خبير قانون دولى يكشف الفرق بين مفهومي الهدنة ووقف النار في اتفاق غزة
قال الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولى إن الضرورة تدعو أثناء القتال بشكل عام إلى وقفه توقيفا مؤقتا، وذلك لأغراض مختلفة، من بينها إغاثة الجرحى الموجودين فى الميدان، ونقل جثثهم ودفنهم؛ لذا فوقف القتال إجراء عسكرى مؤقت وليس له صفة سياسية، ولا ينص فى ذلك الاتفاق على شروط ذات طابع سياسى، وهو ما انعكس بشكل كبير فى الاتفاق الأخير الموقع بالقاهرة.
مجلس الأمن يقوم بإصدار قراراته فى شأن حفظ السلم والأمن الدوليين
وأكد على صفحته بالتواصل الاجتماعى أنه رغم أن الغالب أن يتم الاتفاق بين المتحاربين وبإرادتهم السياسية الحرة، إلا أنه وفى الآونة الأخيرة وفى الحالات التى من شأن استمرارها تهديد للسلم والأمن الدوليين، نجد أن مجلس الأمن يقوم بإصدار قراراته فى شأن حفظ السلم والأمن الدوليين وإعادتهما لنصابهما، وتتضمن مثل هذه القرارات الأمر بوقف إطلاق النار من جانب المتحاربين.
أشهر الحالات التى اضطلع فيها مجلس الأمن بهذه المهمة
وواصل حديثه قائلا: من أشهر الحالات التى اضطلع فيها مجلس الأمن بهذه المهمة إصدار المجلس العديد من قراراته فى هذا الشأن فى حرب أكتوبر عام 1973، والحرب اللبنانية الإسرائيلية عام 2006.
كما يمكن أن تساهم جهود دولة أو مجموعة دول أو منظمة دولية فى التوصل لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، وقد لعبت مصر الدور الرئيسى فى الاتفاق المشار إليه، فضلا عن جهود منظمة جامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة، ودول أخرى.
الهدنة فى معناها القانونى
وتابع الهدنة فى معناها القانونى: اتفاق يتم بمقتضاه وقف عمليات القتال بين الأطراف المتحاربة، وهو اتفاق سياسى عسكرى يؤدى غالبا إلى وقف القتال لفترة طويلة نسبيا، مقارنة باتفاق وقف إطلاق النار، وان كانت الهدنة لا تعنى إنهاء حالة الحرب.
وأشار إلى أن اتفاق الهدنة عمل ذو طابع سياسى بجانب صفته العسكرية، يلجأ إليه المتحاربون توطئة لعقد الصلح؛ لذلك فالذى يملك عقد الهدنة حكومات الدول المحاربة ذاتها، ويتولى الأمر فى شأن الهدنة وفى تحديد شروطها ممثلون عن أطراف الاتفاق يعينون خصيصا لذلك، ولا تصبح الهدنة ملزمة إلا إذا أقرتها حكومات الدول الأطراف فيها.
وكما تشمل الهدنة وقف جميع العمليات الحربية بين طرفى النزاع المسلح فى جميع الميادين، وهو ما يعرف بالهدنة العامة، حيث استخدم مجلس الأمن مصطلح الهدنة العامة فى قراره بتاريخ 16 نوفمبر عام 1948 بشأن الحرب الإسرائيلية العربية، وقد تقتصر الهدنة -أيضا- على مناطق معينة وهى ما تعرف بالهدنة المحلية، وعادة ما يحدد للهدنة أجل تنتهى بانقضائه، ويكون لكلا الفريقين المتحاربين العودة للقتال إن لم يتفقا على الصلح.
مضمون الهدنة يتحدد من قبل أطرافها
ويتحدد مضمون الهدنة من قبل أطرافها، وهو قد يشمل، إضافة للأعمال المحظورة، إنشاء مناطق منزوعة السلاح كما تم فى اتفاق الهدنة الشهير عام 1953 بعد انتهاء الحرب الكورية، والذى أنشا المنطقة منزوعة السلاح شمال وجنوب خط العرض 38، وإنشاء مناطق دفاعية، وتبادل أسرى الحرب، وهو ما تم فى آخر اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين العام الماضى، والذى أسفر عن الصفقة الشهيرة لتبادل الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط بالأسرى الفلسطينيين.
فى حالة حدوث إخلال جسيم بشروط الهدنة الواردة فى اتفاقها من جانب أحد الطرفين
وأضاف إن أى إخلال جسيم بشروط الهدنة الواردة فى اتفاقها من جانب أحد الطرفين يعطى الطرف الآخر الحق فى نقضها ويعتبرها منتهية، وله فى حالة الضرورة القصوى أن يستأنف القتال مباشرة، وفضلا عن ذلك فان هذا الانتهاك ومخالفة شروط الهدنة، يرتب المسؤولية الدولية على الدولة المخالفة بوصفها ارتكبت مخالفة لالتزاماتها الدولية، أما إذا كان الإخلال من الأفراد من تلقاء أنفسهم وبإرادتهم المحضة أى دون تلقى أوامر قيادية عليا من رؤسائهم، فللطرف الآخر أن يطلب فقط معاقبة المسئولين، ودفع تعويض عن الإضرار التى نتجت عن هذا الإخلال.
إن العدوان الذى شاركت فيه إسرائيل ضد مصر عام 1956 فى حرب السويس، أو ما يعرف فى الأدبيات المصرية بالعدوان الثلاثى، يعد المثال الصارخ للإخلال الجسيم لاتفاقات الهدنة، حيث كانت إسرائيل قد أبرمت اتفاقا للهدنة مع مصر فى فبراير عام 1949، حيث تعهد الدولتان بعدم القيام بعدوان ضد الآخر.
والهدنة مهما طال أمدها لا تعنى إلا مجرد وقف القتال بين أطرافها ولا تنهى قانونا حالة الحرب القائمة بينهم، فحالة الحرب لا تنتهى قانونا إلا بتوقيع معاهدة سلام مثل التى أنهت الحرب بين إسرائيل ومصر والتى أبرمتها الدولتين فى مارس 1979، ومعاهدة وادى عربة عام 1994 التى أنهت الحرب بين إسرائيل والأردن.
كان الفلسطينيون يحاولون جاهدين أن يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع الإسرائيليين النص على فك الحصار عن قطاع غزة، وهنا تكون المقاومة الفلسطينية انتصرت انتصارا استراتيجيا على الصلف الإسرائيلى، إلا أن التعنت الإسرائيلى فى رفض رفع الحصار عن قطاع غزة أجهض الجهود العسكرية والدبلوماسية للجانب الفلسطينى، فأصبح الاتفاق الموقع بين الجانبين اتفاقا لوقف إطلاق النار وحسب، وليس اتفاقا للهدنة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا