كيف يخلق العرب رأيا عاما دوليا فى مواجهة أطماع أمريكيا؟ العرابي: تصريحات ترامب استفزت العالم، رخا: لابد من موقف أشد صرامة ضد الكيان الإسرائيلى بشأن غزة، والقاهرة بذلت جهودا تاريخية لوقف التهجير

صادف مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة رفضا دوليا وتضامنا أوروبيا وصينيا مع الموقف المصرى والأردنى الرافض للتهجير، وأجرى وزير الخارجية بدر عبدا لعاطى العديد من اللقاءات الدبلوماسية مع نظرائه فى أوروبا من أجل الحشد وتأييد خطة مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير.
وظهرت آثار المعركة التى تخوضها مصر على كافة المستويات لحشد المجتمع الدولى لرفض مخطط التهجير، وذلك من خلال التأييد الصينى والأوروبى لحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته ورفضهم لمخطط التهجير.
فى هذا السياق يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك عدة أسباب وراء نجاح العرب فى بناء رأى عام دولى مساند للقضية الفلسطينية فى أوروبا والصين، أولها أن هناك توافقا وإجماعا عربيا على رفض مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وإصرارهم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة استطاع العرب حشد الرأى العام الأوروبى والمنظمات الأوروبية مثل الاتحاد الأوروبى والمفوضية الأوروبية لدعم القضية الفلسطينية والضغط على الاحتلال الإسرائيلى لوقف العدوان.
وهناك العديد من الدول الأوروبية على رأسها إسبانيا وإيرلندا وغيرهما من الدول دعمت القضية الفلسطينية، وأكدوا عزمهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأدانوا العدوان الإسرائيلى على القطاع.
مضيفا: أيضا نجح العرب فى جذب الصين لتلقى بثقلها فى هذه الأزمة، وكان لها دور بارز فى مجلس الأمن والأمم المتحدة وحاولت تمرير قرار لوقف إطلاق النار فى غزة، وأكدت مرارا على رفض تهجير الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولة فلسطينية.
وأردف: بدأت الدول العربية تخرج من عباءة الولايات المتحدة الأمريكية وفكرة القطب الأوحد، وذلك بهدف تحدى القرارات الأمريكية التى تضر بمصالحهم لحساب إسرائيل، وذلك من واقع إدراك العرب جيدا أن واشنطن ستدعم تل أبيب فى كل الاحتمالات حتى وإن كان على حساب مصالحها مع العرب.
متابعا: خلال الفترة الأخيرة بدأت الدول العربية تغير بوصلتها اتجاه الصين وروسيا، خاصة منذ اتفاق المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران بوساطة صينية، والاستثمارات التى ضختها بكين فى الدول العربية، حتى أنها بدأت تغزو سوق السلاح فى منطقة الشرق الأوسط لتنافس السلاح الأمريكي، وهذا السيناريو الذى انتهجه العرب أيضا مع روسيا، فكانت هناك العديد من صفقات التسليح التى حصلت عليها دول عربية من موسكو وذلك للخروج من إطار التحكمات الأمريكية.
وتابع: بدأت الدول العربية تقيم علاقات تقوم على التوازن بين أمريكا وأوروبا والصين وروسيا بما يخدم مصالحها، ويضمن عدم احتكارها أو فرض إملاءات عليها من قبل أى قوى عظمى.
والسبب الثانى أن مخطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالأساس مخالف للقانون الدولى والإنسانى ويعتبر جريمة حرب ومخالف لقرارات الأمم المتحدة التى تنص على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود عام 1967 ومخالف لاتفاق أوسلو أيضا، الأمر الذى خلق حالة من عدم الرضا لدى الصين وروسيا وأوروبا، لأنهم يرون تصرفات واشنطن التى تضرب بالقانون الدولى عرض الحائط وتتصرف وفقا لأهواء ترامب.
وستطرد: ومنذ اندلاع مظاهرات فى العديد من الدول الأوروبية على خلفية دعم قادة هذه الدول العدوان الإسرائيلى على غزة، بدأ قادة أوروبا يغيرون بوصلتهم وطالبوا بوقف الحرب وتبادل الأسرى، وذلك لأن الشعوب الأوروبية تنادى دائما بحقوق الإنسان وحق كل شعب فى تقرير مصيره، والصين وأوروبا لديهما القدرة على الوقوف بوجه دونالد ترامب، نظرا لثقلهم الدولى والإقليمي.
مردفا: بالإضافة إلى أن دونالد ترامب يحتاج الى الدول العربية والخليجية خاصة رؤوس الأموال التى يحتاجها للاستثمار فى الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق أكبر عوائد اقتصادية فى بلاده.
وتابع: نجحت مصر من خلال معركة دبلوماسية فى كشف مدى خطورة مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة على الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وأن الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حكومة اليمين المتطرف تسعيان إلى السيطرة على الأراضى الفلسطينية وأراضى الدول المجاورة بهدف مشروع إسرائيل التوراتية.
وأكد السفير رخا أحمد حسن أنه ينبغى على الدول العربية أن تتخذ موقفا أكثر صرامة وحزما تجاه إسرائيل، مثل التهديد بإنهاء اتفاقات التطبيع بالإضافة إلى تقليص التعاون الاقتصادى والتجارى معها، واستخدام ورقة الاستثمارات لإغراء ترامب وإقناعه بالتراجع عن مخطط التهجير
واختتم رخا أحمد حسن حديثه قائلا: “الدول العربية عليها أن تدعم الخطة التى أعدتها مصر من أجل إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، واستخدامها كورقة لإقناع ترامب بالتراجع عن مخطط التهجير”.
وفى السياق ذاته قال محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الدول العربية لم تكن وراء الموقف الأوروبى والصينى الرافضين لمخطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، ولكن تصريحات ترامب نفسها أدت الى استفزاز كل دول العالم، مضيفا: ومن المهم استغلال مواقف الصين وروسيا وأوروبا الرافضة لمخطط التهجير الذى يتبناه ترامب وذلك للحصول على دعم قوى للخطة المصرية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، خاصة أن هذه الدول تعتبر هى قلب مجلس الأمن الدولى وقادرة على الضغط فى الأمم المتحدة لتبنى الفكرة المصرية.
وأردف: من الممكن أن تقوم الدول الأوروبية والصين وروسيا بدعم مصر فى المؤتمر الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة والذى دعت إليه القاهرة من أجل إعمار القطاع، خاصة أن عملية الإعمار تحتاج إلى مليارات الدولارات وتحتاج إلى جهود كبيرة ومفاوضات للضغط على إسرائيل بالاستمرار فى اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية والثالثة، خاصة أن حكومة اليمين المتطرف تحاول الأن نسف الاتفاق لإعادة العدوان على قطاع غزة.
وفى البداية وقبل البدء فى عملية إعادة الإعمار يجب على الصين والدول الأوروبية ممارسة ضغوطات كبيرة على إسرائيل حتى تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الأمر الذى سيمهد لبدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
وينبغى على الدول العربية خاصة دول الخليج التى لديها رؤوس أموال كبيرة أن تتبنى الخطة المصرية، وتضخ أموالا لإعادة إعمار قطاع غزة، لأن مصر لن تكون قادرة بشكل منفرد على تحمل كل هذه النفقات.
واختتم السفير محمد العرابى حديثه قائلا: “إن مصر بذلت كل ما بوسعها ولم تدخر جهدا من أجل وقف مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين وتلعب الآن دور القائد فى مواجهة هذا الطوفان الغاشم الذى يعصف بالشرق الأوسط، وهناك تعويل كبير على موقف الدول العربية خلال القمة الطارئة المزمع عقدها فى القاهرة خلال الشهر الجاري”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا