ملامح لبنان الجديد بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا.. احتكار السلاح يمثل أولوية المرحلة.. وإعادة الثقة في الاقتصاد الوطني
في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان، جاء انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، لينهي عامين من الشغور الرئاسي الذي ألقى بظلاله على مؤسسات الدولة واقتصاد البلاد.
هذا الانتخاب يمثل نقطة انطلاق نحو إعادة صياغة المشهد السياسي اللبناني وبناء رؤية جديدة لمستقبل الوطن الذي أنهكته الأزمات المتتالية.
تحديات الإرث الثقيل
لا شك أن جوزيف عون يبدأ عهده بمواجهة إرث ثقيل من التحديات، خاصة أن لبنان يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية خانقة، وصراعات سياسية حادة، وتدخلات إقليمية ودولية متشابكة. هذه التحديات لا تقف عند حد إصلاح الاقتصاد، بل تتطلب إعادة بناء الثقة بالمؤسسات الدستورية، ومواجهة هيمنة القوى الخارجة عن سلطة الدولة، ووضع حد للاقتتال السياسي الذي يشل الحركة الوطنية.
أولويات العهد الجديد
منذ لحظة انتخابه، وضع الرئيس الجديد معالم واضحة لأولويات عهده، وفي خطاب القسم، أكد جوزيف عون أن الدولة وحدها يجب أن تحتكر السلاح، مشددًا على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف والدستور اللبناني كأسس لإعادة بناء الدولة، كما تعهد بتشكيل حكومة قادرة على تجاوز نظام المحاصصة الطائفية الذي كان أحد أبرز معوقات تحقيق التغيير.
تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية يمثل اختبارا حقيقيا للرئيس الجديد، فاللبنانيون يأملون في رؤية حكومة تعمل على تحقيق الإصلاحات المطلوبة لإعادة هيكلة النظام المصرفي، وتحقيق الشفافية، وإنهاء الفساد المستشري الذي يهدد مستقبل البلاد.
موقف المجتمع الدولي
المجتمع الدولي، بدوره، كان شريكًا رئيسيًا في تسهيل انتخاب جوزيف عون، فالقوى الدولية، بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، أكدت دعمها للبنان شريطة تنفيذ إصلاحات حقيقية، ودول الخليج، التي طالما كانت داعمًا اقتصاديًا رئيسيًا للبنان، شددت على أن أي مساعدات مستقبلية ستكون مشروطة بإصلاحات هيكلية شاملة.
هذا الدعم الدولي يمثل فرصة ثمينة للبنان، ولكنه في الوقت ذاته يُلقي بثقل إضافي على كاهل الرئيس الجديد الذي يجب عليه تحقيق توازن دقيق بين تلبية تطلعات الداخل ومتطلبات الخارج.
الواقع السياسي الجديد
مع انتخاب جوزيف عون، يبدو أن لبنان دخل مرحلة جديدة تعيد رسم خارطة النفوذ السياسي داخليًا وخارجيًا.
هيمنة "محور الممانعة" بقيادة حزب الله بدأت بالتراجع تحت ضغط المتغيرات الإقليمية والدولية.
سقوط النظام السوري، الحليف الرئيسي لحزب الله، أضعف قدرة الحزب على فرض إرادته السياسية بشكل كامل.
انتخاب عون يشير أيضًا إلى رغبة داخلية في التغيير، خصوصا أن الرئيس الجديد جاء بدعم واسع من قوى سياسية متنوعة، بما في ذلك معارضون سابقون لتحالفات القوى التقليدية. هذا الانتخاب قد يُشكل بداية لتحول في المشهد السياسي اللبناني نحو نموذج يعتمد على الكفاءة والشفافية بدلًا من المحاصصة الطائفية.
استشراف المستقبل
على الرغم من التحديات الجسيمة، يبدو أن لبنان أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة. التغيير لن يكون سهلًا أو سريعًا، لكنه ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية والشعبية لتحقيقه.
وفيما يخص رؤية لبنان الجديد فهي تتطلب تعزيز السيادة الوطنية من خلال استعادة احتكار الدولة للسلاح، وإنهاء النفوذ السياسي للمليشيات، وإعادة بناء الاقتصاد عبر تنفيذ إصلاحات مالية ومصرفية شاملة، والانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج،وتعزيز المؤسسات الدستورية من خلال تشكيل حكومة كفاءات تعمل بشفافية وتحظى بثقة الداخل والخارج، والالتزام بالقرارات الدولية خصوصًا القرار 1701 الذي يُعزز استقرار الجنوب اللبناني، ويضع حدًا للتوترات الحدودية وأخيرا تحقيق العدالة الاجتماعية عبر مكافحة الفساد، وضمان حقوق المواطنين في الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والكهرباء.
الأمل في التغيير
نجاح الرئيس الجديد يعتمد بشكل كبير على مدى استجابة القوى السياسية لرؤية التغيير التي يحملها، فالشعب اللبناني، الذي تحمل أعباء الأزمات لعقود، يُمثل الحليف الأهم في تحقيق هذا التغيير، والوحدة الوطنية ودعم القيادة الجديدة هما الركيزتان الأساسيتان لبناء لبنان الجديد.
مع انتخاب جوزيف عون، يبدو أن لبنان بدأ رحلة جديدة نحو الاستقرار والازدهار. لكن الطريق طويل وشاق، ويتطلب تضافر الجهود على كل المستويات. الأمل موجود، لكنه يحتاج إلى عمل جاد ومستمر لتحويله إلى واقع ملموس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا