رئيس التحرير
عصام كامل

معجزات الرسول، سعد بن أبي وقاص صار مستجاب الدعوة بعد يوم القادسية

سعد بن أبي وقاص،
سعد بن أبي وقاص، فيتو

المعجزات هي الأمر الخارق للعادة الذي يجريه الله تعالى على يد نبي مرسل ليقيم به الدليل القاطع على صدق نبوته.

ومن تلك المعجزات التي ظهرت على أيدي الأنبياء والمرسلين؛ سلب خاصية الإحراق للنار حين ألقي إبراهيم، عليه السلام، فيها فلم يحترق؛ قال تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ". (الأنبياء: 69).

وضرب سيدنا موسى، عليه السلام، البحر بعصاه فتجمع الماء على طرفيه حتى صار كالجبل، وصار البحر يبسًا في طريق موسى ومن آمن معه؛ قال تعالى: "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ". (الشعراء: 63)، إلى أن قال تعالى: "وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ۞ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ". (الشعراء: 66)، فنَجَّا اللهُ سيدَنا موسى والمؤمنين، وأغرق فرعون وقومه بإعادة مياه البحر كما كان، وغير ذلك من المعجزات لسائر الأنبياء والمرسلين.
وقد خصَّ اللهُ، تعالى، خاتَمَ المرسلين، صلى الله عليه وسلم، بالكثير من المكرمات والمعجزات.

وقد وردت في القرآن الكريم معجزات حسية للنبي، صلى الله عليه وسلم، ومعجزات أخرى وردت في الأحاديث النبوية الشريفة.

نتناول بعضًا من معجزات الرسول، صلى الله وعلى آله وصحبه، وسلم، في هذه الحلقاتِ خلال شهر رمضان المبارك.

سعد بن أبي وقاص صار مستجاب الدعوة

عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، "تليتُ هذه الآيةَ عندَ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: "يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا"، فقامَ سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، رضي الله عنه، فقال: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ أنْ يجعلَني مُستجابَ الدَّعوة، فقال: "يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ.........".


هذا جزء من حديث شريف، يكشف عن إحدى معجزات الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم.
اشترط سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم،على سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، أن يأكل من حلال، ليكون مستجاب الدعاء، فلما وفى بالشرط صارت دعوته مستجابة.
فكان رضي الله عنه مستجاب الدعوة، وكلما دعا بشيء وقع بإذن الله.

في يوم القادسية

فعلى سبيل المثال، في يوم القادسية، عن قبيصة بن جابر قال: قال ابن عم لنا يوم القادسية: "ألم تر أن الله أنزل نصره، وسعد بباب القادسية معصم فأُبنا وقد آمت نساء كثيرة، ونسوة سعد ليس فيهن أيم".
(يعني أن سعدا لم يشارك في المعركة، واكتفى بمشاهدتها من باب منزله، فلم يخسر مثلما خسر الجنود).
فلما بلغ سعد ما قاله الرجل دعا قائلًا: "اللهم اقطع عني لسانه ويده".


وبالفعل يروي قبيصة أن نشابة أصابت فاه فخرس، ثم قطعت يده في القتال، وكان سعد مصابا بالفالج (شلل نصفي) فأخبر الناس بعذره عن المشاركة في القتال.

دعاؤه على أهل الكوفة

وكذلك ما حدث مع أهل الكوفة، حيث كان واليا عليها، فزعم أحدهم أنه لا يعدل ولا يقوم على أمر رعيته، فقد روى البخاري تفاصيل ذلك، حيث شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص لعمر، حتى زعموا أنه لا يحسن أن يصلي، فجاء عمر بن الخطاب بسعد بن أبي وقاص، وقال له: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّي، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا، وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَخْرِمُ عَنْهَا. أُصَلِّي صَلاَةَ الْعِشَاءِ، فَأَرْكُدُ فِي اْلأُولَيَيْنِ، وَأُخِفُّ فِي اْلأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلاَّ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ، يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ، قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا، فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ. وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ، يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ.

دعاؤه على رجل يسيء للصحابة

ودخل ذات يوم على قوم كان بينهم رجل يسبُّ الصّحابة طلحة بن عبيد الله، والزُّبير بن العوام، وعليّ بن أبي طالب، فأمره أن ينتهي ويتوقّف، فرفض وزاد عنادًا، فدعا سعد، رضيَ الله عنه، واشتكاه إلى الله بأنّه يسبُّ قومًا صالحين، ودعا بأن يجعله الله عبرة للنّاس، فدخلت عليه بعير لا يوقفه شيء فقتله، فقال النّاس: أصابته دعوة أبي إسحاق.

طول العمر

وكان لسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، أطفال صغار، وكان يتمنى ألا يموت حتى يبلغوا، فدعا الله بذلك.
قيل: دعا سعد بن أبي وقاص فقال: يا رب بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة.

وكان سعدًا، رضي الله عنه، آخر المهاجرين وفاة، حيث توفى سنة خمس وخمسين من الهجرة، وقيل سنة ست وخمسين وقيل سبع، وكان عمره 82 عامًا.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية