رئيس التحرير
عصام كامل

أغبياء لكن سفهاء


إذا أردت أن تضحك وسط همومك ووسط كل الأحداث والكوارث اليومية التى نراها منذ أن تولى الرئيس مرسى منصبه، ومنذ أن كلف شخصًا ضعيفًا ليصبح رئيس لوزراء مصر. فعليك أن تجلس أمام شاشة التلفزيون لترى أن تلك الشاشة لا يريد القائمون على إدارتها إلا أن يحجبوا عنك رؤية تلك الكوارث ليس عشقا فينا، ولكن لإجبارك أن تصبح كفيفًا لا ترى ضعف تلك الحكومة وذلك النظام العقيم.


للمرة الأولى فى حياتى كدت أبكى وأنا أشاهد فيلمًا لإسماعيل ياسين هذا الفنان الذى يضحكنى كلما شاهدت أفلامه. جعلنى التلفزيون المصرى أبكى وأنا أشاهده .ومن منا لا يبكى وهو يرى فى نفس يوم حادث قطار البدرشين الذى راح ضحيته شباب مصرى من بينهم من ترك زوجته بمفردها، ومنهم من ترك أبناءه الصغار ينتظرون عودته، ومنهم من ترك أمه أو أباه المسنين ينتظران رؤيته من جديد. ليعرض لنا التلفزيون المصرى فى نفس التوقيت فيلم كوميدى لإسماعيل ياسين، وتعرض قنوات أخرى فى التلفزيون أفلامًا وأغانى، معتقدة أنها تقلل من حالة الاحتقان والغضب الموجودة عند المواطن المصرى ويكتفى القائمين على إدارة التلفزيون بإذاعة الخبر فى نشرات الأخبار ووضع شريطة سوداء على الشاشة . وكأن هؤلاء الضحايا ليسو أبناء لهذا الوطن .

للأسف التلفزيون المصرى تافه فى مضمونه وعقيم فى العقول التى تديره. تلفزيون لا يجلب لنا إلا العار لأنه يريد أن يثبت للجميع أن الشعب المصرى مازال شعبا جاهلا أميا لا يجيد فهم الحقيقة ولا يجيد قراءة الواقع المرير الذى نعيش فيه . أثبت التلفزيون المصرى بهذا الأسلوب العقيم لنا أننا تركنا إدارة أمورنا لأغبياء لا يجيدون الإدارة .سفهاء لا يجيدون التصرف فى شئون بلد عظيم مثل مصر .لقد تفه النظام الحالى كل شىء، تفهوا منصب الوزير ومنصب رئيس الوزراء. تفهوا التلفزيون المصرى الذى كان يتمنى الجميع الظهور على شاشته بعد أن طوعوه لهواهم وأهدافهم بشكل ساذج حتى لا نرى كوارثهم من دماء تسيل كل يوم على القضبان وتحت انقاض االمنازل لنرى فى نفس الوقت، تلفزيون يعرض أفلامه الكوميدية وبرامجه التافهة .أزمة مصر وأزمة الشعب وأزمة التلفزيون. إننا حكمنا أغبياء لكن سفهاء.

الجريدة الرسمية