أحمد بهى: معرض الكتاب لم يعد قاصرًا على الإبداع الروائي أو الشعري بل منصة حوار للقضايا الوطنية.. ولجنته الاستشارية كانت تعمل في صمت (حوار)

>> مين قال إن ندوات معرض الكتاب هذا العام لم تناقش القضايا المهمة والملحة؟
>> هذا الشيء لم يعجبني في المعرض ونقد الذات أمر مهم والوقوف على الملاحظات أمر شديد الأهمية
>> فى هذا العام عملنا على أن يكون للمعرض رؤية فى اختيار ضيف الشرف
>> أحلم بأن يكون معرض القاهرة منصة منتجة للفكر وليس ملتقى لصناع النشر وتسويق الكتب
>> الإقبال الجماهيرى وانضمام مؤسسات دولية وعربية إلى المعرض دليل نجاحه
>> الدورة 56 ارتبطت بالأحداث الكبرى التى تشهدها المنطقة وجناح فلسطين أكبر مثال
>> حريص على قراءة كل ما له علاقة بعلم المصريات والفلسفة والحضارة ثم كتب المستقبليات
كعادته، شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب حشودًا جماهيرية كبيرة كل عام، بصفته العرس الثقافى والفكرى الذى يلتقى فيه القارئ بكل الفنون الثقافية والفكرية،
ولكن خطت الدورة الـ56 هذا العام رؤى جديدة تواكب الأحداث الكبرى التى تشهدها المنطقة وخريطة التحولات العالمية.
وكشف الدكتور أحمد بهى الدين العساسي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن تلك الرؤى وتحدياتها وما يحلم بتحقيقه فى معرض الكتاب، فى حوار مطول ومفصل مع فيتو عن رؤيته للنسخة المنتهية وعن طموحه لمستقبل معرض الكتاب فى قادم دوراته، وإلى نص الحوار:

*شهدت الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب الكشف عن اسم الدولتين ضيفتي الشرف للعامين القادمين لأول مرة فى تاريخه، حدثنا عن تلك الآلية الجديدة والهدف منها؟
كان هناك تقليد متبع فى معرض الكتاب بإعلان دولة ضيف الشرف فى اليوم الأخير له، لكن فى هذا العام عملنا على أن يكون لمعرض القاهرة الدولى للكتاب رؤية فى اختيار ضيف الشرف،
وساعدنا فى ذلك حجم الإقبال والرغبة من الدول فى الانضمام له، وهذا دليل على المكانة المهمة التى يتخذها على المستوى الدولي، من ناحية ثانية، المعرض بالتأكيد ينفتح ما بين الاهتمام بالثقافة الإنسانية بشكل عام وبين الاهتمام بالثقافة العربية.
*وهل هذا يعنى أنه سيكون حلقة للتواصل الثقافى بين العالم طوال العام؟
الرؤية لمعرض الكتاب لم تعد فقط مجرد أن تكون هناك فعاليات مصاحبة له، وأن تكون هذه الفعاليات طريقًا أو نشاطًا موازيًا، وإنما أن يكون معرض الكتاب فيما بعد، منصة ثقافية للحوار والفكر منتجة للأفكار، ومنصة متلاحمة مع القضايا الثقافية بشكل عام، ثم القضايا الاجتماعية والقضايا الوطنية والقضايا الإنسانية،
وهذا ما كانت اللجنة الاستشارية لمعرض الكتاب حريصة عليه من خلال وضع هذه البذور فى هذه التربة
كان هناك اختبار، وأظن أنه لقى قبولًا ونجاحًا خلال فترة المعرض، وهو أن يبدأ النشاط الثقافى لمعرض الكتاب فى مناقشة القضايا سواء السياسية الوطنية الاستراتيجية وأيضًا المستقبلية.
فلم يعد الأمر حصريًا فقط على الإبداع الروائى أو الشعري، وهذا لم ينقص من قدر الإبداع أو التواجد للمثقفين فى مصر وخارجها، ولدينا فى معرض الكتاب قاعة ديوان الشعر والفكر والإبداع وغيرها، ولكن هناك تطوير نوعى لهذه الرؤية، وسيتم العمل عليها فى المستقبل.
*يرتبط جمهور معرض القاهرة للكتاب بنوستالجيا ندوات فرج فودة والإمام الغزالى وغيرهما من مناقشة الأفكار والقضايا، فهل تلك الرؤية تعنى عودته كالسابق؟
ومن قال إن ندوات معرض الكتاب لم تبدأ هذا العام فى مناقشة القضايا المهمة والملحة؟
على سبيل المثال، منذ العام الماضى وهذا العام أيضًا انضمت إلينا تنسيقية شباب الأحزاب السياسية للحديث عن القضايا الوطنية، وإذا راجعنا البرنامج فى القاعة الرئيسية، سنجد أن هناك عديدا من القضايا الملتحمة بهذا،
ثانيًا، مواجهة الأفكار المتطرفة فى المعرض تسير بأشكال مختلفة، سواء من خلال الندوات أو من خلال الكتب الموجودة التى تصدرها مؤسسات الدولة أو حتى التى تصدرها دور النشر الخاصة، أو حتى استقدام مؤسسات عربية لمكافحة هذه الأفكار
نحن بحاجة لأن نلتحم بقضايانا، وشهد معرض الكتاب ندوة مهمة مع الدكتور على الدين هلال فى محور الخارجية عن الدور المصرى فى الحفاظ على القضية الفلسطينية، والاصطفاف الشعبى وراء القيادة السياسية، أيضًا، الاهتمام بالقضية الفلسطينية انعكس بالاهتمام بجناح دولة فلسطين ومشاركتهم معنا.

*وما الرؤية والرسالة التى سعت الدورة الـ56 لطرحها سواء على المستوى الإقليمى أو الدولي؟
سأبدأ بمجموعة عمل معرض القاهرة الدولى للكتاب، المتمثلة فى اللجنة الاستشارية العليا، والتى ضمت قامات حقيقية على سبيل المثال: الدكتور محمد صابر عرب، الدكتور على الدين هلال، الدكتور ممدوح الدماطي، الدكتورة درية شرف الدين، أحمد الجمال، الدكتور جمال مصطفى السعيد، الأستاذ أحمد الشهاوي، الدكتور سامى سليمان، الدكتور علاء عبد الهادي، الدكتور أحمد نوار، طارق رضوان، والدكتور حسام نايل،
هذه المجموعة الكبيرة تجتمع على مدار أشهر طويلة بشكل أسبوعي، وكانت تعمل فى صمت، لوضع رؤية معرض القاهرة للكتاب، كانت تنظر للمستقبل وكيف يمكن أن نلتحم به، وما هى قضايا المستقبل، وكيف يمكننا أن نقرأ المستقبل قراءة واعية وجادة ومكثفة من خلال أفرع مختلفة جدًا، لأن المستقبل نحن سننتقل إليه بكل أفرع وبكل تفاصيل الثقافة.
هذه القراءة تحتم علينا أولًا أن نبدأ من الجذور ومن الأسس الثقافية، فكان هناك ارتباط بهدف اختيار شعار المعرض ثم اختيار شخصية المعرض “الدكتور أحمد مستجير”، وهو شخصية غير نمطية وغير تقليدية تمامًا.
تم اختيار عالم فى العلوم التطبيقية وكان يتحدث عن علوم تداعب فى مخيلة المتلقى المستقبل من خلال الهندسة الجينية والوراثية آنذاك.
وهذا سيفتح الطريق لاختيار شخصيات وأفكار فيما بعد غير تقليدية، حتى الشعار نفسه كان غير تقليدى وغير متوقع “اقرأ.. فى البدء كانت الكلمة”، ولكنه ينفتح باعتبار أن الإنسان فيه مكون روحي، وأن الثقافة الروحية تتسم بأفق ودعوة إلى النور المتمثل فى كلمة الله والمتمثل فى فعل القراءة باعتبارها انفتاحًا على المعرفة والاطلاع.
*يشهد معرض الكتاب إقبالًا جماهيريًا كل عام. فكيف يقيم رئيس هيئة الكتاب نجاحه؟ وهل يرتبط النجاح بحجم الإقبال أم بالشراكات الدولية؟
الإقبال الجماهيرى هو المؤشر الأول والمهم، المتمثل فى إقبال الأفراد والرحلات الجامعية والمدرسية والمجتمعية، ثم توافد عارضين وناشرين. وبالتالي، الإقبال هنا فيه رغبة للاطلاع والمعرفة، وهذا واحد من أسباب ومؤشرات النجاح، ثم انضمام مؤسسات دولية وعربية إلى المعرض بشكل متزايد هو دليل نجاح.
مثلًا، عندما نرى صالات العرض الرئيسية وبها مؤسسات عربية لأول مرة وانضمام مؤسسات دولية لأول مرة ومشاركة دول، هذا يعنى إقرارًا واعترافًا بمكانة معرض القاهرة الدولى للكتاب، وأنه منصة مهمة لهم، من أجل أن ينشروا ما لديهم من إنتاج معرفى وثقافي، أيضًا، من مؤشرات النجاح حجم مبيعات الكتب ورضا الناشرين، والإقبال على الفعاليات الثقافية، بالإضافة إلى إقبال عدد من المفكرين والكتاب والمبدعين بشكل متزايد.

*أتت الدورة الحالية من معرض الكتاب، فى ظل أحداث كبرى حول المنطقة.. فكيف كان جسرًا للتواصل معها؟
معرض الكتاب حريص على الالتحام بمناقشة القضايا الوطنية والخارجية، وظهر ذلك لأول مرة مع وزارة الخارجية المصرية من خلال محور “الدبلوماسية الثقافية”، وتم مناقشة القضايا السياسية والثقافية التى أسهمت فى التعريف والتعزيز بالعلاقات الدبلوماسية والعلاقات الخارجية المصرية، ثم مناقشة قضايا جادة فى القاعة الرئيسية فى محور “قضايا استراتيجية” والتحامها مع الشأن المصرى الداخلي،
فمثلًا “الهيئة الوطنية للانتخابات” عقدت ندوة تثقيفية لها للتعريف بدورها، والتعريف بالثقافة الانتخابية فى مصر، أيضًا عندما نتحدث عن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، الذراع التثقيفية لهيئة الرقابة الإدارية، تتحدث عن الشخصية الوطنية المصرية وتأهيل الشخصية الوطنية، تلك الرؤى الثقافية موجودة وبزخم داخل البرنامج الثقافى الكبير للغاية والمتنوع فى الوقت نفسه لمعرض القاهرة للكتاب.
*هل هناك تحديات واجهتها الدورة الـ56 من معرض الكتاب وكيف تم التغلب عليها؟
كل دورة من معرض القاهرة الدولى تواجه تحديات كبيرة، والأهم التغلب على هذه التحديات.
أولًا، الاهتمام بالناشرين كان أمرًا مهمًا، واستيعاب عدد كبير من دور النشر فى ظل تزايد الإقبال على معرض الكتاب، استقطاب هذا العدد الكبير من الكتاب والمفكرين وغيره كان تحديًا، ووضع هذا البرنامج الثقافى فى إطار هذه الرؤية كان تحديًا حقيقيًا.
ثانيًا، تضافر مؤسسات الدولة المصرية جميعها من أجل إنجاح هذا المعرض لما له من أهمية توعوية وفكرية حقيقية، هو ما يؤدى إلى هذا النجاح لأن المعرض يأتى تحت رعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
*وما الذى يحلم به رئيس هيئة الكتاب لتحقيقه فى دورة المعرض القادمة؟
معرض الكتاب أصبح له مكانة ووظيفة مهمة، وهى وظيفة ليست فقط من أجل أن يكون ملتقى للناشرين وصناع النشر وتسويق الكتاب، ولكن من أجل أن يكون منصة حقيقية للفكر والثقافة والحوار، منصة قادرة على أن تسهم فى إنتاج أفكار، وأن تكون واحدة من المنصات المزودة للمعرفة ليس فقط للمتلقى ولكن بشكل عام.
*هل معرض القاهرة للكتاب يحتفظ بسجلات دوراته السابقة؟
بالتأكيد، ليس فقط السجلات فلدينا المعلومات الكاملة عن المعرض فى كل مرة، الأمر الآخر سواء حتى فيما يخص الكتاب والمفكرين من مصر ومن خارجها، وفى كل دورة نخرج بملاحظات جديدة تؤخذ بعين الاعتبار،
فنقد الذات أمر مهم جدًا، والوقوف على الملاحظات أمر شديد الأهمية، لأننا أمام حدث ضخم للغاية، وعندما أتلقى رؤية الوفود الأجنبية والسفراء الأجانب ونظرتهم إلى معرض الكتاب، فهو بالنسبة إليهم حدث ضخم للغاية.
*وبعيدًا عن صفتك رئيسًا لهيئة الكتاب.. منذ متى ولم تزر معرض الكتاب كزائر عادي؟
نقدر نقول تحديدًا منذ سنتين، وهذا لا يخلو من محاولاتى باقتناص بعض الوقت باعتبارى قارئًا وأكاديميًا، وهذا له علاقة بالشغف الشخصي. فمعرض الكتاب بالنسبة لى هو تزويد سنوى للمكتبة.

*وما هى الفروع الثقافية والفكرية التى يهتم الدكتور أحمد بهى بأن تكون فى مكتبته؟
أنا حريص على قراءة كل ما له علاقة بعلم المصريات، الفلسفة، والحضارة، ثم كتب المستقبليات، وخصوصًا أن تخصصى الأكاديمى يفرض عليَّ طول الوقت أن أربط ما بين ما يبدعه الناس وتبدعه الشعوب وتراث الشعوب وكيف له أن يحيا فى الحياة التى نعيشها أو فى المستقبل. بالطبع، إلى جانب ذلك الأعمال الإبداعية اللافتة،
لكن دائمًا أنا مهتم بشكل شخصى بالقراءة فى الحضارة وفلسفة الحضارات وتاريخها ومحاولة الربط بينها وبين الواقع وأيضا الكتب التى تنظر للمستقبل.
*بصفتك أحد جمهور معرض الكتاب.. ما الذى لفت نظرك وما الذى لم يعجبك فى الدورة الحالية؟
كل زائر لمعرض القاهرة للكتاب، يكون فى ذهنه خريطة تخصه، لها علاقة برغباته فى القراءة والمعرفة.
وبالتأكيد، الشباب يكون لهم خريطة لها علاقة بدور النشر التى يهتمون بها. أيضًا، أنا لدى خريطة بحكم العمل الأكاديمى والثقافي، فأبدأ بالبحث عن مجموعة من العناوين الهامة بالنسبة لى التى أنتظرها مع قدوم المعرض، سواء كانت من مؤسسات النشر الحكومية، بالإضافة إلى دور النشر العربية، وأيضًا الترجمات الجديدة.
وما لم يعجبنى هو عندما أذهب لإحدى دور النشر التى أتابع إصداراتها ولم أجد عندها عناوين جديدة، فهذا يحزننى ويزعجني، لأن دور معرض الكتاب تقديم إضافات للمهتمين فى التخصصات الأكاديمية والمعرفة والثقافة المختلفة.
*وأخيرًا.. هل يشترى الدكتور أحمد بهى كتابًا مهما كان سعره؟
بالطبع، يمكننى شراء أي كتاب مهما كان سعره غاليًا جدًا، طالما سيفيدنى فى تخصصي.
وفعلت ذلك منذ أن كنت معيدًا وحتى الآن. وهذا لا ينطبق عليّ وحدي، أيضًا مع زملائى الأكاديميين الذين يعدون الميزانيات لمعرض الكتاب. وفى نهاية الأمر من يكون حريصًا على اقتناء كتاب معين يشتريه مهما كانت قيمته المالية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ “فيتو”
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا