رئيس التحرير
عصام كامل

طهران تحت التهديد، خطة نتنياهو وترامب لتوجيه الضربة القاضية للمشروع الإيراني

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

يتوقع أن تؤدي إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة إلى تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، خاصة بالنسبة لإسرائيل، فقد كان بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، من أبرز داعمي ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية، وقد عبر عن تأييده لترامب مرارا، وعقد العديد من المحادثات معه، معبرا عن شوقه لعودة الرئيس الأمريكي السابق إلى البيت الأبيض، وقد تميزت هذه العلاقة بالكثير من التنسيق والتفاهم بين الطرفين في القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بإيران.

تجاهل الإهانات لتحقيق مكاسب

تتعدد التحديات التي يواجهها نتنياهو في سياق التوترات التي تشهدها المنطقة، لكنه يعتمد بشكل كبير على دعم ترامب لتحقيق أهدافه.

 ورغم الخلافات العميقة بينهما في بعض القضايا بعد السابع من أكتوبر 2023، والتي تمثلت في انتقادات ترامب العلنية لنتنياهو على خلفية هجوم حماس على إسرائيل، فإن نتنياهو يبقى متمسكا بفكرة أن ترامب هو الأمل الوحيد لإنقاذ إسرائيل من أزمتها السياسية والعسكرية. 

وفي هذا السياق، يراهن نتنياهو على قوة الدعم الأمريكي في تحسين وضع إسرائيل، خاصة في مواجهة التحديات الإيرانية.

يبدو أن نتنياهو قد قرر أن يتجاهل الإهانات التي تعرض لها من ترامب في فترات سابقة، وتحديدا في الفترة التي تلت الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023. 

ورغم أن بعض التقارير تشير إلى أن ترامب وصف نتنياهو بعد هذا الهجوم بـ "الفاشل"، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يراهن على أن ترامب سيعود إلى دعم إسرائيل بشكل أكبر. 

وهو يعتقد أن العودة إلى البيت الأبيض ستكون بمثابة الفرصة الذهبية لتعزيز العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين نتنياهو وترامب، تشير التقارير إلى أن نتنياهو يتطلع إلى استغلال الوضع الجديد بعد إعادة انتخاب ترامب لتعزيز تحالفه الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. 

فقد كان ترامب قد اتخذ خطوات جريئة لصالح إسرائيل في فترة رئاسته الأولى بين 2017 و2021، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والضغط على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وعلى الرغم من هذه العلاقات القوية بين ترامب ونتنياهو، فإن الواقع الإقليمي يفرض تحديات جديدة على إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، ورغم أن نتنياهو يعتمد على ترامب في هذا السياق، لكنه يدرك أن ترامب، الذي يعتبر رجل أعمال قبل أن يكون سياسيًا، يفضل تجنب الحروب المكلفة.

أما بالنسبة للمسألة الإيرانية، فإن نتنياهو يراهن على دعم ترامب لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، خاصة إن الضربة العسكرية لمواقع إيران النووية قد تكون جزءًا من الخطة التي يسعى نتنياهو لتحقيقها، خاصة أن إسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية على تنفيذ هذه الضربة بمفردها. 

لكن الدعم الأمريكي سيكون حاسمًا في هذا الصدد، وإن كان من غير المرجح أن يقوم ترامب بالمجازفة بشن حرب واسعة النطاق ضد إيران. إلا أن ترامب قد يضطر إلى اتخاذ إجراءات مشددة مثل زيادة العقوبات أو الضغط على إيران لقبول اتفاق نووي جديد.

الضغوط العسكرية والاقتصادية

ويمكن التوقع بأن التحالف الإسرائيلي-الأمريكي قد يسعى إلى تعزيز الأدوات العسكرية والاقتصادية في مواجهة إيران. على الصعيد العسكري، تمتلك إسرائيل قدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك طائرات ومعدات يمكنها تنفيذ ضربات دقيقة ضد المنشآت النووية الإيرانية. ومع دعم أمريكا في شكل تكنولوجيا متطورة، يمكن أن تشكل إسرائيل جزءًا من هجوم واسع يستهدف المواقع النووية الإيرانية والقدرات العسكرية الإيرانية التي تهدد الأمن الإقليمي.

من الناحية الاقتصادية، كان ترامب قد فرض مجموعة من العقوبات القاسية على إيران خلال ولايته الأولى، وهو ما أضعف الاقتصاد الإيراني بشكل كبير. حالما يعود ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن يعزز هذه العقوبات ويزيد من الضغوط الاقتصادية على طهران، مما يجعلها تواجه خيارات صعبة بين الاستسلام للضغوط أو التصعيد العسكري.

تفعيل استراتيجية الضربة النهائية

إحدى السيناريوهات التي قد يتم تفعيلها بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي شن ضربة عسكرية محددة ضد المنشآت النووية الإيرانية. قد تكون هذه الضربة عبارة عن هجوم جوي باستخدام طائرات حربية أمريكية وإسرائيلية من طرازات متطورة، مدعومة بغطاء استخباراتي أمريكي، بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا وجوديًا لها. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية "الضربة القاضية" التي تهدف إلى تحييد قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية قد تزعزع توازن القوى في المنطقة.

لكن هناك تحديات كبيرة تواجه هذا المسعى، أهمها أن إيران قد تكون قد نقلت جزءًا من منشآتها النووية إلى مواقع تحت الأرض أو في أماكن محصنة بشدة، مما يجعل من الصعب تدميرها باستخدام الهجمات الجوية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تحرك عسكري ضد إيران قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، مما يزيد من احتمال اندلاع حرب شاملة تشمل ميليشيات إيران في العراق وسوريا، وربما حتى تهديدات مباشرة ضد إسرائيل.

رد الفعل الإيراني وتداعيات الضغوط المتزايدة

من المتوقع أن يكون للضغوط المتزايدة من التحالف الإسرائيلي-الأمريكي على إيران تداعيات معقدة. إذ تشهد إيران تحولًا كبيرًا في استراتيجيتها العسكرية والتكنولوجية، حيث تسعى لتطوير قدراتها الدفاعية الخاصة بها لتفادي الضغوط الدولية. ومع تصاعد التحركات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، قد تجد إيران نفسها أمام خيار صعب بين التراجع أو التصعيد.

رد الفعل الإيراني  يشمل سلسلة من الإجراءات العدوانية، مثل زيادة دعم الميليشيات المسلحة في المنطقة، أو حتى شن هجمات على السفن أو المنشآت الأمريكية في الخليج العربي. كما قد تقوم إيران بتكثيف أنشطتها النووية في ظل الضغوط، وهو ما سيزيد من القلق الدولي ويعزز من رغبة إسرائيل في تنفيذ ضربات استباقية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية