من الثانوية العامة إلى البكالوريا.. اللعب فى السيستم!.. مغامرة عبد اللطيف.. هل تقود التعليم المصرى إلى العالمية.. ولا لسه بنجَّرب؟

“إن التعليم هو السبيل نحو مستقبل أفضل، ونعمل بكل جهد لتطوير مسار العملية التعليمية فى كافة مراحلها، ومواكبة التطور المستمر، وأن يقوم المجلس الوطنى للتعليم والبحث والابتكار بدوره، ليكون المظلة الشاملة لتطوير منظومة التعليم فى مصر، ووضع إستراتيجيات تعليمية شاملة تعتمد على رؤية متكاملة بعد دراسة مقترحات مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم، وذلك لضمان ارتباطها الإيجابى بسوق العمل المحلى والإقليمى والعالمي”. نصًا من كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اليوم العالمى للتعليم، مشددًا على “أهمية أن تكون الإستراتيجيات التعليمية طويلة الأمد وثابتة، ترتكز على رؤية واضحة ومستدامة، بحيث لا تتأثر بتغير المسئولين أو الإدارات؛ وذلك لضمان الاستمرارية فى تحقيق التقدم المنشود فى قطاع التعليم”.
فى المقابل..يبدو أن الحكومة لا تواكب تطلعات الرئيس وطموحاته فى ملفات شتى، وفى القلب منها: التعليم، حيث لا يخضع لتلك الرؤية السديدة التى يطرحها الرئيس ويصبو إليها وشدد عليها؛ بدليل غياب الإستراتيجيات الثابتة والمستمرة، وانقلاب كل وزير للتعليم على سياسة سابقه.
جاء طرح مشروع البكالوريا بديلًا للثانوية العامة مؤخرًا؛ ليثير حالة من الصخب والجدل على مستويات متعددة، ولم يجد توافقًا ولا تأييدًا؛ لا سيما من أهل الاختصاص والخبرة الذين يجب الاسترشاد بآرائهم وليس تغييبهم فى مثل هذه القضايا الحيوية التى تهم قطاعًا كبيرًا من الشعب.
دعونا نتفق على أن ملف التعليم فى مصر يعانى عوارًا شديدًا، ولا يخضع لأى إستراتيجية طويلة الأمد، ولا يرتكز على رؤية واضحة ومستدامة، وهو ما كان سببًا مباشرًا فى تراجع ترتيب مصر فى مؤشرات “جودة التعليم”، بما لا يتناسب مع ريادتها التاريخية.
ورغم طرح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى مشروع البكالوريا للحوار المجتمعى إلا إن هناك أطرافًا تخشى أن تكون هذه الخطوة شكلية، ولا تهدف سوى إلى إقراره وفرضه رغم وجود عديد الملاحظات عليه.
بدورها، وانطلاقًا من مسؤوليتها التى تضطلع بها تجاه قرائها..فإن “فيتو” تطرح مشروع البكالوريا المصرية على أطراف العملية التعليمية؛ ليس بهدف الإسهام فى حالة الصخب المثارة حوله، ولكن بغرض الوصول إلى الصيغة الأصوب والأفضل والأنسب للجميع: طلابًا ومعلمين وأولياء أمور؛ وحتى يتوقف اللعب فى “سيستم التعليم”، ولا يكون عُرضة للعبث من كل من يتم انتدابه لإدارة ملف التعليم.
مؤخرًا، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خططها لتطبيق نظام البكالوريا المصرية كخطوة لإصلاح التعليم وإعداد جيل جديد من الطلاب القادرين على المنافسة عالميًا، هذه الخطوة تفتح المجال للنقاش حول ماهى البكالوريا الدولية، تجارب الدول الأخرى معها، والدروس المستفادة التى يمكن أن تثرى التجربة المصرية.
نظام البكالوريا الدولية هو برنامج تعليمى عالمى تأسس فى سويسرا عام 1968، ويستهدف الطلاب من سن 16 إلى 19 عامًا، يُعرف هذا النظام بشموليته واعتماده على منهج متعدد التخصصات، يجمع بين العلوم، الرياضيات، الفنون، الدراسات الاجتماعية، واللغات، بالإضافة إلى المواد الأكاديمية، يتضمن البرنامج عنصرين رئيسيين: نظرية المعرفة، التى تُعلم الطلاب التفكير النقدى وتحليل مصادر المعرفة، ومشروع الإبداع والنشاط والخدمة الذى يُشجع الطلاب على الانخراط فى المجتمع وتطوير مهارات عملية، هذه التركيبة تجعل البرنامج فريدًا من نوعه وقادرًا على تجهيز الطلاب بالمهارات اللازمة لمواجهة تعقيدات العالم الحديث.
على الصعيد العالمي، يحظى نظام البكالوريا الدولية بانتشار واسع واعتماد كبير فى أكثر من 100 دولة، فى الولايات المتحدة، يُعتبر البرنامج خيارًا متميزًا للمدارس الثانوية التى تسعى لتحضير طلابها للجامعات الرائدة، أما فى أوروبا، فإن المملكة المتحدة وألمانيا من أبرز الدول التى تبنت النظام ضمن خططها التعليمية لتطوير جودة التعليم الثانوي، وفى آسيا، يُطبق النظام فى دول مثل الهند والصين، حيث يُنظر إليه كوسيلة لتعزيز التنافسية الأكاديمية والاستعداد للجامعات العالمية، حتى فى إفريقيا، بدأت دول مثل كينيا وجنوب إفريقيا باعتماد النظام كجزء من استراتيجياتها لتحسين التعليم.
رغم النجاحات الكبيرة التى حققها نظام البكالوريا الدولية، فإنه لم يخلُ من التحديات، من أبرز هذه التحديات التكلفة العالية لتطبيقه، سواء على مستوى البنية التحتية أو تدريب المعلمين، فى بعض الدول، أدى هذا إلى حصر النظام فى المدارس الخاصة والدولية، مما زاد الفجوة التعليمية بين الطبقات الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغط الأكاديمى الذى يفرضه البرنامج قد يكون مرهقًا لبعض الطلاب، وهو ما أثر على معدلات النجاح فى بعض الأحيان.
تجارب الدول المختلفة مع نظام البكالوريا الدولية توفر دروسًا مهمة يمكن لمصر الاستفادة منها، فى الدول التى نجح فيها النظام، كان للتخطيط الدقيق والتدريب المستمر للمعلمين دور حاسم فى تحقيق هذا النجاح، على سبيل المثال، استثمرت بعض الدول فى تطوير برامج تدريب متقدمة للمعلمين لتأهيلهم لتدريس مناهج البكالوريا الدولية بفعالية، كما حرصت هذه الدول على تعديل المناهج لتتناسب مع السياق المحلى دون الإخلال بالمعايير الدولية، وهو ما ساعد على تقبل النظام من قبل الطلاب وأولياء الأمور.
بالنظر إلى السياق المصري، تُعد خطة وزارة التربية والتعليم لتطبيق نظام البكالوريا المصرية خطوة طموحة تحمل فى طياتها وعودًا كبيرة، لكنها تواجه تحديات لا يمكن تجاهلها، من أهم هذه التحديات الحاجة إلى بنية تحتية تعليمية قوية، تشمل مدارس مجهزة ومعلمين مدربين مما يتطلب استثمارات مالية كبيرة.
تسعى الوزارة لتقديم تعليم يركز على المهارات العملية والفكرية بدلًا من الاعتماد على الحفظ والتلقين، ومن المقرر أن يتضمن النظام مسارات تعليمية متنوعة تُتيح للطلاب الاختيار بين تخصصات مختلفة، مثل العلوم، التكنولوجيا، الفنون، والعلوم الإنسانية، كما سيُعتمد نظام تقييم شامل يأخذ فى الاعتبار الأداء الأكاديمى والمشاريع البحثية والأنشطة التطبيقية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا