رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: الإخوان في صراع من أجل البقاء.. مصر ترفض تهديدات الاتحاد الأوربي بقطع المساعدات.. حظر اللجان الشعبية لمنع انتشار العنف.. خطاب السيسي يغرس جوًا من التفاؤل بين المصريين

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة أرشيفية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الإثنين بتصاعد الأحداث في مصر.. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية:"إن جماعة الإخوان أسست منذ أكثر من ثمانين عاما، وعرفت بالإسلام السياسي وكانت أكبر الرابحين في ثورة الربيع العربي".


وأضافت:"ولكنها تواجه الآن صراع من أجل البقاء على الرغم من إعلان الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش بأنها على استعداد لقبول الاسلاميين الذين ينبذون العنف كشركاء في الحوار".

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من قبل الجيش وينظر إلى لجماعة الإخوان كمنظمة إرهابية تعكف على ممارسة العنف.

وأثيرت مخاوف بوقوع حرب أهلية في مصر بعد قتل ما يقارب من 800 شخص في الأسبوع الماضي وكان معظم القتلي على يد قوات الأمن.

وأضافت الصحيفة أن الدعوة للحوار مع الإسلاميين لم تسفر بنتائج وما يجري محاولات مكثفة للقضاء على الإخوان المسلمين من خلال تجريمهم واعتقالهم.

كما أن الإعلام المصري يخلط بين الجهاديين وجماعة الإخوان وفيما يبدو أن الإخوان نبذوا بصورة فعلية ماضيهم الإرهابي في السبعينات أثناء حكم الرئيس الراحل أنور السادات الذي أراد دعمهم ضد أعدائه اليساريين ولكنهم قتلوه.

وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان صعدت للحكم في مصر من خلال حظيها بشعبية بسبب الخدمات الاجتماعية والتعليمية التي كانت تقدمها للشعب ولكن عدم وفاء الرئيس المعزول محمد مرسي بوعوده جعل الشعب ينقلب ليه وينادي بإسقاطه.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه لا يوجد الكثير من الحقائق اليقينية في الوضع شديد التقلب في مصر، ولكن الخبراء يقولون إن الأزمة المتعمقة وسياسة الاستبعاد قد تؤدي بالإخوان إلى هجر السياسة، مع عودة بعضهم للدعوة الدينية والعمل الاجتماعي، والبعض الأخر يري أن جماعة الإخوان قد تظل في المعترك السياسي ولكن "دون قواعد سلمية".

وأيضا بالجارديان اهتمت بالموقف المصري تجاه تحذير الاتحاد الأوربي لها وقالت أن مصر ترفض بشكل قاطع تهديدات الاتحاد الأوربي بقطع المساعدات عنها، على خلفية القلق الدولي المتزايد إزاء الوضع المتدهور في البلاد ووقوع خسائر فادحة في الأرواح في الأيام القليلة الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية، نبيل فهمي، الذي رفض التدخل في الأزمة الاخلية في مصر وانتقد صمت العالم الغربي تجاه الهجمات من جماعة الإخوان.

وفيما يبدو أن القاهرة تتحدى رسميا إدانات الغرب لها وهذا ما يؤكده تصريح فهمي الذي تجاهل فيه إدانة وزير الخارجية وليم هيج استخدام القوة غير المتناسبة في مصر بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وأضافت الصحيفة أن مصر غضبت من المكالمات البريطانية والفرنسية في الأسبوع الماضي لمناقشة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل خاص الأزمة المتصاعدة في مصر.

وقد أعرب بان كي مون، الأمين العام، عن قلقه وقال أنه سيتم إرسال مسئول كبير بالامم المتحدة إلى القاهرة، بعد قتل أكثر من 800 شخص، معظمهم من أنصار الإخوان، في أسوأ أعمال العنف منذ الإطاحة بمرسي يوم 3 يوليو.

ومن المتوقع أن يعقد اجتماع في بروكسل هذا الأسبوع لمناقشة الوضع الراهن في مصر، بعض أن حذر رئيس المجلس الأوربي والمفوضية الأوربية، هيرمان فان رومبوي وخوسيه مانويل باروسو وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، من تصعيد أعمال العنف ووقع المزيد، وحذروا بوقف المساعدات التي أعلن عنها التي تقدر بـ4.2 مليار استرليني لعامي 2012 و2013.

ونوهت الصحيفة عن قيام حملة تمرد بجمع توقيعات لرفض المعونة الأمريكية وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل التي كانت برعاية الولايات المتحدة في عام 1979، وشددت تمرد على رفضها التدخل الأمريكي، ووصفته بأنه غير مقبول.

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الحكومة المصرية حظرت عمل اللجان الشعبية للحفاظ على الأمن لعدم استخدام العنف من قبل هذه اللجان مع المدنيين.

ورأت الصحيفة أن الحكومة الجديدة تصارع من أجل منع وقوع أزمة في أنحاء مصر بعد الأزمات التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي.

وأشارت الصحيفة إلى وجود لجان شعبية، تخرج بالعصي والبنادق في الشارع المصري بالفترة الأخيرة، وقد لا يحمد عواقب هذه اللجان مع استمرار اعمال العنف والتي أسفرت عن مقتل 800 مدني و70 من أفراد قوات الأمن.

وأضافت الصحيفة أن التوتر مازال مستمرًا بين الحكومة وجماعة الإخوان حتى الآن.

قالت الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه تم نصب كمين للشرطة المصرية في شبه جزيرة سيناء برفح وقتل 25 جنديا.

وأكدت المصادر الطبية ومسئولون الشرطة أن حافلتين تعرضتا لهجوم مسلح بالقرب من بلدة رفح التي تقع على الحدود مع غزة، وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة بجروح في الانفجار.

وأوضحت الإذاعة البريطانية أن الجيش يكثف جهوده وشن حمله ضد المتشددين في سيناء بعد ارتفاع الهجمات منذ سقوط حسني مبارك، وأصبح شمال سيناء واحدة من أخطر المناطق في مصر منذ عام 2011.

وأضافت أن هذه المنطقة تعد مفترق الطرق لتهريب البدو والعصابات الإجرامية والجهاديين المصريين والمسلحين الذين لهم صله بقطاع غزة، فكثرت حالة الخطف وعمليات التهريب بالأسلحة والمتفجرات والهجمات على قوات الأمن في مصر منذ نهاية الحكم العسكري لمبارك.

ونوهت الـ" بي بي سي" عن أن الأقوال متضاربة حول وقوع حادث اليوم الإثنين حيث أكدت مصادر أمنية لوكالة أسوشيتد برس للأنباء، قالوا " أوقف أربعة رجال مسلحين، الحافلات وأجبروا الشرطة للخروج قبل إطلاق النار عليهم"، لكن تقارير أخرى تحدثت عن قذائف صاروخية أطلقت على الحافلات.

ذكر موقع القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي أن شوارع مصر بدأت منذ أمس "الأحد" تشهد هدوءًا نسبيًا خاصة في معدل القتلى، معتبرة أن خطاب الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" الذي ألقاه بالأمس جاء من أجل المصالحة.

ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن خطاب السيسي يغرس جوا من التفاؤل، على الرغم من أن نسبة فرص التوصل إلى تسوية هي 50 ٪، فإن الجيش يتفهم أن جماعة الإخوان وصلت إلى نقطة يصعب خلالها إرضاؤها على طاولة المفاوضات، الا أنه من المتوقع أن تملي الأيام المقبلة كيف سيبدو المستقبل في مصر.

كما نقلت "بولا سلير" مراسلة روسيا اليوم بالقاهرة خلال مكالمة هاتفية لها مع القناة العاشرة الإسرائيلية قولها إن شوارع مصر تشهد حالة من التوتر، والسكان قلقون للغاية، وان ما يثير الاهتمام هو أن المصريين العاديين يحملون حالة من الغضب المتنامي ضد جماعة الإخوان في الشوارع.

وفيما يتعلق بإسرائيل قالت "سيلر" أن الكلام والتصريحات التي يتم سماعها في القاهرة عن إسرائيل ليست أكثر حدة عن ذى قبل، وكما هو الحال دائما عندما يسمع اسم إسرائيل تجد غضبا شعبيا شديدا، وقد سمعت أحد التعليقات المصرية التي تقول "أن إسرائيل هي سرطان، ونحن في حاجة إلى إلغاء معاهدة السلام".

قال موقع "ديبكا" المقرب من المخابرات الإسرائيلية: إن من يقف وراء حملة الضغط على الغرب لتأييد الجيش المصري هما السعودية والإمارات بالبترول السعودي والإماراتي وليس إسرائيل، موضحًا أن الرجل الرئيسي في هذه الحملة هو رئيس المخابرات السعودية الأمير "بندر بن سلطان" وليس مسئولا إسرائيليا كما ادعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأضاف الموقع، أن السلاح الأساسي الذي يستخدمه الأمير بندر هو السوط الروسي، بأنه إذا لم تغير الولايات المتحدة الأمريكية والغرب سياساتها تجاه الأحداث المصرية ستتجه مصر إلى موسكو فورًا، مشيرًا إلى أن روسيا ستمد الجيش المصري بالسلاح والخبراء العسكريين الروسيين لأول مرة منذ 41 عاما عندما أمر الرئيس المصري الأسبق "محمد أنور السادات" بطرد الروس من الجيش المصري.

وتابع الموقع: إن "بندر" في حالة توقف المعونة العسكرية الأمريكية لمصر ستمول السعودية شراء الأسلحة للجيش المصري من روسيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" متعاون مع بندر حيث إنه في اللقاء الأخير الذي جمع بين بندر وبوتين بروسيا عرض بندر على بوتين صفقة تعاون سعودية روسية تركز على التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري في مقابل التأييد الروسي ودعمه للقاهرة.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه حتى الآن لم تظهر حقائق لقاء القيادة العسكرية والاستخبارية الروسية والذين اجتمعوا برئاسة الرئيس الروسي لمناقشة الوضع المصري واقتراحات بندر لروسيا.

وأضاف الموقع أن المصادر الروسية لم تسرب إلا جملة واحدة من اللقاء للرئيس الروسي وهي اقتراح إرسال لمصر مساعدات عسكرية روسية للجيش المصري ولكنه لم يوضح أكثر من ذلك، وأشار الموقع إلى أن بوتين أشار إلى أن الرئيس الروسي أعلن أنه مستعد لإجراء مناورات مشتركة مع الجيش المصري.

الجريدة الرسمية