رئيس التحرير
عصام كامل

حرب سوريا ستغادر حدودها بعد الأسد !!


أصبح من المعتاد فى الإعلام الإسرائيلى أن تؤبن سلطة الأسد الذى سيسقط قريبا، لكننا سنتم بعد قليل سنتين على الحرب ولم يحدث هذا إلى الآن، وحتى لو سقط هذا النظام فستستمر الحرب بعد ذلك وبقوة أكبر.. لماذا؟، لأنه قد بنى حول سوريا ائتلافان ضخمان من الأحلاف يتحاربان الآن بواسطة السوريين، واحتمال أن يخرجا لحرب خارجية قائم بيقين.


أما الائتلاف الأول فهو الذى يؤيد الرئيس الأسد بلا هوادة، وهم رئيس روسيا بوتين والصين وإيران وحزب الله وحزب العمال الكردستانى الذى تحول إلى تأييد الأسد بعد أن منحه نوعا من الاستقلال فى شمال سوريا.

ومن الجهة الثانية تركيا والسعودية وقطر والمتمردون فى سوريا وحلف شمال الأطلسى والولايات المتحدة وبريطانيا.

 فالشيعة ومؤيدوهم يقفون فى مواجهة السنيين ومؤيديهم، وروسيا تقف فى موقف مضاد للولايات المتحدة التى يحكمها أوباما، وتركيا تقف فى موقف مضاد لإيران.

ترى روسيا أن الغرب خانها وخان القذافى حينما أفضى إلى إسقاطه بضربات عسكرية مباشرة من حلف شمال الأطلسى، وهذا يصب فى مصلحة الأسد بالطبع.

وترى إيران أن بقاء الأسد ضمانا لهيمنتها أو لما بقى منها فى الشرق الأوسط، والأكراد سعداء لأنهم وجدوا حليفا منحهم أرضا.

وفى المقابل تركيا التى تذيع على الدوام شائعات عن أن الأسد قد انتهى وتجد نفسها فى المواجهة مع الأكراد، وفى مواجهة سوريا وفى مواجهة حكومة بغداد الشيعية وفى مواجهة إيران، "إن وضع تركيا صعب والحرب التى يقوم بها الأكراد لجيش تركيا اتسعت فقط فى المدة الأخيرة.

ويميل الإعلام العالمى إلى تناول النجاحات العسكرية للمتمردين فى الأساس، فى حين لا يكادون يتحدثون ولو قليلاً عن نجاحات الأسد.. ونشأ شعور بتفوق المتمردين، لكن هذه صورة جزئية، فالشتاء الشديد يؤثر تأثيرا سيئا فى المتمردين ويأتى كثيرون من بين الـ 60 ألف قتيل فى الحرب الأهلية من صفوفهم.. لكن المتمردين قد أحرزوا إحرازا مدهشا فقبل سنة كان الجيش السورى يحاصر المتمردين وهم اليوم يحاصرون هذا الجيش، وإذا خسر الأسد دمشق فيفترض أن ينسحب هو أو مؤيدوه إلى المحبس العلوى فى غرب الدولة، وأن يستمر من هناك ومن مينائى طرطوس واللاذقية على الحرب.

لكن.. لا ينجح أى طرف الآن فى أن يهزم الطرف الثانى.. فالأحلاف والائتلافات التى تقف وراء كل طرف تؤيده تأييدا شديدا والنتيجة فظيعة، وهى أنه لا حسم والمعارك مستمرة وفى كل يوم يقتل بين 100 إنسان إلى 200، وتدفع الدولة أو ما بقى منها الثمن.

• نقلاً عن يديعوت أحرونوت..
الجريدة الرسمية