رئيس التحرير
عصام كامل

البراءة تدفع ثمن الحرب في غزة.. إعاقة أطفال القطاع تأبى الرحيل رغم قرار وقف إطلاق النار

غزة
غزة

 على مدى 468 يوما، عانى قطاع غزة من عدوان إسرائيلي عنيف خلف وراءه دمارا هائلا ومعاناة إنسانية لا توصف، وذلك رغم الإعلان مؤخرا عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ قريبا. إلا أن آثار العدوان، خاصة على الأطفال، لا تزال جاثمة بثقلها على القلوب والعقول.

الإعلان الذي رحبت به الأمم المتحدة وقادة دوليون، بمن فيهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، جاء متأخرًا بعد حرب خلفت مئات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى ونازحين. في غزة، حيث فقد الأطفال أحلامهم قبل أن يتمكنوا من تشكيلها، يختبئ الفرح خلف ستار من الألم المستمر.

 

طفولة ضائعة.. وحياة مؤجلة وأحلام مقطوعة

 رغم إعلان الهدنة، تستمر المعاناة الإنسانية في غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في خيام مهترئة وسط برد قارس وأمطار غزيرة، في مشهد يبدو أقرب إلى سيناريو كارثي من فيلم خيال مأساوي. تروى القصص عن أطفال يركضون حفاة على الحطام بحثا عن بقايا منازلهم التي دمرتها الغارات، وأمهات يئنون حزنا على أطفالهم الذين فقدوا أطرافهم أو آباءهم.

أرقام مرعبة تؤكد حجم الكارثة، فقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن أكثر من 98 ألف طفل يعانون من إعاقات مستدامة نتيجة العدوان، بينما يعيش نحو 10,000 طفل مع إعاقة كاملة، مما يزيد من صعوبة الحياة في ظل دمار البنية التحتية ونقص الإمدادات الطبية.

رغد السدودي، طفلة نازحة من حي الشجاعية، تحكي بغصة عن منزلها الذي تحول إلى ركام. تقول: "أكبر أمنياتي أن أعود إلى مدرستي وأعيش طفولتي ككل أطفال العالم". أمنيات بسيطة لكنها تبدو مستحيلة في ظل واقع مُرّ يُلزمها الوقوف في طوابير للحصول على الماء والغذاء بدلًا من حمل حقيبة المدرسة.

 

الإعاقة والألم: جراح عميقة لا تندمل

 الحرب الإسرائيلية على غزة لم تقتصر على تدمير المباني وقتل الأبرياء، بل كانت هجومًا ممنهجًا على جيل كامل من الأطفال. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة، فإن عدد الأطفال الذين تعرضوا لإعاقات دائمة بلغ 475 طفلًا شهريًا خلال العام الماضي فقط. وتشمل هذه الإعاقات بتر الأطراف وفقدان السمع أو البصر. وبسبب تدمير النظام الصحي في غزة، يعجز آلاف الأطفال عن الحصول على الأطراف الاصطناعية أو حتى العلاج الأساسي.

الطفل أحمد، الذي فقد والده وذراعه إثر قصف استهدف مدرسة كانت تستخدم كمأوى، طلب من معلمته خلال جلسة دعم نفسي أن تصنع له "ذراعًا ووالدًا من الطين". مشهد يعكس مدى الألم النفسي العميق الذي يعاني منه الأطفال، في ظل غياب أي دعم دولي حقيقي.

 

فرحة ناقصة وواقع مرير

 في مخيمات النزوح المنتشرة في القطاع، يتشبث الأطفال ببارقة أمل صغيرة إثر الإعلان عن وقف إطلاق النار. لكن هذه الفرحة تأتي ممزوجة بالحزن والحنين إلى حياة طبيعية فقدوها، ويقول مالك السعيدني، وهو طفل نازح من مخيم البريج: "فرحنا لأننا سنعود إلى منازلنا، لكننا حزنّا على الشهداء الذين فقدناهم".

رامي النباهين، الذي خسر 28 فردا من عائلته، يعبر عن مشاعر مشابهة: "تحولت حياتنا إلى البحث عن الطعام بدلًا من تحقيق أحلامنا." بالنسبة له ولآلاف الأطفال الآخرين، فإن الحرب لم تترك خلفها فقط ندوبًا جسدية بل جروحًا نفسية عميقة.

 

عجز المجتمع الدولي: إفلاس أخلاقي

 رغم شدة الكارثة، إلا أن الرد الدولي على معاناة أطفال غزة كان خجولا، مما يكشف عن إفلاس أخلاقي مروع. فإسرائيل لم تكن لتتمادى في عدوانها لولا صمت المجتمع الدولي وتواطؤ بعض القوى العظمى التي تدّعي دعم حقوق الإنسان.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما نفع المنظمات الأممية إذا لم تتمكن من حماية الأطفال من القتل أو حتى توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة لهم؟ "متى سيتوقف العالم عن غض الطرف عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني؟" تساؤل يتردد على ألسنة الكثيرين لكنه لا يجد إجابة مقنعة.

 

أمل في إعادة الإعمار

 مع اقتراب موعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، تتجه الأنظار إلى مستقبل غزة وإمكانية إعادة إعمارها. لكن هل يمكن إعادة بناء النفوس التي دمرتها الحرب؟

في نهاية المطاف، تبقى الحياة اليومية في غزة محفوفة بالتحديات، حيث يواصل الأطفال الناجون محاولة التأقلم مع واقع جديد فرضته آلة الحرب. وبينما يحلمون بمستقبل أفضل، تظل الأنقاض شاهدًا على جرائم لا يمكن محوها.

 

رسالة إلى العالم: كفى صمتا

 اليوم، تقف غزة على حافة الهاوية، وأطفالها يدفعون ثمن صمت العالم. رسالة واضحة يجب أن تصل لكل من لا يزال يؤمن بالعدالة والإنسانية: يجب أن تتوقف هذه المأساة. أطفال غزة يستحقون أن يعيشوا بكرامة، وأن يحملوا الحقائب المدرسية بدلًا من الحطام، وأن تكون ضحكاتهم أعلى من أصوات الانفجارات. إنقاذهم مسؤولية الجميع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية