رئيس التحرير
عصام كامل

زمن الخيارات المحدودة.. سيناريوهات تعامل ترامب مع الحوثيين في ظل التصعيد مع إسرائيل.. الرهان على القوة العسكرية والعقوبات

ترامب، فيتو
ترامب، فيتو

مع تصاعد التوترات بين الحوثيين وإسرائيل وتزايد التهديدات المتبادلة بين الطرفين، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في صياغة استراتيجية للتعامل مع هذه الأزمة، خاصة مع قرب عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. 

التصعيد الأخير الذي شمل هجمات حوثية على أهداف إسرائيلية، وتلويح الأخيرة بالرد العسكري يجعل الخيارات أمام ترامب معقدة ومتعددة، إذ يتعين عليه الموازنة بين مواجهة الحوثيين وتأمين مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية

صحيفة جونسون بوست نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب، المعروف بمواقفه الصارمة تجاه إيران وحلفائها، قد يميل إلى اعتماد سياسات أكثر تشددًا تجاه الحوثيين، ويشمل ذلك إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو إجراء سبق أن اتخذته إدارته في أواخر ولايته الأولى قبل أن تلغيه إدارة الرئيس جو بايدن لاحقًا. خطوة كهذه تهدف إلى تشديد الضغوط الدولية على الحوثيين، وتجفيف مصادر تمويلهم، وفرض عزلة دبلوماسية عليهم.

التضامن مع الشعب الفلسطيني 

في سياق متصل، يتزايد القلق الدولي بشأن تصعيد الهجمات الحوثية على إسرائيل، والتي تأتي في إطار ما يصفه الحوثيون بـ"التضامن مع الشعب الفلسطيني". السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، حذر الحوثيين من مواجهة مصير مشابه لحزب الله وحماس إذا استمرت هجماتهم، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتردد في استخدام القوة. من جانبه، رد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بتأكيد أن إسرائيل "عاجزة عن ردعهم"، مشددًا على أن ضرباتها العسكرية الأخيرة كانت غير فعالة.

على الرغم من ذلك، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعقيد التحدي الحالي، لا سيما في ظل الدعم الإيراني المستمر للحوثيين. هذا الدعم يتضمن تهريب الأسلحة المتطورة إلى اليمن عبر شبكات معقدة، وهو ما أكدته تقارير أممية تشير إلى انتهاكات واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي. الدعم الإيراني يعزز من قدرات الحوثيين ويمنحهم أدوات تمكنهم من تهديد أمن المنطقة، بما في ذلك الملاحة في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية العالمية.

الهجمات الحوثية على السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، والتي استُخدمت فيها صواريخ إيرانية الصنع، زادت من المخاطر التي تهدد حركة الملاحة البحرية. هذا التصعيد أجبر العديد من السفن التجارية على تغيير مسارها باتجاه رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري. أندرو تابلر، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن حماية الملاحة في البحر الأحمر تُعد أولوية قصوى لأي إدارة أمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى استخدام القوة العسكرية إذا استمر الحوثيون في تهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

خيارات محدودة

أمام هذه التطورات، تبدو إدارة ترامب، حال عودتها، أمام خيارات محدودة لكنها حاسمة؛ الخيار الأول يتمثل في تعزيز العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، بما يشمل عزلهم ماليًا وقطع إمداداتهم العسكرية القادمة من إيران، والخيار الثاني هو اللجوء إلى ضربات عسكرية محدودة تستهدف مواقع استراتيجية للحوثيين، خاصة تلك المرتبطة بإطلاق الصواريخ وتهريب الأسلحة، أما الخيار الثالث، وهو الأقل ترجيحًا، فيتمثل في التفاوض مع الحوثيين بشروط صارمة لوقف التصعيد وتأمين الملاحة البحرية.

إلا أن أي استراتيجية أمريكية للتعامل مع الحوثيين لا يمكن فصلها عن سياق المواجهة الأوسع مع إيران، إذ تعتبر طهران الممول الرئيسي للحوثيين، ويُنظر إلى دعمها لهم كجزء من سياستها الإقليمية الهادفة إلى توسيع نفوذها. تحقيق تسوية شاملة مع إيران، سواء فيما يتعلق ببرنامجها النووي أو دعمها لجماعات مسلحة كالحوثيين، يبقى التحدي الأكبر الذي قد يعوق أي نجاح أمريكي في إدارة الأزمة الحالية.

في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى العودة إلى القوة العسكرية وسيلة ترامب المفضلة لاستعادة النفوذ الأمريكي في المنطقة. ولكن يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع هذه السياسات أن تحقق نتائج مستدامة، أم أنها ستُدخل المنطقة في دوامة جديدة من التصعيد؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية