في ذكرى رحيل زكريا أحمد.. قدم 1600 لحن منها 63 لأم كلثوم.. اشتهر بخفة الظل والنوادر الفكاهية.. «الورد جميل» أبرز أعماله.. وهذا رأي محمد عبد الوهاب فيه

زكريا أحمد ، موسيقار شهير من الزمن الجميل، تتسم الحانه بخفة الظل والتطريب، هو رائد من رواد التلحين في مصر، وعلم مصرى أصيل من أعلام الموسيقى الشرقية، قدم ما يقرب من 1600 لحن منها 63 لحنا لكوكب الشرق أم كلثوم وحدها، من أشهر ألحانه التي غناها بصوته "يا صلاة الزين يا صلاة الزين على عزيزة" و"الورد جميل"، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1961.
قال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأن الشيخ زكريا أحمد كان ميالا للمرح حتى فى الشكوى والأنين، وقال رياض السنباطى: كان همزة الوصل بين مصر التى ترتدى الجلباب ومصر التى ترتدى البدلة الأوروبية، بينما قال عنه الأديب نجيب محفوظ: ابن بلد لطيف وحبوب، ابن نكتة حكاياته لا تنتهى، إن حكاياته تخرج من حكاية إلى حكاية أخرى فى تسلسل عجيب وترابط مذهل، فقد يبدأ فى حكى حكايته الأولى فى التاسعة مساء ثم يعود إلى نفس الحكاية فى الثالثة صباحا بلا انقطاع.
عبقرية التلحين في أي وقت
وتابع محفوظ: كنت أسأل نفسي متى يعمل الشيخ زكريا أحمد ويتم ألحانه وهو يداوم على سهراته اليومية فاكتشفت أن لديه عبقرية التلحين فى أى وقت، وأذكر أنه لحن أغنية “حبيبي يسعد أوقاته“ لأم كلثوم وهو يجلس معنا على المقهى، وفى مرات عديدة كان يضع لحنين مختلفين لأغنية واحدة ويعرضها علينا لنختار الأفضل، ولم يكن الشيخ زكريا يحب القراءة، وربما كانت روايتى "زقاق المدق" هى روايتى الوحيدة التي قرأها وأعجب بها للدرجة التى جعلته يعيد صياغتها ويحكيها أمامنا كأنه مؤلفها والأكثر من ذلك أنه كان يمثل الحكايات التى يحكيها بمنتهى خفة الدم وهم لا يملكون أنفسهم من الضحك.

ولد الموسيقار زكريا أحمد عام 1896، لأب حافظ للقرآن واختار لابنه أن يكون قارئا للقرآن لكنه عندما وجده هاويا للموسيقى والإنشاد وأنه صاحب صوت حسن سلمه للشيخ درويش الحريرى لتعليمه كهاوٍ للموسيقى بجانب حفظه القرآن في كتاب القرية، ثم التحق للدراسة بالأزهر الشريف، وذاع صيته بين زملائه قارئا ومنشدا.
خفة دم ونوادر فكاهية
ويحكى الكاتب صبرى أبو المجد فى كتابه "زكريا أحمد"عشرات المواقف التى تترجم خفة دم زكريا أحمد ونوادره الفكاهية فيقول إن إدارة الأزهر أوقفته عن الدراسة لمدة شهر وحرمته من المكافأة الشهرية لضبطه متلبسا وهو يأكل البسطرمة على المقهى والعياذ بالله، وعندما عاد إلى الدراسة سأله شيخه عن جواز أكل لحم الجمل العجوز وعدم جواز أكل لحم الجمل الصغير، ظن أستاذه أنه يتهكم عليه فانهال عليه ضربا حتى سال دم الأستاذ واقتيد التلميذ المشاغب لقسم الشرطة.

واتخذ زكريا أحمد قراره وترك البيت وتنقل مع مشايخ الغناء في القرى والنجوع وقصور الأغنياء، كما ارتاد المسارح الغنائية حيث فرق علي الكسار وعزيز عيد وعكاشة ونجيب الريحانى ومنيرة المهدية، وبدأ مع هذه الفرق في تلحين الأوبريتات والغناء فيها حتى إنه قدم 56 أوبريتا أشهرها "عزيزة ويونس" التي غنى فيها اغنية "يا صلاة الزين على الأمرا" على مسرح الأزبكية وأوبريت "يوم القيامة" بالأوبرا وحضرها الملك بنفسه، إلى جانب 65 مسرحية لحن فيها أكثر من 500 لحن لمختلف ممثلى ومطربى هذه الفترة.
وساهم زكريا أحمد في وضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأفلام منها أفلام أم كلثوم السبعة، إضافة إلى تلحين أغانى الأفلام فقدم الموسيقى التصويرية للعديد من أفلام الثلاثينيات والأربعينيات مثل: نرجس، حبيبتى سوسو، قيس وليلى، مصنع الزوجات، المتهمة، الشريدة، ليلى بنت مدارس، القلب له واحد وغيرها، وقام بالتمثيل فى فيلم واحد هو أنشودة الفؤاد عام 1932، كما قام بتلحين اغاني فيلم "حكم قراقوش " الذى منع الملك فاروق عرضه لأنه يحوى هجوما على القصر والملك وكان بطولة أنور وجدى وإخراج حسن الصيفى، ومن أغنيات الفيلم (آه يا عنب ع الشجر شبع الغراب منك، وفى الطريق تترمى يا عنب) و(خير بلادنا كله لأهلها مش نصها ولا ربعها أو خمسها أو عشرها) من أشهر الأغنيات التى لحنها زكريا أحمد وغناها بصوته عام 1960 "الورد جميل جميل الورد"، "يا صلاة الزين على عزيزة يا صلاة الزين".
اتهام بالاسفاف والركاكة
واتهم النقاد زكريا أحمد بالإسفاف وركاكة الأسلوب عندما قدم أغنية (ارخى الستارة اللى في ريحنا)، تعاون مع الشاعر بيرم التونسى وقدما مونولوجات فكاهية منها "يا أهل المغنى دماغنا وجعنا، يا حلاوة الدنيا يا حلاوة، وغيرها.

وتعرف زكريا أحمد على السيدة أم كلثوم ـ التي وصفها بالأسطى ـ عن طريق الموسيقى الشيخ أبو العلا، ونصحها بالخروج من طماى الزهايرة إلى المدينة للغناء، وعندما جاءت أم كلثوم إلى القاهرة لتغنى لحن لها زكريا أحمد أغنية (اللى حبك ياهناه في نعيمه وشقاه) من كلمات أحمد رامى تبعها أغنيات: أهل الهوى يا ليل، ايه اسمى الحب، كل الاحبة اثنين اثنين، الأمل، الانتظار، الآهات، حلم، انساك، الهوى غلاب، الأولة في الغرام، غنى لى شوى شوى، نصرة قوية وفرحة هنية وغيرها.

وارتبط زكريا أحمد ارتباطا شديدا بالشاعر الزجال بيرم التونسى الذى كتب له أغلب أغانيه وكانا صديقين لا يفترقان، حيث انطلق زكريا أحمد إلى عالم الأغنية السياسية فكتب بيرم التونسى يقول (يا أرض رجى وزلزلى.. عرش الطغاة الظالمين، ويا لعنة الله انزلى نيرانا على المتغطرسين)، كما كتب له "ارخى الستارة اللى فى ريحنا"، وبسببها اتهم النقاد زكريا أحمد بالإسفاف وركاكة الأسلوب ليقدما بعدها مونولوجات فكاهية منها: يا أهل المغنى دماغنا وجعنا، يا حلاوة الدنيا يا حلاوة، وغيرها، والغريبة أن يموت زكريا أحمد فى فبراير 1961 في الذكرى الأربعين لوفاة بيرم التونسى ــ يناير 1961 ــ من شدة حزنه عليه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا