إلى مَن يهمه الأمر: مَن باع ومَن قبض الثمن؟ خليجي يكشف ملابسات حصوله على التراث القرآني لأكابر القراء..ويتعهد ببث نوادر للمنشاوي في رمضان..ويتساءل: لماذا تهاجمونني؛ فلقد اشتريتها بآلاف الدولارات؟

حالة من الغضب اجتاحت أسرة القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي ومحبيه داخل مصر وخارجها؛ على خلفية خروج تراثه القرآني الفريد من داخل الجهات الإعلامية المعنية وبثه عبر الفضاء الإلكتروني.
ورغم الكنوز القرآنية العظيمة التي تركها المنشاوي التي تتضمن مصاحف مرتلة بروايات متعددة وتلاوات مجودة إلا إن إذاعة القرآن الكريم لا تذيع له سوى المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وعشرات التلاوات المجودة فقط.
ورغم أن "المنشاوي" رحل بعد إنشاء التليفزيون المصري بتسع سنوات إلا إنك لا تكاد تجد له لقاء مصورًا في الوقت الذي كانت شهرته تطبق الآفاق.
إجابات غير منطقية وغير وجيهة
وعندما سألت فيتو مصادر متعددة داخل ماسبيرو وخارجها في أوقات سابقة عما خفي من تراث المنشاوي وآخرين من القراء الأفذاذ الذين عاصروه أو سبقوه بإحسان، كانت تأتينا إجابة واحدة ومحددة ومقتضبة، وهي: أن هذا التراث موجود في مخازن ماسبيرو، ولكنه يحتاج إلى جهد جهيد ومال كثير لإحيائه!
لم تكن مثل هذه الإجابة لترضي غرورنا؛ لعدم وجاهتها ومنطقيتها؛ فليس من المعقول أن يكون هناك تراث عالق على أجهزة التسجيل القديمة منذ 56 عامًا، وتحديدًا منذ وفاة الشيخ محمد صديق المنشاوي في العام 1969. كما تأتي عدم الوجاهة من تصريحات قديمة لمسؤولين وفنيين سابقين داخل ماسبيرو كشفوا خلالها عن مسح كثير من أشرطة التلاوات القرآنية "تحديدًا" بأعمال فنية وغنائية، أو تسريبها لقنوات خليجية بمبالغ مالية كبيرة!
تهميش المنشاوي في إذاعة القرآن الكريم
ومع تغيير المسؤول الأول عن ماسبيرو مؤخرًا، وما واكبه من تهميش لتلاوات الشيخ محمد صديق المنشاوي، فأصبح يغيب يومًا واثنين وثلاثة أيام عن أثير إذاعة القرآن الكريم، وهو ما لم يكن يحدث على الإطلاق، تجدد السؤال من أبناء الشيخ ومحبيه عن التراث المدفون له ومتى يبصر للنور؟
وتزامنًا مع الذكرى الخامسة بعد المائة لميلاد "المنشاوي" قالت وزارة الأوقاف إنها ستبحث عن هذا التراث؛ ظنًا منها أنه متاح ويمكن استدعاؤه بـ"الريموت كنترول".
ووسط الرغبة في إنصاف رجل يُنظر إليه بأنه من أعظم قراء القرآن الكريم على مر التاريخ ومنحه المكانة التي يستحقها في إذاعة بلاده، أو استعادة تراثه من المجهول، فوجئوا بأن تلاوات المنشاوي المرتلة والمجودة -التي لم تذع من قبل- متاحة في الفضاء الإلكتروني عبر حساب إلكتروني يمتلكه شخص خليجي، وهو ما دفع الطبيبة فادية محمد صديق المنشاوي لتسجيل موقف الأسرة على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، متسائلة عبر منشور مطول: إلى متى يُسرب تراث الشيخ محمد صديق المنشاوي للأفراد وأين الرقابة على هذه الكنوز للمحافظة عليها لنشرها كاملة عبر الأثير والقنوات الرسمية؟
بيان غاضب من مشتري تراث المنشاوي
اللافت في الأمر أن حالة من الهجوم اللاذع تعرض لها ناشر تراث المنشاوي؛ الأمر الذي أزعجه ودفعه إلى نشر رد مطول عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كشف من خلاله ملابسات حصوله على تراث القارئ الراحل، والجهد المادي والمعنوي الذي بذله في سبيل الاحتفاظ عليه ونشره مجانًا؛ حبًا وتقديرًا للشيخ "المنشاوي". المنشور يتضمن نقاطًا شائكة ويفضح أمورًا مسكوتًا عنها، وينكأ جراحًا.
تلاوات في الأسواق الشعبية
في النقطة الرابعة يقول الرجل الذي بدا غاضبًا من الهجوم غير المبرر على شخصه قائلًا: "يا أهل مصر الكرام المحترمين..كم ضمَّت أرضكم الكريمة الشريفة كنوزًا ودررًا، كانت ملقاة وسط أكوام من الرُكام (أعزكم الله) وفي أسواق شعبية متعددة لبيع المقتنيات القديمة الملقاة بلا اهتمام، وفي أماكن لا تليق بحفظ كتاب الله، وبعضها كان ورثة بعض القراء هم مَن يتخلصون منها أو ورثة بعض الإخوة "الفراشين للمآتم" أو ورثة بعض جامعي التراث، فلم يلتفت أحد إلى تلك الدُرر الخالصة ولم يلق لها أحد بالًا. فلما جاء من يحاول الحفاظ على تلك الدرر ويضعها بين أيديكم خالصة سائغة دون رغبة في فضل ولا ذكر ولا مال ولا جاه لقي الشتم والمعاناة والاتهامات... فلماذا كل ذلك"؟ مردفًا: "أقسم بالله.. كانت بكرات التلاوات وشرائط التلاوات أحيانًا محفوظة في أماكن لا تليق وبعضها كانت المجارير -أعزكم الله- قد أصابته بالأذى، وكنت أفحص يوميا عشرات البكرات فلا ألقى إلا الأغاني والخطابات وما شابه حتى تنقضي 100 بكرة ويضيع معها أكثر من 50 ألف ريال وليس فيها تلاوة قرآنية واحدة، فنحتسب ذلك كله عند الله تعالى إلى أن عوضنا الله فوق ما نبتغي، ومن أكثر من سبيل، وكنا ننشر ابتغاء مرضاة الله، وكم من فرد يستمع كل يوم على اليوتيوب إلى أعظم تلاوات القراء وهو لا يدري أنها من مكتبتي الخاصة، ولا يشغلني ذلك ما دام الله تعالى يعلم من وضعها ومن دفع آلاف الدولارات لتنتشر بفضل الله تعالى، ابتغاء مرضاة الله وليس ابتغاء وجه أي أحد من البشر، فأعانكم الله يا أهل مصر الطيبة على استخراج درركم الغالية، وحفظكم أجمعين وحفظ إرث قرائكم الخالدين حتى يرث الله الأرض ومن عليها بإذن الله"
تراث القارئ الزاهد
وفي النقطة الخامسة تحديدًا من البيان الغاضب..يأتي ذكر اسم الشيخ المنشاوي تحديدًا، حيث كتب: "ما أنتبه أحيانا إلى ندرته وأهميته أقوم بنشره على الفور دون طلب عندما يسمح وقتي بذلك، ودليل هذا أنه لم يكن هناك مخلوق على وجه البسيطة -دون أدنى جدال في ذلك- يعلم أن للشيخ المنشاوي أسطوانة بتلاوة شعبة عن عاصم، وعندما وصلتني الأسطوانة نشرت نسختها الأولى كما هي، وبعد فترة أحسست أن الصوت يمكن تحسينه أكثر من ذلك، فأرسلت الأسطوانة إلى معمل متخصص؛ ليتم تفريغها بأحدث الوسائل، وسأنشر النسخة الجديدة قريبا؛ حفاظًا على تراث سيدنا الإمام الزاهد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، وليس بكثير عليه وعلى قيمته وقيمة تراثه ما أنفقته في سبيل ذلك، وما سيتوفر عندي من نوادر بعد النظر مرة أخرى في مكتبتي سيتم نشره دون أدنى إبطاء أو مزايدة ما دام الوقت يتسع لذلك بعد الفارغ من الارتباطات بعون الله تعالى".
تسجيلات نادرة في رمضان
يختتم الثري الخليجي بيانه قائلًا: "استجابة لبعض الإخوة المخلصين والمحترمين حقًا، سوف أنشر في رمضان هذا العام مجموعة من التلاوات المتنوعة، ثم فكرت في الإعلان عن ذلك؛ لتعم البشرى باذن الله تعالى، ولا أنتظر على تلك التلاوات كلمة من أحد ولا ثناء ولا غير ذلك، ونشرها حق متاح لكل من حمَّلها سواء من صفحتى الشخصية أو من احدى الصفحات التي سأنشر التلاوات عليها، ويكفي أن الله تعالى مطلع على من عمل ذلك ومطلع على أن ذلك ابتغاء وجهه تعالى وحده".
من باع ومن قبض الثمن
ومع إبراء ساحة هذا الرجل من أي شيء يمكن أن يطاله من بعض المندفعين..فإن بيانه يطرح عديدًا من التساؤلات التي تحتاج إلى توضيحات حول هوية الذين أهملوا وفرطوا في التراث القرآني الإذاعي والتليفزيوني، والذي جففوا موارد الإبداع في ماسبيرو، حتى أصبحت خريطة تلاوات إذاعة القرآن الكريم مكررة ومعادة ومحدودة، والذين باعوا تاريخ مصر وكنوزها وقبضوا الثمن..ولا يزالون يفعلون، كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.







ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا