رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يعيد هيكلة الجيش الأمريكي بقرارات تنفيذية عاصفة، "القبة الحديدية" مشروع ضخم لحماية الأراضي الأمريكية، منع المتحولين جنسيا من الالتحاق بالخدمة العسكرية، وردود أفعال متباينة

ترامب، فيتو
ترامب، فيتو

مع عودته إلى البيت الأبيض، شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ مجموعة من القرارات التي تهدف إلى إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الأمريكية.

تلك القرارات، التي تم الإعلان عنها عبر حزمة من الأوامر التنفيذية، استهدفت ثلاثة مجالات رئيسية أولها تقييد التحاق المتحولين جنسيًا بالخدمة العسكرية، مع إلغاء برامج التنوع والشمول، وإطلاق مشروع دفاعي صاروخي جديد أشبه بـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية، إضافة إلى إعادة النظر في أوضاع العسكريين المفصولين بسبب رفض لقاح كوفيد-19.

هذا التحرك السريع جاء ضمن رؤية ترامب لإعادة تشكيل السياسة العسكرية الأمريكية بما يتماشى مع أولويات الأمن القومي التقليدية، وتعديل ما وصفه بـ"سياسات غير فعالة" تم تطبيقها خلال فترات سابقة.

القرارات الترامبيه لاقت تأييدًا من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين، لكنها أثارت في الوقت نفسه ردود فعل واسعة، خاصة من قبل المنظمات الحقوقية التي نددت بمحدودية التمثيل والتنوع في المؤسسة العسكرية.

قيود جديدة على التحاق المتحولين جنسيا بالخدمة العسكرية

في خطوة أثارت جدلا واسعا، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتقييد التحاق الأفراد الذين يعرّفون أنفسهم كمتحولين جنسيًا بالجيش الأمريكي.

واعتبر القرار أن الهوية الجنسية غير المطابقة للجنس البيولوجي قد تؤثر على الانضباط العسكري وتضعف الجاهزية القتالية.

ترامب أوضح خلال اجتماع مع مشرعين جمهوريين في فلوريدا أن الجيش يجب أن يكون خاليًا من "أيديولوجيات التحول الجنسي"، مشيرا إلى أن القرار يعيد الجيش إلى "أساسيات الكفاءة والالتزام".

هذه السياسة تعيد للأذهان خطوات مشابهة حاول ترامب تطبيقها خلال ولايته الأولى، لكنها واجهت آنذاك عراقيل قضائية وانتقادات حقوقية حادة.

من جانبها، أعلنت منظمات مثل "لامبدا ليغال" و"حملة حقوق الإنسان" عزمها الطعن قضائيا على القرار، واصفةً إياه بالتمييز الصارخ ضد فئة من المجتمع الأمريكي.

وعلى الرغم من ذلك، حظي القرار بدعم الجمهوريين وبعض الديمقراطيين المحافظين، الذين اعتبروا أن الأولوية يجب أن تكون للكفاءة العسكرية.

"القبة الحديدية": مشروع ضخم لحماية الأراضي الأمريكية

أحد أبرز قرارات ترامب تمثل في إصدار توجيه لتطوير نظام دفاع صاروخي فضائي شبيه بـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية.

الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو تعزيز قدرة الولايات المتحدة على التصدي للتهديدات الصاروخية المحتملة، خاصة في ظل التطور العسكري المتسارع لدى الصين وروسيا.

وصف ترامب المشروع بأنه جزء أساسي من خطته لضمان الأمن القومي، مشيرًا إلى أن النظام الجديد سيعمل على حماية الأراضي الأمريكية من أي تهديد خارجي.

مصدر مسؤول في البنتاغون أوضح أن المشروع سيأخذ بعين الاعتبار المساحة الجغرافية الشاسعة للولايات المتحدة، مقارنة بإسرائيل، بالإضافة إلى طبيعة التهديدات المتوقعة.

إعادة العسكريين المفصولين بسبب لقاح كوفيد-19

في قرار آخر يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية، أمر ترامب بفتح باب العودة للعسكريين المفصولين بسبب رفضهم تلقي لقاح كوفيد-19، مع إمكانية استعادة رتبهم السابقة وأجورهم كاملة.

ويأتي هذا القرار في إطار مراجعة السياسات التي فرضتها الإدارة السابقة، والتي جعلت التطعيم إلزاميًا لجميع أفراد الجيش.

ترامب اعتبر أن إجبار الجنود على التطعيم كان قرارًا غير عادل، مؤكدًا ضرورة إعادة تقييم المعايير التي تحدد أهلية الخدمة العسكرية.

ووفقًا للأرقام الرسمية، تم فصل أكثر من 8,200 جندي بسبب رفضهم اللقاح، لكن عدد العائدين للخدمة بعد فتح الباب مجددًا ظل محدودًا، ما يشير إلى استمرار التحديات المتعلقة بهذا الملف.

إلغاء برامج التنوع والشمول: نحو جيش أكثر "كفاءة"

في خطوة مثيرة للجدل، ألغى ترامب جميع برامج التنوع والشمول في وزارتي الدفاع والأمن الداخلي. القرار يهدف إلى إنهاء ما وصفه ترامب بـ"الممارسات التمييزية" التي تعتمد على التفضيلات العرقية أو الجندرية، مشيرًا إلى أنها تقوض مبدأ الكفاءة وتتنافى مع القيم الدستورية.

ترامب وصف تلك البرامج بأنها "خطيرة ومهينة"، مشددًا على ضرورة التركيز على الكفاءة الفردية بدلًا من التمييز الإيجابي.

القرار يشمل أيضًا مراجعة شاملة لكل السياسات والمبادرات التي تروج لفكرة أن تاريخ الولايات المتحدة مؤسس على العنصرية أو التحيز الجنسي.

ردود فعل متباينة بين التأييد والانتقاد

قرارات ترامب أثارت تفاعلًا واسعًا على الصعيدين السياسي والاجتماعي.

بينما رحب الجمهوريون وأطياف من الديمقراطيين بالقرارات، معتبرين أنها تعيد الانضباط والكفاءة إلى الجيش، انتقدت منظمات حقوقية ومؤسسات دولية الإجراءات، ووصفتها بأنها تقوض قيم المساواة والعدالة.

الجدل الأكبر دار حول تأثير هذه السياسات على صورة الولايات المتحدة كدولة تدعو إلى التنوع والشمول، خاصة في سياق المنافسة الدولية على الساحة العالمية.

الجيش الأمريكي بين التقاليد والتجديد

قرارات الرئيس ترامب تُظهر استمراره في التمسك بنهجه التقليدي الذي يركز على الأمن القومي والكفاءة العسكرية، بعيدًا عن ما يصفه "بالإجراءات الشكلية".

ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذه السياسات على الجيش كمؤسسة، وعلى المجتمع الأمريكي ككل.

بين تأييد البعض ومعارضة آخرين، يبدو أن قرارات ترامب الأخيرة ستظل موضوعًا للنقاش والجدل في الساحة السياسية والعسكرية لسنوات قادمة، خاصة مع دخولها حيز التنفيذ وتأثيرها الفعلي على الأرض.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية