جبهة بديلة أم تصعيد مقصود.. مخطط إسرائيل في الضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار في غزة
مع إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد شهور من الدمار والمعاناة، يبدو أن إسرائيل قد حولت تركيزها الميداني نحو الضفة الغربية المحتلة، في خطوة لا تخلو من الأهداف الاستراتيجية والدوافع السياسية التي تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي هناك.
غزة.. بروفة لما سيحدث في الضفة
وصرح عمر الغول، عضو منظمة التحرير الفلسطينية، بأن ما حدث في غزة ليس سوى "بروفة" لما تخطط له إسرائيل في الضفة الغربية خلال الفترة المقبلة.
إسرائيل، التي وصفها الغول بأنها "دولة مارقة وخارجة عن القانون"، تحظى بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من منظومتها الاستراتيجية. هذا الدعم يشمل أشكالًا متعددة، من العسكرية إلى السيبرانية، ما يجعلها قادرة على تنفيذ مخططاتها بأقل معوقات دولية.
القدس ونابلس وجنين
يعد الهدف المركزي لإسرائيل الاستيلاء على القدس وتحويلها إلى عاصمتها الموحدة، مع فرض السيطرة الكاملة على مدن الضفة الغربية، خاصة نابلس وجنين.
وأشار الغول إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُخفِ هذه الطموحات، حيث تناولها في كتابه مكان تحت الشمس. كما يُعدّ إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ذراعَي نتنياهو المتطرفتين لتنفيذ هذه الأجندة.
عملية السور الحديدي.. بدايات العدوان في جنين
بدأت إسرائيل تنفيذ عمليتها العسكرية الجديدة، التي أطلقت عليها اسم "السور الحديدي"، بعد يومين فقط من سريان وقف إطلاق النار في غزة. استهدفت العملية جنين ومخيمها شمال الضفة، مع توغل مدعوم بآليات مدرعة وطائرات مسيرة. ولم تحدد إسرائيل سقفًا زمنيًا للعملية، إلا أن بعض المسؤولين أشاروا إلى أنها قد تستغرق أشهرًا.
تتزامن هذه الحملة مع تشديد القيود على تنقل الفلسطينيين داخل الضفة، حيث أقامت قوات الاحتلال 898 حاجزًا لتمزيق أوصال المدن والقرى والمخيمات. هذا التصعيد العسكري أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 50 آخرين حتى الآن، بالإضافة إلى اعتقال العشرات ونزوح مئات العائلات من منازلها.
خطة الحسم
فيما يواجه نتنياهو ضغوطا من أقصى اليمين الإسرائيلي بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، ما دفعه إلى تصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية. وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، فإن تركيز إسرائيل على الضفة بعد اعتبارها جبهة ثانوية يعكس استراتيجية جديدة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية هناك.
صحيفة وول ستريت جورنال ربطت توقيت العملية بضغط اليمين الإسرائيلي المتطرف، مشيرة إلى أن الوزراء المتشددين يدفعون باتجاه تنفيذ خطة الحسم التي تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي عبر تعزيز الاستيطان وابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.
السلطة الفلسطينية والفصائل: موقف متباين
في الوقت الذي نددت فيه الخارجية الفلسطينية بالعدوان على جنين، انسحبت قوات الأمن الفلسطينية من المخيم لتجنب الصدام مع الجيش الإسرائيلي. هذا القرار أثار انتقادات من الفصائل الفلسطينية، حيث وصفت حركة حماس موقف السلطة بـ"الجريمة"، بينما اتهمت حركة الجهاد الإسلامي السلطة بالتواطؤ مع الاحتلال.
من جانب آخر، أكدت فصائل المقاومة أن هذه الحملة لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، محذرة من أن التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى ردود فعل أكبر، ما قد يضر باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
هل تمهد الحملة للضم التدريجي؟
يرى المحللون أن العملية العسكرية في جنين تمثل جزءًا من مخطط إسرائيلي طويل الأمد لفرض السيطرة على الضفة. تعزيز الاستيطان وضم الأراضي هما الهدفان الرئيسيان، في حين تسعى إسرائيل لتطبيق الدروس المستفادة من حرب غزة لضمان استقرار سيطرتها.
لكن هذه الخطوات قد تأتي بنتائج عكسية. فوفقًا لتقارير إسرائيلية، هناك مخاوف من تصاعد الهجمات ضد الاحتلال انطلاقًا من الضفة. كما أن الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية بعد حرب غزة، واستقالات القادة العسكريين، يعكس أزمة ثقة قد تؤثر على تنفيذ الخطط الميدانية.
الضفة في مواجهة التصعيد
ما يجري في الضفة الغربية اليوم ليس سوى فصل جديد من سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تتحدى القانون الدولي والشرعية الدولية. في ظل الدعم الأمريكي والصمت الدولي، تستمر إسرائيل في فرض واقع جديد على الأرض، في حين يبقى الشعب الفلسطيني، بمقاومته وصموده، العقبة الأكبر أمام تحقيق مخططات الاحتلال.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا