كارثة صحية تهدد غزة، آلاف الجثث المتحللة تحت الأنقاض وفي الشوارع

 مع استمرار الأزمة في قطاع غزة، لا تزال آلاف الجثث عالقة تحت أنقاض المباني المدمرة وفي الشوارع، ما يشكل تهديدا صحيا وبيئيا خطيرا، في ظل العجز عن انتشالها ودفنها بشكل لائق. ويرجع ذلك إلى النقص الحاد في المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض، إلى جانب الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية الأخيرة. 

وتشير التقديرات إلى أن أعدادًا كبيرة من الضحايا لا تزال مدفونة تحت الركام، حيث تواجه فرق الإنقاذ صعوبات هائلة في الوصول إليها، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية في المنطقة. 

صعوبات في انتشال الجثث

 أكد مسؤول في جهاز الدفاع المدني أن عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزال تحت الأنقاض، فيما تعجز الفرق المختصة عن انتشالهم نظرًا لفقدان المعدات والآليات الضرورية للعملية. 

وأشار المسؤول إلى أن المعدات الثقيلة الخاصة بالدفاع المدني قد دُمرت أو تعطلت نتيجة العمليات العسكرية، كما أن المعدات المتوفرة كانت أصلًا قديمة ومتهالكة، مما يجعل من الصعب استخدامها في عمليات البحث والإنقاذ. 

وأضاف أن الفرق الميدانية تمكنت من انتشال جثث لأشخاص كانوا في الشوارع أو في مناطق العمليات العسكرية، لكن لا تزال هناك أعداد كبيرة غير مستخرجة بسبب القيود المفروضة على إدخال المعدات اللازمة. 

وأعرب عن مخاوفه من استمرار هذه المشكلة، مؤكدًا أن عدم القدرة على إزالة الجثث سيدفع نحو تفاقم الأزمة البيئية والصحية، ما يهدد حياة السكان المتبقين في المنطقة. 

تحلل الجثث.. خطر صحي متزايد

على الصعيد الطبي، حذر أحد الأطباء من أن آلاف الجثامين المتحللة تشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض البكتيرية والأوبئة، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار، حيث يمكن أن تختلط بقايا الجثث المتحللة بالتربة والمياه، مما يزيد من احتمالات تفشي الأمراض المعدية. 

وأكد الطبيب أن الأزمة الصحية في غزة قد تمتد آثارها إلى مناطق أخرى، حيث يمكن أن تنتقل الأمراض الناتجة عن تحلل الجثث عبر المياه الملوثة والتربة، مؤكدًا أن تأثير هذه الكارثة لن يقتصر فقط على المدى القريب، بل قد تكون لها تداعيات طويلة الأمد على الصحة العامة. 

وأوضح أن من أخطر الأمراض التي قد تنتشر نتيجة تحلل الجثث أمراض بكتيرية مثل الكوليرا، إلى جانب الأمراض التنفسية الناتجة عن استنشاق الغازات المنبعثة من عمليات التحلل. كما أشار إلى ضرورة إجراء فحوصات مخبرية شاملة لتقييم التأثيرات الصحية المحتملة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. 

دعوات لدعم دولي عاجل

طالب الأطباء والمسؤولون الصحيون في القطاع المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمساعدة غزة في التعامل مع هذه الأزمة الصحية المتفاقمة. 

وأوضح متحدث باسم وزارة الصحة أن الوزارة بدأت بالفعل في رصد الأضرار الصحية الناجمة عن تحلل الجثث، محذرًا من خطورة تجاهل هذه الكارثة. وأكد أن انتشار الجثث المتحللة في مختلف مناطق القطاع سيؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية، خاصة تلك المرتبطة بالبكتيريا الناتجة عن التحلل ومخلفات الجثث. 

وأشار إلى أن التربة ومصادر المياه الجوفية في القطاع قد تلوثت بالفعل، ما ينذر بانتشار الأمراض المعدية بين السكان الذين يعتمدون على هذه الموارد بشكل رئيسي. 

وذكر أن الأمراض المتوقعة تشمل الكوليرا، والتهاب الكبد الوبائي، والالتهابات الجلدية، إلى جانب الأمراض التنفسية التي قد تزداد سوءًا مع تلوث الهواء بالغازات المنبعثة من الجثث المتحللة. 

كما حذر من خطر انتشار مرض السل، خاصة وأن الروائح الكريهة المنبعثة من الجثث قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل التنفسية بين السكان، مؤكدًا أن بكتيريا التحلل تبقى نشطة لفترة طويلة ويمكن أن تنتشر بسهولة في البيئة المحيطة. 

مخاوف من انهيار النظام الصحي

في ظل انهيار النظام الصحي ونقص الإمدادات الطبية، تتزايد المخاوف من عجز المنشآت الصحية في غزة عن التعامل مع هذه الأزمة. 

وأكد المسؤولون الصحيون أن المستشفيات والمراكز الطبية تفتقر إلى المعدات اللازمة لمعالجة الحالات الطارئة، في حين أن المختبرات الطبية تعاني من نقص حاد في المواد الضرورية لإجراء الفحوصات والكشف عن الأمراض الناجمة عن الأزمة. 

وفي ضوء هذه المعطيات، شدد المسؤولون على ضرورة توفير دعم دولي عاجل لإنقاذ الوضع الصحي في القطاع، سواء من خلال إدخال المعدات الطبية المتطورة، أو توفير الموارد اللازمة لتحسين جودة المياه والتربة، والحد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.