رئيس التحرير
عصام كامل

تيار ترامب الدينى، غزو عقائدي يقود العالم إلى أقصى اليمين، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، نقل السفارة الأمريكية إليها، يعزز مشاريع تل أبيب الكبرى

ترامب
ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، عاد تيار ترامب الديني ليتصدر المشهد الأمريكي والعالمي، في مسعى لتوسيع تأثيره العقائدي على السياسات الأمريكية والأجنبية. 

ويبدو أن هذا التيار، الذي يعتمد بشكل كبير على دعم الحركة المسيحية الصهيونية والأصوليين الإنجيليين، قد أصبح أكثر تأثيرا من أي وقت مضى، ليس فقط داخل الولايات المتحدة بل على المستوى العالمي.

أحد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ترامب كانت حول "مساحة إسرائيل الصغيرة"، التي أدلى بها أمام الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. واصفًا إسرائيل بأنها "دولة صغيرة" مقارنة بدول الشرق الأوسط الأخرى، داعيًا إلى توسيع حدودها. 

هذه التصريحات أثارت قلقًا بالغًا في الأردن وعدد من الدول العربية، إذ يعتقد البعض أنها تفتح الباب لمخططات إسرائيلية قديمة تسعى إلى توسيع "إسرائيل الكبرى" على حساب الأراضي الأردنية والفلسطينية.

لكن ما يزيد من خطورة هذه التصريحات هو الدعم العميق الذي يحظى به ترامب من حركة المسيحية الصهيونية. 

هذه الحركة الدينية التي تعتبر أن عودة اليهود إلى "الأرض الموعودة" هي جزء من النبوءات التوراتية، ترى أن دعم إسرائيل هو واجب ديني وسياسي في آن واحد. وهذا الدعم أصبح جزءًا أساسيًا من سياسة ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، حيث قدم دعمًا غير مسبوق لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إليها، إضافة إلى دعمه لضم هضبة الجولان السوري المحتل.

إحدى الركائز التي يستند إليها ترامب في تعزيز نفوذه السياسي هي العلاقة القوية مع الإيفانجيليكيين الأمريكيين الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من قاعدته الانتخابية. ففي الانتخابات الرئاسية لعام 2016، حصل ترامب على دعم 81% من الناخبين الإنجيليين، وهو دعم مكّن حملته من تحقيق الفوز في عدد من الولايات المتأرجحة. وفي الوقت الذي استمر فيه ترامب في تعزيز هذه العلاقة مع الإيفانجيليين خلال حملاته الانتخابية اللاحقة، كان يسعى إلى ضمان ولائهم لدعمه المستمر.

تيار ترامب الديني وتأثيره على السياسة الأمريكية والعالمية

هذه الديناميكية تثير تساؤلات حول تأثير تيار ترامب الديني على السياسة الأمريكية والعالمية، خصوصًا في ظل تزايد الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة. إن هذا التيار لا يقتصر على دعم إسرائيل فقط، بل يمتد إلى مجالات أخرى، مثل معارضة الإجهاض، وتفضيل سياسات تعليمية تحفظ القيم المسيحية التقليدية، فضلًا عن الدعم العميق لقضايا مثل الزواج التقليدي. ويدرك ترامب تمامًا أن دعم هذه الجماعات هو أمر بالغ الأهمية في ضمان فوزه في الانتخابات المقبلة.

من جانب آخر، لا يقتصر اهتمام تيار ترامب الديني على الإيفانجيليكيين فقط، بل يشمل أيضًا أقليات دينية أخرى في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، حصل ترامب على دعم ملحوظ من الطائفة القبطية المسيحية التي تعتبر جزءًا من الأقليات في أمريكا. قبل الانتخابات، وجه ترامب رسالة إلى الأقباط الأمريكيين، مشيدًا بإيمانهم وصمودهم في وجه الاضطهاد. هذه الرسالة كان لها صدى كبير، حيث أثارت مشاعر التضامن بين الأقباط الأمريكيين، خاصةً أولئك الذين يشاركون مواقف اجتماعية محافظة تتماشى مع السياسات الجمهورية.

 

الطائفة الآشورية المسيحية

 

وبالإضافة إلى الأقباط، استهدف ترامب الطائفة الآشورية المسيحية التي تبنت سياساته في عدد من القضايا، من بينها الاقتصاد والهجرة غير الشرعية. على الرغم من بعض زلات اللسان التي أثارت الجدل مثل نطق كلمة "آشوري"، إلا أن قضايا ترامب المحافظة بما يتعلق بالإجهاض والهويات الجنسية جذبت هذه الفئة من الناخبين.

أما فيما يتعلق بجماعة الأميش في ولاية بنسلفانيا، فقد برزت حملة ترامب هناك بشكل ملحوظ من خلال لوحات إعلانية ومنشورات تسعى إلى جذب هذه الفئة التي تمتاز بعزلتها عن العالم الحديث. وعلى الرغم من أن نسبة التصويت بينهم منخفضة، إلا أن العديد منهم أبدوا دعمهم لترامب، لا سيما لمواقفه المناهضة للإجهاض، وهو ما يعزز من دعم تيار ترامب الديني المتطرف.

ويبقى أن نذكر أن هذه العلاقة بين تيار ترامب الديني والسياسة الأمريكية ليست ظاهرة جديدة، بل تعود جذورها إلى سبعينيات القرن الماضي. ففي عهد الرئيس رونالد ريغان، تم تأسيس تحالف وثيق بين الحزب الجمهوري والأصوليين الدينيين، وهو التحالف الذي ما زال مستمرًا حتى اليوم.

وفي إطار سعيه لتعزيز موقفه في انتخابات 2024، يواصل ترامب توظيف هذه الديناميكيات بشكل فعّال. من خلال تنظيم فعاليات دينية واستهداف جماعات من مختلف الطوائف المسيحية، يسعى ترامب إلى تحفيز قاعدته الانتخابية المتدينة وجذب المزيد من الدعم من مختلف الأقليات الدينية. ويظهر استطلاع حديث أن تيار ترامب الديني يحظى بشعبية متزايدة بين الإنجيليين مقارنة بمنافسيه، مما يعزز فرص فوزه في الانتخابات القادمة.

بذلك، يواصل تيار ترامب الديني انتشاره، مدفوعًا بقوة العقيدة المسيحية الصهيونية، التي تجعل من دعم إسرائيل جزءًا من الإيمان الديني والسياسي في الولايات المتحدة. وهو تيار قد يساهم في تحريك العالم نحو أقصى اليمين، مستفيدًا من الدين كأداة سياسية لتحقيق أهدافه، مما يثير الكثير من القلق إزاء تأثيراته على السياسات الأمريكية والعالمية في المستقبل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية