مشكلات المواطن السوري
من دافع العروبة والماضى العريق بين الشعبين المصرى والسورى ومن دافع حسن العلاقات عبر العصور وحتى لا تترك ذكريات أليمة لدى الشعب الشقيق تكلمت مع أصدقائى السوريين في مصر عن أهم مشكلاتهم التي تنحصر في عدة نقاط منها عدم وجود معايير واضحة لإعطاء الفيزا وصعوبة الوصول إلى سفارتنا في سوريا وصعوبة استخراج الموافقة الأمنية لوجود الجيش في حالة استنفار دائم.
ومن ناحية المستثمر السورى أبدى خوفه من تغيير القرارات الحكومية وأثرها على إحساسه بالأمن وكذلك الانفلات الأمنى الذي يؤثر بدوره على التنقلات علاوة على تأخر إجراءات التقاضى وهناك بعض الفنيين المهرة مطلوب استقدامهم ويصعب ذلك.
وعند سؤالى عن معاملة الشعب على مستوى الشارع قالوا: إنه لا يوجد أي شكوى فالشعور بين المواطن السورى والمصرى لم ولن يتغير لأن كلا الشعبين لديهم من توافق القيم الكثير إلا أن هناك بعض الظواهر الفردية للجهاز الحكومى الذي تغيرت طريقة معاملته لبعض المستثمرين بما ولد لديهم الشعور بأن الحكومة تضيق عليهم الحياة.
هناك أيضا خوف من التنقل حتى لا يتم القبض عليهم والترحيل والشائعات كثيرة مما جعل البعض لا يخرجون من منازلهم وتحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق علاوة على الخوف من تعميم أفعال بعض الأفراد ممن يشاركون في الاعتصامات على جميع السوريين في مصر وهذا غير منطقى فمبدأ السيئة تعم ليس بمبدأ عادل ولا حقيقي ونحن هنا نبحث عن العدل والحق.
الدافع وراء البحث عن هذه الحلول أولا: هو الدافع الأخلاقى واحترام الكرامة والأخلاقيات والقيم
وثانيا: التراث التاريخى بين الشعبين الذي لا يمكن إنكاره واعتزاز الشعبين بذلك الماضى يجعل وضع الحلول هو أساس الحفاظ على ترك الأثر الحسن لمصر في أذهان الجيل السورى الحالى والجيل القادم حين تعود سوريا لأهلها مصانة بإذن الله.
وثالثا: افتراض أن الموقف كان عكسيا وكانت مصر سوريا وسوريا مصر لكان هناك من سيبحث عن المصريين من داخل سوريا ويقوم بحل مشكلاتهم حتى إن لم تكن جميعها إلا أن الحل الجزئى للأمور يعطى الشعور بالارتياح والأمن النفسى.
إن علينا تحمل الأمانة أمانة القول والعمل ولنراعى الله تعالى في إخواننا من الشعب السورى الشقيق ولو تحملنا في سبيل التخفيف عنهم الكثير.. فإننا كنا ومازلنا وسنظل نحبهم ونحترمهم ونقدرهم ونحافظ على كرامتهم ونتمنى لسوريا كل الخير.