رئيس التحرير
عصام كامل

أوراق ضغط اقتصادية وعسكرية، تداخل المصالح الدولية والإقليمية في سوريا يعوق عملية اتخاذ القرارات

سوريا، فيتو
سوريا، فيتو

فى الثامن من ديسمبر الماضى، شهدت سوريا لحظة تاريخية غير مسبوقة توجت بانتهاء حكم عائلة الأسد، الذي استمر لأكثر من من 50 عامًا، لكن هذا اليوم لم يكن مجرد نهاية لحقبة الأسد (الأب والوريث)، بل كان نهاية حقبة مظلمة في تاريخ البلاد. 

 

تحديات داخلية تواجه الإدارة السورية الجديدة 

ومع هروب بشار الأسد، تنفس الشعب السوري نسائم الحرية التي طالما حلم بها، لكن رحيل الأسد الابن ليس نهاية القصة، بل هو بداية فصل جديد في حكاية سوريا، المليئة بالتحديات الضخمة مثل الانقسامات الداخلية، والعقوبات الدولية، والتدخلات الإقليمية.

الإدارة السورية الجديدة وفق التصريحات الصادرة عنها حتى الآن، تسعى جاهدة للتعاون مع كل الدول المعنية بملف الدولة، مع الحفاظ على حيادها السياسي وعدم الوقوع تحت تأثير دولة معينة، في مسعى منها لتحقيق أهداف اجتماع الرياض الأخير، وأبرزها تخفيف العقوبات وتشكيل حكومة شاملة ورفع العقوبات وبناء سوريا الجديدة.

 

تداخل المصالح الدولية والإقليمية يعيق بناء سوريا الجديدة

لكن على الرغم من الخطوات الملموسة، التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة من محاولة بسط الأمن في البلاد، وحماية المؤسسات، والمؤسسات الأجنبية، وعلى رأسها السفارات والقنصليات، والمضي نحو النهوض والحفاظ على علاقة طيبة مع جميع الدول، إلا أن تداخل المصالح الدولية والإقليمية للعديد من الدول في سيادة الدولة يؤثر سلبًا على عملية اتخاذ القرارات في البلد، وخاصة بوجود دول مثل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها وفرض هيمنتها على إدارة الشرع، من خلال وسائل الضغط والتهديد بورقة العقوبات التي لم يتم رفعها عن سوريا إلى الآن.

وبطبيعة الحال، مثل هذه التدخلات الغربية تعقد بناء الدول، وتزيد من صعوبة تأمين مستوى معيشة مناسبة للمواطن السوري، بالإضافة إلى الدعم المستمر للقوات الكردية الانفصالية بدلًا من تعزيز الوحدة الوطنية. 

 

أمريكا تستغل ورقة الأكراد وتعزز تواجدها العسكري 

وكان تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" الأمريكية،  أكد أن واشنطن زادت عدد قواتها فى الأراضى السورية من 900 عنصر إلى 2000 عنصر فى مؤشر على الأطماع من خلال ورقة الأكراد، كما يجب عدم إغفال الأطماع الإسرائيلية الكبرى في الجنوب السوري ومساعيها المستمرة لتحقيق مكاسب داخل الحدود السورية، وتشكيل دولة إسرائيل الكبرى، الأمر الذي يتضح جليًا في الممارسات والسياسات الغربية في سوريا.

أيضا روسيا بطيبعة تواجدها التاريخى فى سوريا ليست غائبة عن الصورة، ولم يخفي أحمد الشرع، محاولاته للتقارب من روسيا، على الرغم من مواقف موسكو السابقة في دعم نظام الأسد، ويرى مراقبون أن توجهات الشرع ربما تهدف للحفاظ على توازن القوى في سوريا، ومنع البلاد من السقوط تحت نفوذ الدول الغربية والخضوع أجنداتهم.

وأكد الشرع ذلك، في مقابلة سابقة له مع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بي سي"، أشار فيها إلى أهمية الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو، ولفت إلى أن الروس سيواصلون العمل في قواعدهم العسكرية في البلاد.

 

روسيا تعرض دعم الإدارة السورية الجديدة وتبعث رسائل طمأنة

كما أبدت روسيا استعدادها لإعادة بناء الجيش السوري وتوقيع صفقات سلاح، خصوصًا بعد أن دمرت إسرائيل جميع إمكانيات الجيش السوري، وربما جاءت رسائل الود المتبادلة، بهدف الترويج لإمكانية الاستفادة من النفوذ الروسي في تعزيز العلاقات مع كل من الجانب التركي من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.

أيضا أكد الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات له حول الأزمة، أن النظام السوري السابق لم يكن يرغب في "تغيير أي شيء" أو تقاسم السلطة مع قوات المعارضة السورية، وكانت هذه النقطة واحدة من الأسباب الرئيسية لانهياره. 

كما لفت لافروف، إلى أن هذه المماطلة كانت مصحوبة بمشكلات ناجمة عن العقوبات الاقتصادية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد السوري، بينما تعرض الجزء الشمالي والشرقي الغني بالنفط للاحتلال الأمريكي، وأشار حينها إلى استمرار الاتصالات مع الإدارة السورية الجديدة وعلى مواصلة سفارة موسكو لعملها في دمشق، معربا عن رغبة موسكو في المساهمة في الجهود المبذولة لتحسين الوضع في البلاد، مؤكدًا: "لتحقيق ذلك، لا بد من حوار شامل بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية في سوريا وكل القوى الخارجية".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية