مقترح حكومي يهدد أكثر من 80 ألف صيدلية.. «الصحة» تعتزم إنشاء صيدليات خاصة داخل المستشفيات الحكومية الكبرى لزيادة الدخل وتحقيق أرباح.. تساؤلات مشروعة: هل الصيدليات قصرت فى توفير الدواء؟!

فى مصر يوجد ما يقرب من 80 إلى 90 ألف صيدلية عامة موزعة بين المحافظات تقدم خدماتها من توفير الأدوية للمواطنين وتعانى هذه الصيدليات من انهيار اقتصادياتها فى ظل ارتفاع أسعار الأدوية وزيادة مصروفات الصيدليات من أجور عمالة وخدمات كهرباء ومياه وضرائب وتعتمد هذه الصيدليات فى مكاسبها على هامش الربح الذى تحصل عليه من بيع الأدوية وهو هامش ربح لا يتعدى الـ15% لكل عبوة دواء محلية و7% للدواء المستورد.

وأغلب هذه الصيدليات يفتح بجوار مستشفيات عامة حكومية أو خاصة وعيادات أطباء ومنشآت صحية حتى تستفيد من المرضى المترددين على هذه المستشفيات والمنشآت الصحية ويشتروا منها وتستطيع أن تحقق حركة بيع تساعد فى زيادة معدلات البيع.

وفوجئ الصيادلة خلال الأيام الماضية بمقترح تقدم به وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار إلى رئاسة الوزراء بإنشاء صيدليات تبيع الأدوية للجمهور داخل المستشفيات الحكومية ذات معدلات التردد المرتفعة للاستفادة منها فى زيادة دخل المستشفيات وتضمن المقترح أن يدير هذه الصيدليات القطاع الخاص بالشراكة مع هيئة الشراء الموحد.

وكشفت مصادر داخل وزارة الصحة أن المستشفيات التى ستتواجد بداخلها هذه الصيدليات ستحصل على نسبة من أرباح مبيعات كل صيدلية وحاليا يتم التجهيز لكراسات الشروط لطرحها أمام الجهات الخاصة الراغبة فى إدارة الصيدليات.

وأكد الصيادلة أن المقترح ليس بجديد وطرح من قبل فى 2017 وتم رفضه ولم يخرج للنور وتسبب فى غضب الوسط الصيدلى نظرا لأن إنشاء هذه الصيدليات سيؤدى إلى تدمير اقتصاديات أغلب الصيدليات العامة لأن غالبية المرضى المترددين على المستشفيات سوف يلجأون إلى الصيدلية داخل المستشفى لأنها الأقرب ومن المؤكد أن يتوفر بها كل الأدوية بدون نواقص خاصة وأن الوزارة سوف تمد وتدعم هذه الصيدليات بكل أنواع الأدوية حتى المنتجة بكميات قليلة فالأولى فى توفير الدواء سيكون لهذه الصيدليات، وهذه الفكرة معمول بها فى عدد من المستشفيات الخاصة حيث يوجد بها صيدليات لصرف الأدوية للمترددين عليها من المرضي، وهى بذلك توفر راحة للمريض بدلا من البحث عن صيدليات خارجية وتحقق مبيعات مضمونة من حجم التردد عليها.

وأكد الصيادلة أنه بحسب قانون 1955 الخاص بمزاولة مهنة الصيدلة فقد تم وضع شروط لترخيص الصيدليات منها إذا كانت صيدلية خاصة تابعة لمستشفى لا يجوز صرف الدواء للجمهور وإلا تكون متصلة بطريق عام حرصا على مصلحة الصيدليات العامة الصغيرة التى يمتلكها الصيادلة ومنتشرة فى قرى ومحافظات مصر.

من جانبه، قال الدكتور حاتم البدوي، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية أن مقترح إنشاء الصيدليات داخل المستشفيات الحكومية مخالف لقانون مزاولة مهنة الصيدلة الصادر سنة 1955، لأن الصيدليات نوعان إما صيدلية عامة أو صيدلية خاصة داخل المستشفيات وغير مسموح لها بالبيع للجمهور.

كما قال  لـ”فيتو“ إنه فى ظل وجود كوارث تعصف بمهنة الصيدلة من البيع بأكثر من سعر وخفض هامش ربح الصيدلى وتدمير اقتصاديات الصيدليات، ما الحكمة من إنشاء صيدليات داخل المستشفيات ويتم تأجيرها للقطاع الخاص متسائلا ”من  سوف يديرها؟”.

وتابع حديثه قائلا إن الشعبة العامة  للصيدليات سوف تخاطب رئيس الوزراء بكل تخوفات الوسط الصيدلى واعتراضه على هذا التوجه.

وتساءل: “هل الـ90 ألف صيدلية أظهروا تقصيرا مع المصريين فى توفير الأدوية؟ وهم كانوا الخط الأول لمواجهة وباء كورونا وصرف الأدوية للمرضي”.

وأشار إلى أن إنشاء صيدليات داخل المستشفيات الحكومية يزيد من الأعباء ويتسبب فى غلق الصيدليات العامة وترك الصيادلة للمهنة نتيجة الظروف السيئة للصيدليات العامة مشيرا إلى أن الـ90 ألف صيدلية  تنفق على 4 ملايين مواطن ولا يجب تهديد أوضاعهم المالية والمساس بحقوقهم.

وبسؤاله عن إمكانية إضافة تعديلات داخل قانون مزاولة مهنة الصيدلة المطروح حاليا للنقاش داخل مجلس النواب خاصة بإنشاء الصيدليات، قال رئيس شعبة الصيدليات، “إنه لم يطرح للحوار المجتمعى ولم يصلنا أى إخطارات”.

وأبدى مخاوفه من أن صيدليات الجمهور داخل المستشفيات الحكومية تتسبب فى احتكار الادوية خاصة الحيوية.

بدوره قال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن فكرة إنشاء صيدليات داخل المستشفيات العامة ليست جديدة وقد طرحت من قبل فى عهد وزير الصحة الأسبق الدكتور أحمد عماد وعارضتها نقابة الصيادلة فى ذلك الوقت وتم الاتفاق على افتتاح الصيدليات فى أماكن بعيدة ليس بها صيدليات عامة.

وأضاف لـ”فيتو“ أن عدد الصيدليات المرخصة فى مصر يتراوح ما بين 80 إلى 90 ألف صيدلية وطبقا لعدد السكان 110 ملايين مواطن وبحسب المعدلات العالمية فمصر تحتاج إلى عدد أقل يصل إلى 40 ألف صيدلية فقط حتى لا تعانى من قلة بيع وضعف اقتصاديات قائلا: ”لا يعقل فى وجود زيادة عن احتياج السوق يتم إنشاء صيدليات عامة للجمهور داخل المستشفيات”.

وأشار إلى أن الحكومة تشجع القطاع الخاص لذا يجب الحفاظ على كيانات الصيدليات الصغيرة لأن الحكومة ليست خصما لهم مشيرا إلى أنه لا يوجد عجز فى أعداد الصيدليات لافتا إلى أنه من الطبيعى أن توفر الأدوية فى الصيدليات العامة لكل المواطنين وليس قصر توفير الأدوية على صيدليات الإسعاف أو المستشفيات الحكومية فقط.

وتابع حديثه قائلا إن صيدليات الإسعاف تم التوسع فيها وافتتاح 30 صيدلية فى المحافظات وأوضح أن المقترح المذكور ضد استثمار الصيدليات الصغيرة والمتوسطة وفى حالة استئثار هذه الصيدليات بتوفير النواقص يصبح ذلك تكريسا للاحتكار.

وأكد أنه فى حالة فتح صيدليات خاصة داخل المستشفيات وتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل فى كل المحافظات سيتم التعاقد مع هذه الصيدليات باعتبارها الأقرب للمريض وتوفر جميع الأدوية الناقصة والإستراتيجية وترك الصيدليات العامة فضلا عن أنها ستوفر أدوية بأسعار تعاقد التأمين الصحى الأقل من سعر الجمهور وتحقق مكاسب أعلى.

كما أكد رئيس شعبة الأدوية أن مصر ليست بحاجة إلى التوسع فى الصيدليات كما أن المرضى لم يشتكو منها، مشيرا إلى أن كل مستشفى حولها ما لا يقل عن 10 صيدليات تعمل وتستفيد من معدل التردد للمرضى على المستشفيات.

ومن جانبه قال الدكتور على عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية إن هذه الفكرة ما هى إلا اقتراحات غير مدروسة، متسائلا: “هل يتم تشجيع القطاع الخاص أم خصخصة القطاع العام؟”.

وأوضح أن الصيدليات هى حلقة الوصل بين الشركات والجمهور ومن مصلحة الصيدليات توفير كل الأدوية، مشيرا إلى أن أى مشكلات فى نقص الأدوية يكون السبب فيها شركات الدواء وليس فى الصيدليات ـ لافتا إلى أن ذلك يخالف القانون ومقترح سيؤول للفشل، لأنه يكرس المزيد من الممارسات الاحتكارية.

وقال الصيدلى على عبدالله إن عدد الصيدليات فى مصر يزيد عن المعدلات العالمية وإنشاء صيدليات خاصة بالمستشفيات سوف يؤثر سلبا على الصيدليات العامة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.