حكاية أفقر رئيس في العالم.. يتبرع بـ 90 % من راتبه للجمعيات الخيرية.. لا يمتلك حسابات مصرفية وسجن 14 عاما.. ومبدأه: "من يعشق المال لا مكان له في السياسة"

سلطت العديد من وسائل الإعلام العالمية على مدار الساعات الماضية الضوء على رئيس أورجواي الأسبق خوسيه موخيكا، وذلك بعد حديثه مع مجلة "بوسكيدا" الذي أكد خلاله أنه يعاني من سرطان المريء.

موخيكا يرفض تلقي العلاج من السرطان 

وقال موخيكا خلال اللقاء الصحفي: "أنا أموت.. سرطان المريء يؤثر الآن في  كبدي، ولا يوجد شيء يمكن أن يوقفه.. لماذا؟ أنا عجوز وأعاني من مرضين مزمنين".

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على حياة  خوسيه موخيكا الملقب بأفقر رئيس في العالم، والذي تولى رئاسة أورجواي لفترة واحدة من 2010 إلى 2015.

نشأة خوسيه موخيكا 

اشتهر موخيكا بكونه مناضلا ثوريا كبيرا وله شعبية كبيرة وسط طبقة الفقراء في الأوروجواي، وعرف عنه تواضعه وزهده في مظاهر السلطة تطبيقا للمبدأ القائل "من يعشق المال لا مكان له في السياسة".

ولد  خوسيه موخيكا في  20 مايو 1935 بالعاصمة مونتيفيديو، من أب ينحدر من أصل إسباني وأم من أصل إيطالي، توفي والده عندما كان في الـ 8 من عمره، واضطر للعمل بمهن صغيرة لمساعدة أسرته على تغطية نفقاتها.

أما عن حياته التعليمية، فتلقى  خوسيه موخيكا تعليمه الابتدائي والثانوي بمونتيفيديو، ثم درس في مدرسة القانون التابعة لمعهد ألفردو باسكيث إسيبيدو، لكنه انقطع لاحقا، ومارس رياضة سباق الدراجات الهوائية منذ سن الـ13 إلى الـ17 من العمر، ومثل العديد من النوادي الرياضية.

بداية حياة موخيكا في السياسة 

وبدأت حياته السياسية خلال فترة الشباب عندما عمل مع  إنريكي بلانكو آرو، مؤسس حزب الوحدة الشعبية، والتقى الزعيم الثوري تشي جيفارا في كوبا بعد الثورة، وانضم لجماعة توباماروس.

وخلال فترة رئاسته اعتنى المجال الاقتصادي على قطاع الأعمال والاستثمارات الأجنبية، وذلك على الرغم من قناعاته وماضيه اليساري الثوري، وذلك خلافا لسابقيه الذين تبنوا منهجا اشتراكيا، معتبرا أنه رغم مجهوداته الكبيرة في محاربة الفقر، فإنه لم يستطع القضاء عليه بشكل كامل في البلاد.

بدأ حياته في السياسة متمردا ومقاتلا ثوريا بالفترة ما بين 1960 و1970 كعضو سابق بالجماعة -التي استلهمت فكرها من الثورة الكوبية- وشارك بعمليات مسلحة وتعرض لإصابات مختلفة بالرصاص.

نشأ كمعارض وانضم للجماعات المسلحة 

وفي عام 1971 اعتقلته السلطات في أوروجواي وقضى بالسجن 14 عاما حتى 1985 بعد عودة البلاد للنظام الديمقراطي، واستأنف حينها العمل السياسي السلمي، وساهم عام 1989 في تأسيس "حركة المشاركة الشعبية" وانتخب عام 1999 عضوا بمجلس الشيوخ، وعين وزيرا للزراعة بالفترة ما بين أعوام 2005- 2008.

وفي عام 2009 ترشح خوسيه موخيكا في الانتخابات الرئاسية باسم حزبه "الجبهة العريضة"، وفاز في الدورة الثانية وأعلن رئيسا للبلاد بالأول من مارس 2010.

وخلال فترة رئاسته  وافق على إقرار قانون يبيح الإجهاض، وآخر يقنن بيع القنب الهندي. 

وصنفت أوروجواي في عهده من قبل منظمة الشفافية الدولية على أنها البلد الأقل فسادا بأمريكا اللاتينية.

ويؤمن خوسيه موخيكا بأهمية الاستثمار في التعليم لتحقيق تطور الشعب، قائلا إن "الشعب المتعلم لديه أفضل الخيارات في الحياة، ومن الصعب أن يتعرض لمكائد أو خداع الفاسدين".

وحظي خوسيه موخيكا بالتقدير بعد ما أعلن عن  استعداد بلاده لاستقبال مئة يتيم سوري ممن أجبروا على اللجوء للبلدان المجاورة لـ سوريا برفقة بالغين من ذويهم، وذلك بمنزله الصيفي.

ويتميز خوسيه موخيكا  بصراحة في خطبه حيث انتقد علانية عام 2012 بمؤتمر "ريو +20" النزعة الاستهلاكية المتفشية بالبلدان الغنية، وطالب في الأمم المتحدة بـ نيويورك عام 2013 ممثلي الدول بالكف عن الذهاب إلى مؤتمرات القمة المكلفة والمسرفة التي لا تحقق شيئا.

رفض تقاضي راتبا تقاعديا 

ويرجع سبب تصنيفه كأفقر رئيس في العالم، لأنه  لا يحتفظ سوى بـ10% من راتبه، الذي يبلغ شهريا 12 ألفا وخمسمئة دولار أمريكي، ويتبرع بالباقي لفائدة الجمعيات الخيرية.

ولا يمتلك خوسيه موخيكا  أية حسابات مصرفية ولا ديون، وأغلى شيء لديه وفق تصريحه هو سيارته القديمة من طراز "فولكفاغن بيتل" التي تقدر قيمتها بـ 1945 دولارا.

وخلال ظهوره الأخير مع مجلة "بوسكيدا" أكد خوسيه موخيكا رفضه تلقي المزيد من العلاج من مرض السرطان.

وقال موخيكا: "أن جسده لا يتحمل الجراحة أو العلاج الكيميائي وودع جمهوره ومحبيه خلال هذا اللقاء".

ويخطط موخيكا لقضاء أيامه الأخيرة في المزرعة التي عاش فيها خلال فترة ولايته الرئاسية 2010-2015، مشيرا إلى أنه سيواصل العمل حتى النهاية، تاركا وراءه صورة الشخص المتواضع والمجتهد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.