رئيس التحرير
عصام كامل

عجز الآلة الحربية في مواجهة صمود العزل.. اتفاق وقف إطلاق النار يعلن خروج غزة من الركام منتصرة.. معلنة: لن نركع

غزة
غزة

بعد أشهر طويلة من القصف والتدمير، أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إيذانا بمرحلة جديدة من الصراع الطويل في قطاع غزة.

 الاتفاق الذي جاء بوساطة إقليمية ودولية، لم يكن مجرد خطوة لوقف القتال، بل كان اعترافا ضمنيا بصمود غزة وشعبها، وبعجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه رغم الدعم العسكري غير المسبوق.

في قلب الدمار، خرجت غزة منتصرة بإرادة شعبها الذي واجه القنابل والحصار بالصمود والبسالة. لم تستسلم المدينة المحاصرة، ولم ترفع راية الانكسار، بل أثبتت أن المقاومة ليست فقط في الميدان، بل في التمسك بالأرض والحقوق. هذا الاتفاق، رغم مرارة الثمن، حمل في طياته رسالة واضحة، وهي أن غزة لن تكسر، وشعبها سيظل يكتب فصول النضال بإرادة لا تقهر.

من بين الركام.. إرادة لا تقهر

في الوقت الذي اعتقد فيه الاحتلال الإسرائيلي أن عدوانه الشامل على غزة سيدفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام، أثبتت المقاومة، بدعم شعبي صلب، عكس ذلك تماما. فالمشهد اليوم يظهر قطاع غزة المحاصر كرمز عالمي للصمود والإرادة. رغم الحصار الخانق والقصف المكثف الذي أودى بحياة الآلاف ودمر البنية التحتية، أظهرت المقاومة الفلسطينية مرونة ميدانية مدهشة، حيث استخدمت تكتيكات مبتكرة، ونجحت في إدارة معركة طويلة الأمد، كبدت الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

إحدى النقاط المحورية التي برزت خلال معركة "طوفان الأقصى" هو الصمود الشعبي الذي جعل من غزة درعا وسيفا في مواجهة الاحتلال. فحتى في ظل فقدان آلاف الأسر لمنازلها وأفرادها، ورغم الألم والجراح، ظل الشعار المرفوع في كل أرجاء القطاع هو: “لن نركع”.

معادلة جديدة في الصراع

لم تكن هذه المواجهة كباقي الحروب السابقة. فمعركة "طوفان الأقصى" حملت أبعادًا مختلفة، ليس فقط من حيث تكتيكات المقاومة، بل أيضا من حيث تداعياتها الإقليمية والدولية. المقاومة نجحت في خلق معادلة جديدة فرضت على الاحتلال الإسرائيلي الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط واضحة.

الصفقة التي توصلت إليها الفصائل الفلسطينية والاحتلال لم تأت بسهولة؛ بل جاءت بعد 15 شهرا من المعارك الطاحنة التي استنزفت الاحتلال معنويا وسياسيا، وبقاء أسرى الاحتلال لدى المقاومة طوال هذه الفترة، رغم جميع المحاولات الاستخباراتية والإسناد العسكري الأمريكي والبريطاني، يعد انتصارا رمزيا ومعنويا كبيرا، فقد أثبتت المقاومة قدرتها على إدارة ملف الأسرى بنجاح، وهو ما أثار جدلًا واسعًا داخل إسرائيل نفسها حول فشل القيادات السياسية والعسكرية في التعامل مع هذا الملف.

غزة.. انتصار سياسي ومعنوي

صحيح أن الفارق العسكري بين غزة والاحتلال لا يزال شاسعا، ولكن المقاومة حققت مكاسب نوعية على مستويات أخرى. أولًا، أثبتت للعالم أنها ليست مجرد حركة مسلحة، بل قوة سياسية وشعبية قادرة على توحيد الصف الفلسطيني والضغط على الاحتلال لتحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني.

ثانيا، أظهرت معركة "طوفان الأقصى" أن غزة ليست وحدها. فقد لعبت أطراف إقليمية مثل قطر ومصر دورًا كبيرًا في الوساطة، مما يعكس استمرار القضية الفلسطينية كقضية مركزية في المنطقة. ورغم تراجع الزخم العربي والإسلامي في دعم القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، إلا أن غزة أعادت بوصلة الاهتمام الدولي نحو حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

إسرائيل في مأزق استراتيجي

بينما يحتفي الفلسطينيون بالصمود، يواجه الاحتلال أزمة داخلية وخارجية غير مسبوقة. داخليًا، تسببت معركة "طوفان الأقصى" في انقسام سياسي حاد داخل إسرائيل، مع تصاعد الانتقادات لحكومة الاحتلال واتهامها بالعجز عن إدارة الحرب. أما خارجيًا، فإن تزايد الضغط الدولي وانتقادات منظمات حقوق الإنسان لاستهداف المدنيين والبنية التحتية في غزة وضع الاحتلال في مرمى الاتهام بارتكاب جرائم حرب.

إضافة إلى ذلك، فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه الرئيسية من العدوان، وهي القضاء على المقاومة وتقويض بنيتها التحتية. بدلًا من ذلك، خرجت المقاومة أقوى من أي وقت مضى، واستمرت في تعزيز حضورها الميداني والسياسي، مما يضع الاحتلال أمام معضلة استراتيجية حقيقية بشأن كيفية التعامل مع قطاع غزة في المستقبل.

طوفان الأقصى.. دروس وعِبر

منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، قدم الشعب الفلسطيني دروسًا للعالم في الصمود والمقاومة. فقد أثبتت غزة أن التفوق العسكري لا يعني الحسم، وأن إرادة الشعوب قادرة على هزيمة أعتى الجيوش. كما أعادت المعركة التأكيد على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تنهي الصراع، بل تزيد من تعقيده وتؤكد ضرورة البحث عن حلول سياسية عادلة.

اليوم التالي: ماذا بعد الهدنة؟

مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، يبقى السؤال الأهم: ما الذي ينتظر غزة؟ الشعب الفلسطيني يدرك جيدا أن هذه الهدنة ليست نهاية المعركة، بل محطة مؤقتة في نضاله المستمر. ومع ذلك، فإن الصمود الذي أبداه خلال الأشهر الماضية يعكس تصميمه على مواجهة أي تحديات مستقبلية.

الرسالة التي خرجت بها معركة "طوفان الأقصى" واضحة: المقاومة ليست خيارًا بل ضرورة، والحقوق لا تسقط بالتقادم. الشعب الفلسطيني أثبت مرة أخرى أن الاحتلال، مهما بلغ من قوة، لا يمكنه كسر إرادة شعب يناضل من أجل حريته وكرامته.

انتصار الأمل

بينما يحاول الاحتلال رسم صورة انتصار مزيف، تبقى الحقيقة واضحة للجميع: غزة انتصرت بإرادة شعبها وصمود مقاتليها. ومع كل صرخة طفل ودمعة أم، يثبت الفلسطينيون أن النصر ليس فقط في المعركة، بل في الثبات على الحق والتمسك بالأرض مهما بلغت التضحيات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية