سوريا بديل محتمل لإنهاء أزمة غزة.. مقترح أمريكي جديد وسط رفض عربي.. والرهان على حاجة "الشرع" إلى اعتراف دولي ودعم اقتصادي

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفض مصر والأردن القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين من القطاع، برزت تقارير تتحدث عن مقترح أمريكي جديد يهدف إلى توطين آلاف الفلسطينيين في سوريا، كجزء من مشاريع إعادة إعمار البلاد، بتمويل ودعم اقتصادي من واشنطن. 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعاد طرح مقترحه حول نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، بزعم أن ذلك سيساعد في إعادة بناء القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا. ولكن بعد رفض القاهرة وعمان للخطة بشكل قاطع، عاد الحديث عن "دول أخرى" لم تحدد بعد، وسط تكهنات حول إمكانية أن تكون سوريا واحدة من هذه الوجهات المحتملة. 

عرض أمريكي للحكومة السورية الجديدة 

بحسب مصادر إعلامية، فقد قدم مسؤولون أمريكيون عرضا للحكومة السورية الجديدة، يقضي باستقبال آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة في مدن سكنية جديدة ضمن مشاريع إعادة إعمار البلاد، مع وعود بمساعدات مالية واقتصادية كبيرة لدعم الاستقرار في سوريا. 

وتعيش في سوريا منذ عقود جالية فلسطينية تقدر بنحو 450 ألف شخص، يتوزعون في عدة مخيمات، أبرزها مخيم اليرموك قرب دمشق، الذي كان يعد من أكبر التجمعات الفلسطينية في الشتات قبل تدميره خلال الحرب. ورغم أن الفلسطينيين في سوريا يتمتعون بحقوق مدنية واقتصادية واسعة، إلا أنهم لم يحصلوا على الجنسية السورية للحفاظ على "حق العودة". 

لكن تقارير سابقة تحدثت عن إمكانية منح الفلسطينيين في سوريا الجنسية، وإلغاء المخيمات بشكل تدريجي، ما قد يفتح الباب أمام استقبال المزيد من اللاجئين في حال تنفيذ الخطة الأمريكية. 

مصلحة متبادلة بين واشنطن ودمشق؟

يرى محللون أن واشنطن قد تحاول استغلال حاجة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى الاعتراف الدولي والدعم الاقتصادي، لإقناعه بقبول هذا المقترح، خاصة أن سوريا بحاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لإعادة الإعمار. 

ومع رفض مصر والأردن لفكرة التهجير جاءت سوريا كخيار أمثل للأمريكيين والإسرائيليين، في ظل حاجة سوريا إلى اعتراف دولي، وتمويل ضخم لإعادة إعمارها. وقد ترى دمشق في استضافة الفلسطينيين فرصة لكسب مزايا سياسية واقتصادية من الولايات المتحدة وحلفائها". 

وقد تعرض واشنطن على سوريا نصف ما عرضته على مصر سابقًا (200 مليار دولار) مقابل القبول بتوطين الفلسطينيين، مستندة إلى أن سوريا تمتلك مساحات واسعة من الأراضي غير المستغلة، ما قد يسهل إنشاء تجمعات سكنية جديدة للاجئين. 

عقبات أمام تنفيذ المقترح

رغم هذه التوقعات، إلا أن خيار التوطين في سوريا يواجه تحديات كبيرة، فالوضع الاقتصادي والأمني في البلاد لا يزال هشا بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب الأهلية، كما أن دمشق لديها ملايين النازحين الذين يحتاجون إلى إعادة توطينهم، ما يجعل من الصعب استقبال أعداد إضافية من اللاجئين الفلسطينيين. 

هل يكون التهجير ورقة مساومة؟ 

يرى محللون أن إدارة ترامب، قد تستخدم مقترح تهجير الفلسطينيين كورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية أخرى، مثل إنهاء حكم حماس في غزة، أو فرض تسوية جديدة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، خاصة أن الهدف الأساسي من هذه الطروحات هو القضاء على فكرة "حق العودة" وتصفية القضية الفلسطينية بشكل تدريجي، وليس فقط إيجاد حلول إنسانية لسكان غزة. 

على الجانب الآخر، يرى محللون أن الحديث عن إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة اقتصادية مزدهرة قد يكون الهدف الحقيقي وراء هذه الخطط، حيث تسعى بعض الأطراف إلى تقديم بدائل لحكم حماس، وإدخال استثمارات جديدة تغير واقع القطاع، بعيدًا عن أي حلول سياسية شاملة. 

ما مستقبل غزة؟ 

في ظل الرفض العربي، والصعوبات التي تواجه أي محاولة لتوطين الفلسطينيين في سوريا، يبقى مصير غزة مرتبطا بالتطورات السياسية والعسكرية على الأرض. فهل ستتمكن الأطراف الدولية من فرض حل سياسي جديد؟ أم أن الفلسطينيين سيظلون عالقين بين الحصار والدمار دون أفق واضح للمستقبل؟ 

الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن الاتجاه الذي قد تسلكه هذه الأزمة المعقدة، وسط استمرار الضغوط الدولية والإقليمية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.