رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في 18 رمضان سنة 40هـ، مبايعة الإمام الحسن بالخلافة بعد استشهاد علي بن أبي طالب

مبايعة الإمام الحسن
مبايعة الإمام الحسن بالخلافة بعد اغتيال أبيه، فيتو

في محاولة لتهدئة الأحداث المشتعلة بعد اغتيال سيدنا علي بن أبي طالب، كرَّم الله وجهه، وفي مثل هذا اليوم، 18 رمضان، عام 40 هـ، الموافق يناير 661 م، بايع المسلمون الإمام الحسن بن علي، خليفة وأميرا للمؤمنين خلفا لوالده، الذي اغتاله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم.

جاء استشهاد الإمام علي، كرَّم الله وجهه، في ذروة الانقسامات والفتن التى ظهرت بعد اغتيال سيدنا عثمان، وكانت سببا فى احتدام الخلافات، وتدهور الأوضاع في الدولة الإسلامية، وأصبح على المسلمين أن يختاروا واحدًا من آل بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم.

لم يجد المسلمون أفضل من الإمام الحسن، حفيد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبايعونه بالخلافة بعد أبيه علي بن أبى طالب، رغم أن عليًّا حين طُعِن قال له الناسُ: استخلِفْ يا أمير المؤمنين، قال: لا، ولكن أدعكم كما ترككم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (أى بغير استخلاف) فإن يُرِد الله بكم خيرا، يجمعكم على خير، كما جمعكم على خير بعد رسول الله.

ودخل عليه جندب بن عبد الله، فسأله: يا أمير المؤمنين، إن فقدناك ولا نفقدك، فنبايع الحسن؟، فقال: ما آمركم ولا أنهاكم، أنت أبصر.

وصايا عليٌّ للحسن والحسين

وفي اللحظات الأخيرة، دعا الإمام عليٌّ، ابنيه الحسن والحسين، فقال: "أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا، وأغيثا الملهوف، واصنعا للآخرة، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم ناصرا، واعملا بما فى كتاب الله، ولا تأخذكما فى الله لومة لائم".

وتوفي الإمام، ولم يولِّ أحد من بعده، وترك الأمر شورى للمسلمين.

مبايعة سيدنا الحسن

وبعد دفن الإمام علي، كرَّم الله وجهه، تقدم نجل زعيم الأنصار، قيس بن سعد بن عبادة إلى الحسن، فقال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه، فسكت الحسن فبايعه، ثم بايعه الناس بعده.
بويع الحسن فى الكوفة فى رمضان سنة 40 هـ، وبلغ عدد المبايعين للحسن بالخلافة نحو أربعين ألفا.

ورغم قبوله البيعة، فقد كان في نفس الإمام الحسن رغبة فى حفظ دماء المسلمين والنجاة بهم من تلك الفتنة التي كادت تدمر الأمة الإسلامية، فآثر التنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان حقنا لدماء المسلمين، فعرض الصلح على معاوية فى وجود عمرو بن العاص.

لم يتقبل بعض أنصار الإمام الحسن فكرة تنازله عن الخلافة، ومن بين من انتقدوا هذا القرار أخوه الإمام الحسين، رضي الله عنه.

ورغم المعارضة، فقد تم الصلح، وتوجه بعدها معاوية إلى الكوفة، لإتمام الاتفاق، فالتقى بالحسن، وطلب إليه أن يخطب فى الناس ويعلن الصلح، وكان ذلك بتحريض من عمرو بن العاص، فخرج الحسنُ على الناسِ، وقال: "أما بعدُ، أيها الناس، فإن الله هداكم بأوِّلنا، وحقن دماءَكم بآخرِنا، ألا إنَّ أكْيسَ الكيْس التُّقى وإنَّ أعجزَ العجز الفجورُ، وإنَّ هذا الأمرَ الذي اختلفتُ أنا ومعاويةُ فيه، غما أن يكون أحق به مني، وإما أن يكونُ حقِّي تركتُه لله، عزَّ وجلَّ، ولإصلاح أمةِ مُحمَّدٍ، صلَّى الله عليه وسلم، وحقن دمائِكم"، ثم التفت إلى معاوية، وقالَ: "وإن أدري لعله فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ". 
فأصيب معاوية بالوجوم، وقال لابن العاص: ما أردتَ إلا هذا".

مغادرة الكوفة

بعد إتمام الصلح، غادر الحسن وأهلُ بيته الكوفة وتوجهوا إلى المدينة، فحزن الناسُ، وبكوا على فراقه، فقيل للحسن: ما حملك على ما فعلت؟! فقال: "كرهتُ الدنيا، ورأيتُ أهلَ الكوفة قوما لا يثقُ بهم أحدٌ أبدا إلا غُلِب، ليس منهم أحدٌ يوافق آخر فى رأي ولا هوى، مختلفين لا نيةَ لهم فى خيرٍ ولا شرٍّ، لقد لقيَ منهم أبى أمورا عظاما، فليت شعري لمن يصلحون بعدي، وهم أسرع الناسِ خرابا".

حدد الحسنُ عدَّة شروطٍ قبل عقدِ الصلح، وهي أن تكون الخلافةُ من بعد معاوية للحسن، وليس لمعاوية أن يعهد بالخلافة إلى أحد غيره، كما اشترط عليه الكَفَّ عن الإساءةِ للإمام عليّ بنِ أبى طالب، وأن يدفعَ معاوية إلى كل ذي حق حقه.


لكن معاوية خالف تلك الشروط، وبدأ فى التخطيط لاستخلاف ابنه يزيد من بعده، وكان له ذلك.

وفاته

وقد توفي الإمامُ الحسينُ سنة تسع وأربعون من الهجرة، ويقالُ 50 من الهجرة.
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أنه مات مسمومًا بمؤامرة نفذتها زوجته جعدة بن الأشعث، بهدف إزاحته عن الحُكْم.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية