رئيس التحرير
عصام كامل

مجرد تهديد لتعزيز نظرية الرجل المجنون، تحليل من 4 نقاط يفسر تصريحات ترامب عن غزة

ترامب، فيتو
ترامب، فيتو

وضعت صحيفة أمريكية، تحليلا من 4 نقاط يفسر أهدف تصريحات الرئيس دونالد ترامب، المتعلقة بنيته فرض السيطرة الأمريكية على غزة، وتحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"

تحليل في نقاط عن تصريحات ترامب المتعلقة بقطاع غزة

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” في تحليلها: “أثار إعلان ترامب السيطرة على غزة، صدمة في منطق الشرق الأوسط، بين خصوم الرئيس الأمريكي وحتى بين حلفائه”.

وبهدف تنفيذ مقترح تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط" يستلزم  تهجير مليوني فلسطيني من أرضهم، حيث اقترح ترامب إنشاء “مناطق متعددة” لاستيعابهم في أماكن أخرى، كما سيؤدي إلى إدخال الولايات المتحدة في قلب الفوضى الشرق أوسطية.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتطلب هذا النهج تعبئة عسكرية أمريكية ضخمة، رغم أن ترامب أمضى سنوات في انتقاد فكرة بناء الدول الأجنبية.

السؤال الرئيسي وفق ما طرحت الصحيفة الأمريكية هو: هل ترامب جاد بشأن هذا؟

ووضعت واشنطن بوست، بعض النظريات حول دوافع ترامب للسيطرة على قطاع غزة، جاءت كالتالي:

أفكار ترامب الجامحة ليست سوى وسائل لصرف الانتباه

1. إنه مجرد تشتيت للانتباه، لطالما كان هناك انتقادات متكررة للتغطية الإعلامية لترامب، بأن أفكاره الجامحة ليست سوى وسائل لصرف الانتباه، تهدف إلى إبعاد أنظار الصحفيين والجمهور عن قضايا أخرى أكثر أهمية ولكنها أقل إثارة.

وتابعت الصحيفة، لكن رغم أن هذا التفسير مبالغ فيه أحيانًا، فإنه لا يعني أنه غير صحيح، ومن الواضح أن الرئيس الأمريكي يستخدم أكثر من أي وقت مضى استراتيجية “إغراق الساحة” بسلسلة من الإعلانات الجريئة وغالبًا ما تكون مشكوكًا فيها قانونيًا، مما يجعل الجميع يقف عاجزا عن مجاراته أو فهم أبعاده.

2. إنها خدعة تفاوضية، هناك نظرية ذات صلة ولكنها مختلفة بعض الشيء، وهي أن هذا في الواقع مجرد مناورة تفاوضية، ولكنها موجهة إلى الشرق الأوسط، وليس فقط إلى الجدل السياسي الداخلي.

بهذه الطريقة، سيكون هذا شبيهًا بتهديدات ترامب الأخيرة بفرض تعريفات جمركية ضخمة على كندا والمكسيك، ثم تراجعه عنها مقابل تنازلات بسيطة من تلك الدول.

ضغط على حماس والسعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أنه قد يكون ترامب يهدد بأمر لا يمكن تصوره لدفع دول الشرق الأوسط إلى السعي لتحقيق سلام أكثر استدامة، بمعنى: “إذا لم تتمكنوا من حل المشكلة بأنفسكم، سنأتي نحن لحلها”، وبينت أن الأهداف هنا تنصب على التالي: 

 • هل يمكن أن يدفع هذا التهديد حماس إلى التخلي عن السلطة؟

 • هل يمكن أن يضغط على السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتخلي عن إصرارها على قيام دولة فلسطينية، والمشاركة في إعادة الإعمار بعد الحرب؟

يبدو أن هذه هي بعض الأهداف المحتملة لهذه الخطوة.

وأشارت، إلى أنه من اللافت للنظر، أن نتنياهو لم يؤيد بشكل واضح خطة ترامب للسيطرة على غزة، بل تعامل معها كفكرة أكثر من كونها نية حازمة.

تعزيز نظرية الرجل المجنون التي اتبعها ريتشارد نيكسون

3. تعزيز نظرية "الرجل المجنون” بشكل أكبر، وهنا تقول الصحيفة الأمريكية، قد تتذكرون أنه خلال ولاية ترامب الأولى، تحدث البعض عن “نظرية الرجل المجنون”.

الفكرة الأساسية هي جعل الدول الأخرى تعتقد أنك شخص غير متوقع تمامًا وقادر على فعل أي شيء، مما يدفعهم إلى التصرف بحذر.

ترامب، فيتو
ترامب، فيتو

مذكرة، بأن الرئيس ريتشارد نيكسون، استخدم هذه الاستراتيجية في تعامله مع الاتحاد السوفيتي، ويبدو أن ترامب يدرك تمامًا الفوائد السياسية لهذه الاستراتيجية.

في مقابلة مع هيئة تحرير وول ستريت جورنال في أكتوبر، سُئل ترامب عن استخدام القوة العسكرية لحماية تايوان من الصين ورئيسها شي جين بينغ، فأجاب: “لن أحتاج إلى ذلك، لأنه يحترمني ويعرف أنني مجنون بحق اللعنة”.

كما قال أحد مستشاري ترامب المخضرمين فى تصريحات لموقع "إكسيوس" مساء الثلاثاء: “إنه يرفع مستوى الجنون، هذه المرة، لم يعد يخشى العناوين الصحفية أو المحللين: إنه سيقول أي شيء يشعر بأنه يريد قوله”.

التهديد باحتلال غزة يتعارض تمامًا مع السياسة الخارجية

4. نزعة ترامب الإمبريالية المفاجئة قد تكون حقيقية جدًا، لا شك أن التهديد باحتلال غزة يتعارض تمامًا مع السياسة الخارجية التي لطالما روج لها ترامب.

لطالما شدد على مبدأ “أمريكا أولًا” وأصر على أن الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في بناء الدول في الشرق الأوسط.

“سياسة الحرب التي لا تنتهي، وتغيير الأنظمة، وبناء الدول يتم استبدالها الآن بالسعي الواضح لتحقيق المصالح الأمريكية”، كما قالها ترامب في عام 2019، وله تعبير شهير فى 2016 قال فيه: إن “عصر بناء الدول قد انتهى”.

الآن، لم يعد ترامب يتحدث فقط عن بناء الدول، بل عن شيء وصفه منتقدوه بأنه “تطهير عرقي” للشعب الفلسطيني، ولكن بطريقة ما، يتماشى ذلك مع ميوله الإمبريالية المتزايدة.

واستطردت الصحيفة، لقد تحدث ترامب عن غزة بجدية أكبر عن المطالبة بجرينلاند وقناة بنما، بل وترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك، تحدث عن جعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51. كما خصص جزءًا من خطابه الافتتاحي قبل أسبوعين لفكرة “القدر المتجلي” والتي تعني أن التوسع الأمريكي هو حق إلهي.

وتابعت الصحيفة، من الممكن أن يكون كل هذا الحديث الإمبريالي مجرد استعراض كلامي، ولكن من الممكن أيضًا أن ترامب يشعر بأنه أصبح أكثر حرية في ولايته الثانية، بعد سنوات من استخدام شعار “أمريكا أولًا” لتحقيق مكاسب سياسية، لإعادة تشكيل سياسته وجعل توسيع الولايات المتحدة في الأماكن التي تهمه فعليًا، جزءًا أساسيًا من إرثه السياسي.

وفي حال كان هذا بالفعل هدفه، فمن المؤكد أنه سيواجه قيودًا أقل، فقد اختفى مستشاري السياسة الخارجية التقليديون في ولايته الأولى، الذين كانوا بلا شك سيحذرونه من مثل هذه الأفكار، في حين أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ غالبًا ما قاوموا نزعات ترامب في السياسة الخارجية بين عامي 2017 و2021، إلا أنهم أظهروا إرادة أقل بكثير لمعارضته في ولايته الثانية.

وختمت، بمعنى آخر، من يعلم ما الذي سيحدث؟ ولكن من المحتمل أن يكون من المفيد فهم دوافعه وما قد تعنيه هذه التصريحات حتى لو كانت مجرد تهديدات.

 


 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية