رئيس التحرير
عصام كامل

زينب عبد العزيز، حكاية امرأة من مصر..تصدت لتخاريف المستشرقين..أنجزت ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية..حصلت على الدكتوراه في "فان جوخ"..وسر التكريم الغائب حتى الآن

الدكتورة زينب عبد
الدكتورة زينب عبد العزيز، فيتو

 

كما إن من المؤمنين رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأخلصوا، فإن هناك أيضًا نساءً صدقن وأخلصن لله. وفي صدارة هؤلاء النساء في العصر الحديث الدكتورة زينب عبد العزيز التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها التسعين. تمتلك الدكتورة "زينب" مسيرة حافلة في الدفاع عن الإسلام والقرآن الكريم، لا يجاريها أحد فيها من الرجال والنساء على السواء. صوت الدكتورة "زينب" تجاوز حدود المحلية، ووصلت أصداؤه إلى العالم كله. أثرت المكتبة الإسلامية بعشرات المؤلفات والأبحاث والرسائل التي تذود بها عن القرآن الكريم، وتجابه كل من يريد النّيل من عقيدة الإسلام الراسخة ويصمه بالتطرف والإرهاب.  وتوازيًا مع ذلك..فهي الفنانة التشكيلية القديرة ذات الأعمال الإبداعية، والحاصلة على درجة الدكتوره في أعمال "فان جوخ"، والتي نظمت عشرات المعارض الفنية. ومنذ تخرجها في الجامعة قبل أكثر من سبعة عقود، لا تزال الدكتورة "زينب" تضرب المثل في المواقف المشهودة، لا تخشى في سبيل ذلك لومة لائم، مؤمنة أشد الإيمان برسالتها، ومخلصة في سبيلها أعظم الإخلاص.

 

بداية وتفوق ونبوغ

أبصرت زينب مصطفى عبد العزيز النور بمحافظة الأسكندرية في مثل هذا اليوم من العام 1935. تخرجت في قسم اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة العام 1962. في العام 1967 حصلت على الماجستير في الحضارة وتاريخ الفن عن رسالتها المعنونة بـ"يوميات أوجين ديلاكروا". أما درجة الدكتوراه فقد نالتها في العام 1974 عن أطروحتها: "النزعة الإنسانية عند فان جوخ".

استهلت الدكتورة "زينب" مسيرتها بالعمل مترجمة بمركز تسجيل الآثار المصرية التابع لوزارة الثقافة بين عامي 1963-1974، ثم انتقلت للعمل بالجامعة بدءًا من العام 1974، وتدرجت بالمناصب الوظيفية، حتى وصلت إلى رئيس قسم اللغة الفرنسية في العام 1992.

 

مؤلفات وإبداعات

تنوعت مؤلفات الدكتورة "زينب" وتعددت، ولكن برز منها كتاباتها المنافحة عن الإسلام والقرآن الكريم، ويأتي في الصدارة منها ترجمتها لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية، وهي تعتبر صاحبة السبق في هذا الميدان، حيث لم تسبقها امرأة إليه.

يبدو دفاعها عن الإسلام لافتًا ومشهودًا، حيث تمتلك في سبيل ذلك جرأة يفتقدها كثير من الذكور أصحاب الألقاب العلمية الفخيمة. وفي ذلك تقول الدكتورة "زينب": "كيف أصمتُ أمام ما يُحاك من الغرب ضد الإسلام بهدف محاصرته ثم إبادته؟! كيف أصمتُ حيال جهود المستشرقين وتحريفاتهم المتعمدة لمعاني القرآن الكريم، والعيب في الذات الإلهية، وإعادة ترتيب سور القرآن حسب هواهم؟! كيف أصمتُ وأنا أرى مصطلحات الأصولية والحداثة، والحوار بين الأديان وغيرها،  قد تم تصديرها إلينا لهدم الإسلام"؟!

 

ملابسات الترجمة الفرنسية للقرآن الكريم

وعن ملابسات ترجمتها لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية تحكي الدكتورة "زينب": "كان المستشرق الفرنسي جاك بيرك تم تعيينه بمجمع اللغة العربية، وهو الجاهل بها، وقد ثبت ذلك من خلال لجنة شكلها شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق علي جاد الحق، وكان قد تم دعمه من الإعلام الغربي لإعداد ترجمة موجّهة للمسلمين في فرنسا لطمس هويتهم"، مضيفًا: "ترجم المستشرق الفرنسي مثلًا: "النّبي الأمّي" بأنها "أمومة"، و"إن الله لا يخلف الميعاد" بمعنى: "لا يتخلف عن المواعيد التي ارتبط بها"، وترجم: "خاتم النبيين" بمعنى: "الختم الذي نختم به الأوامر"، وترجم: "فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه" بمعنى: "الله يتوب عن خطئه"، فضلًا عن نماذج أخرى فادحة، تعكس إما جهلًا مركبًا بمعاني ودلالات اللغة العربية، وإما سوء نية متراكمًا ومدبرًا؟

تروي الدكتورة "زينب": "من هنا عكفت ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة يوميًا على وضع أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم بتشجيع ودعم من  من الشيخ جاد الحق علي جاد الحق وزوجها الفنان والمثّال الراحل لطفي الطنبولي؛ حتى اكتمل المشروع بفضل الله".

شيخ الأزهر الشريف الأسبق جاد الحق علي جاد الحق، فيتو
شيخ الأزهر الشريف الأسبق جاد الحق علي جاد الحق، فيتو

 

تكريم غائب..ما السر؟

رغم المنجزات الفكرية والأدبية والإبداعية، وإدراج اسمها فى العديد من الموسوعات العالمية كأستاذة جامعية وباحثة، وفنانة تشكيلية..فإن اسم الدكتورة زينب عبد العزيز غائب عن دوائر التكريم المحلي؛ فلم يرشحها المجلس الأعلى للثقافة لجوائزه، في الوقت الذي يرشح كل عام نكرات وأسماء مغمورة لم يقدم أيٌّ منها واحدًا في المائة مما قدمته صاحبة التسعين عامًا. كذلك اتحاد كتاب مصر الذي رشح من قبل الشاعر المثير للجدل أدونيس لأرفع الجوائز المصرية لم يرشحها أيضًا رغم عضويتها فيه. كما إن معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنطلق نسخته السادسة والخمسين خلال أيام لم يفكر في طرح اسمها كشخصية العام مثلًا، كما فعل من قبل مع شخصيات أدنى تأثيرًا. المجلس القومي للمرأة ليس أفضل حالًا أيضًا من سابقيه. كما لم تفكر الحكومة يومًا في إطلاق اسمها على أي من منشآتها الثقافية الحديثة أو القديمة..ألا تستحق حياتها الثرية بكل هذه المحطات المهمة فيلمًا توثيقيًا تنتجه إحدى الجهات الكيانات الإعلامية الكبيرة..فهل هناك سر وراء التكريم الغائب؟

 

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية