون متر مكعب يوميًا، حتى فى حال تشغيلها بشكل متواصل، وهو أمر لم يحدث حتى الآن، حيث تعمل التوربينات بشكل متقطع ووفق جدول تبادلي.
من جانبه، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن المشكلات الفنية التى تعيق تشغيل توربينات السد لا تزال مستمرة، إذ لم تُعلن الحكومة الإثيوبية حتى الآن عن تركيب التوربينات الثلاثة الجديدة التى وعدت بها، كما أن التوربينات الأربعة الحالية تعمل بصورة غير منتظمة.
وأشار شراقى إلى أن السلطات الإثيوبية لجأت مؤخرًا إلى التفريغ التدريجى لجزء من مخزون المياه بدلًا من القيام بتفريغ كبير مرة واحدة قبل موسم الأمطار المقبل، وهى خطوة تهدف لتقليل الضغط على هيكل السد ومنع حدوث مشكلات فنية أو انهيارات.
وأكد شراقى أن إثيوبيا بحاجة إلى التخلص من 25 مليار متر مكعب من المياه قبل موسم الأمطار القادم، سواء بتمريرها عبر التوربينات لتوليد الكهرباء أو بتصريفها عبر بوابات المفيض بشكل تدريجي، مشيرًا إلى أن السد يعانى من مشكلات فنية عميقة تجعل تشغيله بكامل طاقته مسألة معقدة وغير مضمونة النتائج.
تكشف بيانات وزارة الموارد المائية والرى المصرية عن أن فتحات التوربينات العليا فى السد تقع عند منسوب 578 مترًا، فى حين أن توليد الكهرباء يتطلب منسوبًا لا يقل عن 590 مترًا.
ويعنى ذلك أن فتحات التوربينات وُضعت فى موقع يجعل من الصعب الاستفادة منها فى إنتاج الكهرباء بشكل منتظم، إذ إنها تقع على ارتفاع أقل بكثير من أقصى منسوب للسد، وهو 645 مترًا، بفارق يصل إلى 67 مترًا.
ويُظهر هذا التصميم غير المدروس أن القدرة الاستيعابية لهذه الفتحات لن تكون كافية لتمرير التدفقات السنوية للنيل الأزرق، ما يزيد من المخاوف بشأن الاستخدام السياسى للسد كأداة للضغط على دولتى المصب.
على الرغم من الوعود الإثيوبية المتكررة بتشغيل السد والاستفادة من قدرته الكهربائية فى دعم التنمية الداخلية وتصدير الطاقة لدول الجوار، فإن الواقع الحالى يكشف عن إخفاقات متكررة فى تحقيق هذه الأهداف.
فبدلًا من إنتاج 5150 ميجاوات، لم تتمكن التوربينات الأربعة العاملة إلا من إنتاج ما يقرب من نصف هذا الرقم، ما يعكس فشلًا واضحًا فى تنفيذ المخطط الأصلي. وفى المقابل، واصلت أديس أبابا سياساتها أحادية الجانب من خلال تنفيذ مراحل الملء المتتالية دون اتفاق مع دولتى المصب مصر والسودان، ما عزّز المخاوف بشأن استخدام السد كأداة لفرض الهيمنة على مياه النيل الأزرق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا