لعبة الخيارات المفتوحة، مستقبل الحوثيين بعد تصنيف الجماعة منظمة إرهابية.. إسرائيل تسعى لتحجيم نفوذها.. هل تتدخل إيران؟

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثيين في اليمن كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، في خطوة تصعيدية تهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة على الجماعة. 

جاء القرار في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذتها الجماعة المدعومة من إيران على حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر، بالإضافة إلى استهدافها سفنا حربية أمريكية. 

ينظر إلى هذه الخطوة على أنها استجابة متأخرة للأزمة، بينما يحذر بعض الخبراء من تداعيات إنسانية قد تؤثر على المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن.

وفقا للبيت الأبيض، فإن أنشطة الحوثيين تشكل تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي، بما في ذلك سلامة التجارة البحرية. 

منذ نوفمبر 2023، نفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن في البحر الأحمر، مدعية أنها تتضامن مع الفلسطينيين في إطار الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. 

وتسببت هذه الهجمات في تعطيل الشحن العالمي، مما أجبر الشركات على تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى زيادة التكاليف والوقت المستغرق للنقل البحري.

ردود الفعل الدولية والانقسام حول القرار

بينما يدعم مؤيدو القرار الأمريكي هذه الخطوة كوسيلة للضغط على الحوثيين وإيران، أعربت منظمات إغاثية مثل "أوكسفام" عن قلقها من تأثير القرار على المدنيين اليمنيين. 

وفقا لمدير السلام والأمن في "أوكسفام"، سكوت بول، فإن التصنيف قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية من خلال تعطيل واردات الغذاء والدواء والوقود. في المقابل، ترى إدارة ترامب أن هذه الإجراءات ضرورية لمنع تمويل الحوثيين وإنهاء الهجمات التي تهدد الأمن البحري.

من جانبها، رفضت جماعة الحوثيين القرار ووصفته بأنه محاولة لزعزعة استقرار اليمن وإفشال جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. واعتبرت الجماعة أن التصعيد الأمريكي يأتي ضمن مخطط أوسع يستهدف دورها في المنطقة.

الهجمات الإسرائيلية على الحوثيين ودلالاتها

على الصعيد الإقليمي، تواجه الجماعة ضغوطا متزايدة من إسرائيل، التي نفذت منذ يوليو 2024 خمس غارات جوية على أهداف حوثية داخل اليمن. 

تأتي هذه الهجمات في إطار رد إسرائيل على إطلاق الحوثيين مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ، في حرب بالوكالة تشنها إيران ضد إسرائيل. وفقًا لوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فإن إسرائيل عازمة على ملاحقة قادة الحوثيين.

ويرى محللون أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تكشف عن استراتيجيات جديدة لإضعاف الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. ومع ذلك، يشير خبراء إلى أن الحوثيين أصبحوا أكثر وعيًا بأمنهم، متجنبين استخدام وسائل الاتصال الحديثة التي يمكن استهدافها. ورغم ذلك، فإن الطبيعة النائية لمعقل الحوثيين في صعدة تُصعّب على إسرائيل الوصول إليهم، ما يجعل العمليات الجوية خيارًا مكلفًا ومعقدًا.

التحديات الإقليمية والدولية

يرى مراقبون أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يعقد جهود السلام في اليمن، خاصة مع استمرار انقسام المجتمع الدولي حول كيفية التعامل مع الجماعة. ففي حين تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى القضاء على القدرات العسكرية للحوثيين، يحذر آخرون من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتعميق الصراع.

على المستوى الإقليمي، يبدو أن الحوثيين يستعدون لمرحلة جديدة من المواجهة، مستفيدين من دعم إيران والتحديات اللوجستية التي تواجه خصومهم. ومع ذلك، فإن الضغط العسكري والدبلوماسي المتزايد من الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما قد يدفع الجماعة إلى مراجعة استراتيجياتها وتقديم تنازلات في المفاوضات المستقبلية.

مستقبل غامض للحوثيين

في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الحوثيين مرتبطا بتوازن القوى الإقليمي والدولي. فبينما تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تحجيم نفوذ الجماعة، تظل الجماعة متمسكة بمواقفها، معتمدة على دعم إيران والمناورة في المشهد السياسي والعسكري. يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت الضغوط المتزايدة ستدفع الحوثيين نحو الانخراط في عملية سلام جادة، أم أنها ستؤدي إلى تصعيد أكبر يفاقم من معاناة الشعب اليمني.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.