وحيد حامد.. قدم 86 فيلمًا ومسلسلًا ومسرحية.. ثنائيته مع عادل إمام أبرز محطاته.. تلقى تهديدات بعد "طيور الظلام".. واليوم تحل ذكراه الرابعة

وحيد حامد كاتب مصري كبير، اصطدمت أغلب أعماله السينمائية مع الرقابة وفى المحاكم، حيث دار حولها جدل وانتقاد واسع، ونظرًا إلى جرأة كتاباته تمكن من معالجة قضايا البسطاء والفساد في السينما والتليفزيون بجرأة، بدأ مسيرته الأدبية والفنية بكتابة القصة القصيرة والمسرحية في بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية، فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون والسينما، حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات، وقام أيضًا بكتابة المقال السياسي والاجتماعي في أكثر الصحف انتشارًا، ورحل في مثل هذا اليوم عام 2021.

قدم السيناريست وحيد حامد خلال مسيرته الفنية 86 عملًا فنيًّا عرضوا على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، ما بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات ومسلسلات إذاعية، في مسيرة حافلة بالأعمال الفنية القيمة التي نالت إشادة الجميع ما بين جمهور ونقاد، كان هناك من بينها عدد من الأعمال التي علقت في ذهن الجمهور، واحتلت مكانة كبيرة في قلوبهم ووجدانهم، وما زالت لها قيمتها الكبيرة حتى يومنا هذا، حتى مع تغير الظروف وتقدم الزمن خاصة تلك الاعمال الناجحة التي حصلت على جوائز عديدة ستظل علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية.

القصة القصيرة كانت البداية 

بدأ مشواره الأدبى بكتابة القصص القصيرة والمسرحية، ثم انتقل للكتابة للإذاعة المصرية، فقدم الكثير من الأعمال الفنية سواء في الشاشة الصغيرة والسينما، ومن أبرز أعماله السينمائية "طائر الليل الحزين"، "الهلفوت"، "غريب في بيتي". أما عن أعماله الدرامية فقدم "شياطين الليل"، "البشاير"، "الجماعة" وغيرها من الأعمال الأخرى.

ولد السيناريست وحيد حامد عام 1944  بمركز منيا القمح بالشرقية، بدأ رحلته الفنية بالقاهرة منذ عام 1963، ويرجع الكاتب الراحل وحيد حامد، الفضل دائمًا فيما وصل إليه من نجاح إلى نصيحة الأديب يوسف إدريس، فبعد أن أصدر مجموعته القصصية الأولى "القمر يقتل عاشقه" عام 1971، أهداه إياها ليقرأها فنصحه الدكتور يوسف إدريس بالاتجاه الى الدراما، وبدأ بتأليف مسلسلات فى الإذاعة ونجح فيها، وفي رصيده منها: الفتى الذي عاد، بلد المحبوب، ولادك يا مصر، قانون ساكسونيا، طائر الليل الحزين"، وغيرها.

طائر الليل الحزين فى السينما والإذاعة 

عرض للكاتب وحيد حامد مسلسل بالإذاعة باسم "طائر الليل الحزين"، وحقق إقبالًا كبيرًا من مستمعي الإذاعة، فاستثمر هذا النجاح واعد لنفس القصة سيناريو سينمائي عرض على الشاشة الكبيرة عام 1977، ليبدأ مسيرة فنية امتدت سنوات طويلة، إذ حقق العمل نجاحًا كبيرًا لجرأة تطرقه إلى فساد القضاء، وتتوالى أعماله الناجحة بين السينما والتلفزيون وقليل من المسرحيات، وكانت أنجح أعماله الفنية مع المخرج شريف عرفة والفنان عادل إمام فكون معهما ثالوثًا فنيًّا قدم من خلاله أفلام: طيور الظلام، الإرهابي، الهلفوت، الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار وغيرها.

 

من أشهر أعمال وحيد حامد في السينما د: غريب في بيتي، والبريء، والراقصة والسياسي، والغول، واضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة، كما برع في معالجة القضايا السياسية في السينما وتناولها بجرأة يحسد عليها قادته في بعض الأحيان إلى القضاء، ومنها: البريء، معالي الوزير، الراقصة والسياسي، والنوم في العسل وغيرها.

وفى الدراما قدم مسلسلات: البشاير، والعائلة، والدم والنار، وأوان الورد، والجماعة بجزأيها الأول والثاني ولم يمهله القدر لتقديم الجزء الثالث.

وعلى مدى سنوات طويلة اعتاد الكاتب الكبير وحيد حامد إنجاز كتاباته في أحد الفنادق على النيل في ركن ثابت كان يتواجد فيه يوميًّا، وخرجت من هذا المكان معظم أعماله الأدبية والفنية، عن هذا الاختيار يقول وحيد حامد: “أنا ابن الشارع، وإذا كنت بقعد في الفندق، فأنا بقعد عشان اشتغل وأبص للنيل، واتعودت إن أنا أنزل أشتري حاجتي بنفسي وأنا متعود أقعد في الترابيزة في القهوة اللي في الفندق علشان أكون قريب من الناس وأنا شخصياتي كلها اللي كتبتها مستوحاة من أشخاص حقيقية في الشارع، وحصل بيني وبين العاملين في المكان صداقة ممتدة، وارتباطي بالمكان ده جزئي زي ما بترتبط بالوطن، وهو مكان عام بشوف فيه ناس متجددة وبلتقي بناس من نماذج مختلفة، عالم الفندق كبير بس الشاطر اللي ينقي منه”.

فضح سياسات الإرهاب في أفلامه 

انتقد الكاتب وحيد حامد منهج التطرف وفضح سياسات التطرف والإرهاب في عدد من أعماله منها: الإرهاب والكباب، الذى انتقد فيها البيروقراطية والروتين والتي سرعان ما يمكن أن تحول الموظف المسالم المثالي إلى إرهابي متطرف، وفي فيلم "دم الغزال" وكيف تحول فيه الطبال الفقير إلى أمير للجماعة بسبب قصة حب فاشلة.

ونظرا إلى قربه من ملفات شائكة بكتابة أعمال فضحت نوايا الجماعة عبر شاشة السينما والتليفزيون بشكل بسيط يفهمه الجميع، من أجل ذلك عندما أعلن عن رحيل الكاتب وحيد حامد في مثل هذا اليوم 2021 حتى بدأت قنوات الجماعة الإرهابية ومواقع التواصل الاجتماعي في إعلان شماتتها في رحيله والهجوم عليه، وكان الكاتب الكبير قد تلقى تهديدا قبل رحيله من قبل جماعة الإخوان بسبب أعماله الفنية التي انتقدتهم، وانتقدت أفكارهم  خاصة في فيلم طيور الظلام الذي لعب بطولته الفنان عادل إمام، كما أعلن ذلك ابنه المخرج الشاب مروان حامد.

حول هذا الاتجاه فى الكتابة يقول الكاتب وحيد حامد: “أنا أتعامل مع الكتابة مثل صيد السمك، أعتمد على ذراعي لتوفير لقمة العيش، ولا أعمل لصالح أحد، أقف في وجه الإرهاب من أجل الناس، وأنتقد السلطة أيضًا من أجل الناس بكشف مفاسدها”.

فى حياته وقبل الرحيل كرم مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 42 بمنحه جائزة "الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر"، فكان آخر ظهور للكاتب الكبير أثناء تكريمه وذلك تقديرًا لمسيرته المهنية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، قدم خلالها للجمهور المصري والعربي أعمالًا فنية خالدة. 

وداع على خشبة المسرح

وأثناء التكريم وبمجرد صعوده الكاتب الكبير وحيد حامد على خشبة المسرح وهو في شدة مرضه ظهر كما لو كان يودع جمهوره في ذلك اليوم، حيث قال أثناء تكريمه: “أنا بشكر حضراتكم جدًا، علشان أنتوا من عشاق السينما، إلى أنا حبيتها بقدر كبير جدًا من الإخلاص والتفاني، وأعتقد أنكم ممكن تفتكروني بأفلام أسعدتكم بقدر ما أنا بشكر كل الذين تعلمت منهم، وكل واحد اتعلمت منه أو علمني، هما كتير علشان المشوار طويل، وكان من الصعب جدًا إن أنا أقف في مكاني ده لولا حبكم، ولولا دعمكم”.

أعمال لم ترَ النور 

رحل الكاتب الكبير وحيد حامد، لكن تبقى أعماله خالدة، وينتظر الجمهور تنفيذ سيناريوهات أنجزها ولم ترَ النور وهي العبّارة، الملك فاروق، الصحبة الحلوة، 34 يوم عن حرب 6 أكتوبر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.