فيلم أنا حرة.. أثار جدلا بسبب دعوته إلى الحرية الزائدة.. وإحسان عبد القدوس: يتناول قضية التمرد على المجتمع بتقاليده التي عفى عليها الزمن.. وأنا أدافع عن كرامة المرأة
وصف الأديب عباس العقاد الأديب الكبير إحسان عبد القدوس - رحل فى 12 يناير عام 1990 - ببائع الحب وأديب الفراش، وأطلق على أدبه أدب الفراش، فكلماته وإبداعاته ما زالت راسخة في الأذهان، هو من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد العذري وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية، ومن أشهر كتاباته: أنا حرة، الخيط الرفيع، أنف وثلاث عيون، البنات والصيف.
عالج إحسان عبد القدوس من خلال قصصه "أنف وثلاث عيون، أنا حرة، البنات والصيف، الخيط الرفيع "موضوعات اجتماعية واقتصادية يعانى منها المجتمع بعد الثورة، وبعد تطبيق النظام الاشتراكي وأصبح الفلاحين ملاكا فى الأراضى مركزا على التغيرات السلبية التى طرأت على المجتمع الجديد من انحلال أخلاقى وقيمى.
رواية “أنا حرة" تثير جدلا في المجتمع المصري
تعرض الأديب إحسان عبد القدوس مؤلف الروايات الرومانسية المتعددة للهجوم والاتهام بالانحلال والعبث والدعوة إلى التمرد على الأصول والعادات خاصة مطالبين بمحاكمته عام 1954 خاصة بعد صدور قصته "أنا حرة" التي أثارت جدلا واسعا عند نشرها مسلسلة فى مجلة روز اليوسف، والغريب أن والدة إحسان عبد القدوس السيدة روز اليوسف كانت رافضة لنشر هذه الرواية الوحيدة التي وجدت فيها خروجا على المألوف.
وعند إصدار الرواية فى كتاب اضطر الأديب إحسان عبد القدوس إلى إضافة فقرة فى مقدمة الرواية يقول فيها: إنى لا أستطيع تغيير أى شىء فى تسلسل الرواية لأنى لا أريد أن أشوه الحقيقة وهذه النوعية من القصص تصور حقيقة الإنسان، وأرجو من القارئ ألا يحكم على العمل قبل أن يفهمه لأنى أريد أن يصل القارئ معى إلى الفكرة وإلى الحقيقة التى يرسمها أبطال الرواية وبعد ذلك اقتنعوا أو لا تقتنعوا، واكد انه لم يكتب الرواية كأديب لكنه كتبها كصحفى وهى قصة منتزعة من حياته في حى العباسية ومن شخصيات عرفها وآراء كان وما زال يؤمن بها.
وفى مثل هذا اليوم 11 يناير عام 1959 قدم مخرج الواقعية صلاح أبو سيف رواية "أنا حرة" فى فيلم سينمائى كتب له السيناريو الأديب نجيب محفوظ وكتب الحوار السيد بدير، وقام ببطولته لبنى عبد العزيز وشكرى سرحان وحسين رياض والوجه الجديد حسن يوسف لأول مرة.
وكما أثارت قصة إحسان عبد القدوس "أنا حرة" الرأى العام عند نشرها بالمجلة أثير جدلا واعتراضا واسعا على الفيلم الذى يدعو إلى الحرية الزائدة، ولكن نجح الفيلم وزادت مدة عرضه بالسينما.
ويدور فيلم أنا حرة حول "أمينة زايد" الفتاة المتمردة على نظرة المجتمع التي أدت دورها لبنى عبد العزيز وكافحت من أجل الحصول على حريتها بالتعليم والعمل ولكنها حين وصلت إلى ما تريد تكتشف أن هناك معنى أعمق للحرية بعد أن أحبت الصحفى الثورى شكرى سرحان.
شروط لبنى عبد العزيز للاشتراك في فيلم “أنا حرة”
تعلق لبنى عبد العزيز على ما أثير حول الفيلم أن المؤلف إحسان عبد القدوس اختارها هي بالذات لقرب شخصيتها من شخصية أمينة واشترطت على المخرج صلاح أبو سيف أن يتصدر اسمها الأفيش قبل شكرى سرحان الذى كان في ذلك الوقت أكثر منها شهرة ونجومية، وأضافت: الفيلم غير من وجه المرأة المصرية على الشاشة، ولم تعد مقهورة، وفى نفس الوقت حافظ على تقاليدنا الشرقية، وكان كل ما فعلته أمينة بتشجيع واقتناع من والدها وهذا يكفى، وبعد أن كانت المرأة تمشى وراء المجتمع، أصبحت لها حقوق كما عليها واجبات.
ردا على ما أثير حول فيلم "أنا حرة"، كتب إحسان عبد القدوس مقالا قال فيه: كان يمكننى أن أتجنب كل هذه المتاعب وهذه الاتهامات بالانحلال وسوء الخلق لو أنى رفعت بضعة سطور قصة أو عدلت تعديلا بسيطا فى نهاية قصة "أنا حرة" لكنى صممت أن تبقى "أنا حرة" فى اختيار نهايتها، فهى رواية تتناول قضية التمرد على المجتمع بأعرافه وتقاليده التى عفى عليها الزمن، وبطلة الرواية فتاة بسيطة تحاول ممارسة بعض الأمور العادية لكن يقابل ذلك القمع من جهة أهلها بصورة مبالغ فيها إلى أن تقرر البطلة التمرد على الأوضاع والانطلاق فى مسيرة حياتها، ذلك لأنى لا أريد أن أشوه الحقيقة خاصة وأن هذه القصص والروايات تصور حقيقة الإنسان، فكلما ارتقى الإنسان استطاع أن يواجه حقيقة نفسه، وكلما ظل الإنسان متأخرا يظل يهرب من الحقيقة لكن الحقيقة تلاحقه إلى أن تنتصر عليه، ولذلك أرجوكم افسحوا الطريق.. إن الحقيقة تتقدم.
إحسان عبد القدوس: أنا أدافع عن كرامة المرأة
ويقول إحسان عبد القدوس أيضا: الفرق هائل بين قصة تدنس شرف المرأة،وقصة تصفع جهل بعض الأسر لتفهم واجبها نحو عملية البناء النفسي السليم لبناتهن.. أنا إذن مدافع عن كرامة المرأة.. ولست هادما أو فاضحا لهذه الكرامة.
والغريب أن السيدة روز اليوسف والدة المؤلف إحسان عبد القدوس لم تعترض على أي من قصص ابنها إحسان عبد القدوس سوى على نهاية رواية "أنا حرة "واعتبرتها غير منطقية فكيف تعيش هذه الفتاة الطموحة المتمردة الباحثة عن شخصيتها ثماني سنوات مع رجل بدون زواج وحصرت نفسها في هذه العلاقة فقط.
وقالت روزا اليوسف والدة إحسان عبد القدوس فى مذكراتها: لا أذكر أن إحسان خالفنى فى الرأى فنحن متفقان فى الآراء السياسية وإن اختلفنا فى التفاصيل، وأحيانا تثور بيننا المناقشات فى الأمور اليومية وفى كتاباته أحيانا، وأتذكر مناقشة مع ابنى بمناسبة كتابته رواية "أنا حرة" التى قدم فيها صورة فتاة ذكية قوية الشخصية متمردة على أوضاع المرأة جاهدت حتى تعلمت وتخرجت وتنتهى بها المطاف إلى أنها وهبت نفسها لرجل فى النهاية.
وأضافت السيدة روزا: “اختلفت مع ابنى إحسان عبد القدوس فى نهاية الرواية ورفضت أن تنتهى حياة هذه الفتاة بهذه الصورة غير المنطقية التى رسمها لكنى أترك للقارئ الحكم على نهاية الرواية”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا