كواليس أزمة تعريب العلوم الطبية بالأزهر.. إدارة الجامعة: القرار قيد الدراسة وملتزمون بالمعايير العالمية لجودة التعليم.. أحمد زارع: اليابان وفرنسا وإسرائيل يدرسون الطب بلغاتهم

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة من الجدل بعد نشر قرار يخص جامعة الأزهر بشأن تشكيل لجان علمية تعمل على “تعريب” مناهج كليات الطب داخل الجامعة، وما بين مؤيد ومعارض للقرار دارت أحاديث المهتمين بالشأن التعليمي في مصر، قبل أن تعلن إدارة الجامعة في بيان رسمي أنها لم تتخذ قرارا رسميا حتى الآن لحسم هذا الأمر وأنها تجري دراسة متأنية لتقييم تطبيق القرار من عدمه في كافة النواحي المتعلقة به.
“فيتو” ترصد خلال السطور التالية القصة الكاملة لأزمة تعريب مناهج الطب داخل جامعة الأزهر منذ الإعلان الأول عن القرار حتى إصدار البيان الذي اعتبره تراجع من إدارة الجامعة عن تطبيقه.
بداية الأزمة
كانت محطة البداية في شهر ديسمبر من العام 2024 وفي إحتفالية خصصتها جامعة الأزهر وقتها للاحتفال بيوم اللغة العربية حيث أعلن الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وقتها أن مجلس الجامعة السابق -ولأول مرة في تاريخه- اتخذ قرارًا مهمًّا بتشكيل لجنة لبحث تعريب العلوم في مجالات: الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، لافتًا إلى أن هذه العلوم وضعت في الأصل بالعربية وترجمها الغربيون نقلًا عن علماء المسلمين، وآن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية ابن مالك في علم النحو.
وأكد رئيس جامعة الأزهر، أنه منذ توليه رئاسة الجامعة وبدعم متواصل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ وهو يولي اهتمامًا كبيرًا بفتح كليات جديدة في مختلف المحافظات خاصة النائية، وفي محافظات الصعيد؛ حتى يسهل على أبنائنا وبناتنا في تلك المحافظات الالتحاق بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أنه تم افتتاح كليات جديدة، إضافة إلى تحويل بعض الأقسام إلى كليات مستقلة خلال العامين الماضيين.
رئيس جامعة الأزهر: نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها
ودعا الدكتور سلامة داود، إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجرى على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل، موصيًا مؤسسات التعليم في وطننا العربي بفرض حفظ النصوص الأدبية على طلاب المدارس في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.
جامعة الأزهر تشكل لجنة علمية لتطوير مقررات الطب الشرعي
وخلال الساعات الماضية تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي والجروبات الخاصة بطلاب والعاملين في جامعة الأزهر قرار منسوب لإدارة جامعة الأزهر وينص على تكليف الأستاذ الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ الطب الشرعي بكلية الطب للبنين بالقاهرة، بتشكيل اللجنة، على أن تضم خبراء ومختصين في مجال الطب الشرعي. وتهدف اللجنة إلى تعريب المناهج الدراسية بما يواكب أحدث التطورات العلمية، وتقديم مقررات تساهم في تأهيل طلاب وطالبات قسم الطب الشرعي بكفاءة عالية.

حالة من الجدل حول قرار جامعة الأزهر بتعريب مناهج الطب
وبعد تداول القرار سادت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وبين المهتمين بالشأن التعليمي ما بين مؤيد ومعارض لتطبيق القرار، وهو الأمر الذي جعل المركز الإعلامي بجامعة الأزهر يصدر بيانًا بشأن ما تمُّ تداوله حول توجيه الدراسة باللغة العربية في قطاعات: الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، مؤكدًا أن الذي يتم حاليًا هو دراسة علميَّة متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، ومدى قابلية ذلك للتطبيق، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقيَّة لضمان تحقيق أفضل معايير التعليم الطبي، وتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع على حدٍّ سواء.
بيان من جامعة الأزهر حول صحة قرار تعريب مناهج الطب
وقال بيان المركز: إن أي قرارات تتعلق بهذا الشأن ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات والمناقشات العلمية اللازمة بما يخدم المصلحة العامة، وأن جامعة الأزهر ملتزمة دائمًا بتطوير العملية التعليمية بما يواكب التقدُّم العلمي ويلبي تطلعات الطلاب والمجتمع.
جامعة الأزهر تنفي تعريب الكليات الطبية وتوضح مسار الدراسة العلمية
بدورة أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، أنه لا صحة لما يُثار بشأن توجيه الدراسة باللغة العربية في الكليات الطبية بالجامعة.
وأوضح “صديق” في تصريحات صحفية أن الأمر يقتصر على دراسة علمية متأنية تُجرى حول إمكانية تعريب العلوم الطبية.
وأشار صديق إلى أن هذه الدراسة تهدف إلى تقييم مدى قابلية تطبيق التعريب، مع مراعاة الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقية لضمان تحقيق أعلى معايير التعليم الطبي.
وشدد نائب رئيس جامعة الأزهر على أن الهدف من الدراسة ليس التسرع في اتخاذ القرار، بل الالتزام بالمعايير العالمية لضمان جودة العملية التعليمية والمحافظة على المستوى الأكاديمي المتميز لطلاب الكليات الطبية.
أحمد زارع: اليابان وفرنسا وإسرائيل يدرسون الطب بلغاتهم
الدكتور أحمد زارع المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر واستاذ الإعلام، أكد أن هناك حوارا داخل جامعة الأزهر حول تعريب علوم الطب، لافتا إلى توافق الجميع على القرار وأن جامعة الأزهر ستكون رائدة في هذا الأمر.
وبخصوص الآراء الرافضة لقرار تعريب العلوم الطبية قال زارع، إن جميع الخبراء أجمعوا على أن جميع الدول التي تقدمت في المجال الطبي كاليابان وفرنسا وأيضا إسرائيل، تدرس جميع العلوم الطبية بلغتها الأصلية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التوجه هو اتاحة مناهج العلوم الطبية بجامعة الأزهر باللغتين العربية والانجليزية.
كما لفت إلى أن قرار تعريب علوم الطب النفسي، اتخذ خلال مجلس الجامعة السابق ويتم تحت إشراف نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، من خلال لجان تعريب المقررات الدراسية في كليات الطب البشري والصيدلة، وتشكيل لجان فرعية لكل تخصص دقيق في هذه الكليات، ويعهد إلى أفراد ذوي خبرة في مجال تعريب العلوم بالعمل ضمن هذه اللجان.
تابع المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر أن قرار تعريب علوم الطب لا يزال تحت التجربة والدراسة ولم يبت فيه بشكل نهائي، لافتا إلى أن القرار لكي يصدر لابد وأن ترفعه الجامعة إلى مشيخة الأزهر التي ترفعه بدورها وبعد البت فيه إلى رئيس الجمهورية للبت فيه واتخاذ قرار نهائي بخصوصه سواء بالإقرار أم الرفض.

تحرر سلطة المغلوب من الغالب
الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف أكد بدوره أن الطب عربي، نقله العرب عن الإغريق، ثم طوروه بتجاربهم ولغتهم في عصور الحضارة الإسلامية الزاهية، ثم عادت أوروبا لتنقل التجربة العربية في الطب إليها، ثم طورته بتجاربها ولغتها، ثم عاد العرب مرة أخرى لنقل التجربة الطبية الأوربية، لكن هذه المرة بقصد التعريب فحسب!
وأشار إلي أن السؤال: هل تستطيع حضارة المغلوب أن تتحرر من سلطة حضارة الغالب بمجرد تغيير لغة العلم، مع أن حضارة الغالب غنية منتِجة، وحضارة المغلوب فقيرة مستهلِكة، أم لا بد من أن تمتلك أسباب الغلبة كلها، ومن بينها إنتاج المعرفة؟!
وأضاف “ عشماوي” عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك” أن محاولة تعريب الطب محاولة على طريق التحرر من الهزيمة النفسية، والهيمنة الغربية، لكن لا بد أن يتبعها محاولات أخرى للتحرر من اللغة الأجنبية في أسماء المحلات والشوارع والمطارات والموانئ وشروط التوظيف والتقليد الأعمى لأنماط الحياة الغربية وعاداتها!
وأوضح استاذ الحديث بجامعة الأزهر أنه لا بد للطب المعرَّب أن يستغني عن إرسال بعثاته إلى الغرب لدراسة الطب باللغات الأجنبية، ويتحول إلى منتِج؛ لأنه لا معنى لدراسة الطب بالعربية في بلاد العرب، ثم دراسته بالأعجمية في بلاد الأعاجم، ثم تعريبه مرة أخرى!، موضحًا انه لا سبيل ولا بديل إلا أن تتحول الحضارة العربية إلى إنتاج المعرفة، بدلا من استيرادها واستهلاكها!
وفي العالم العربي تعد الجامعات السورية وبالذات جامعة دمشق صاحبة الريادة في مجال تعريب دراسة الطب، وهي تجربة ناجحة وطموحة وتعكس وجود رؤية ورسالة تجاه اللغة العربية، فقد بدأت جامعة دمشق تدريس الطب منذ عام 1919، واستمرت في تدريس الطب باللغة العربية بالرغم من محاولات الانتداب الفرنسي عرقلة هذه الخطوة الرائدة وفرض اللغة الفرنسية كبديل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا