إحسان عبد القدوس.. المدافع عن الجمال والحب والحرية والكرامة.. تعرض للسجن ومحاولات الاغتيال 7 مرات.. وهذا رأي نجيب محفوظ في أعماله
إحسان عبد القدوس، كاتب وأديب لقب بصانع الحب، هو أحد أهم الشخصيات الأدبية والفكرية في تاريخ مصر الحديث، كانت مدرسته الصحفية هي مدرسة النقد السياسي والاجتماعى، مدرسة الدفاع عن الحرية والديمقراطية والتصدي للفساد والرجعية، مدرسة في الكتابة الصحفية عالجت قضايا عامة تمس مصالح المواطن، بل كان مؤسسة ثقافية قائمة بذاتها. تسببت كتاباته في أزمات وزارية وسقوط حكومات، ومن أشهر قضاياه الأسلحة الفاسدة.
مدرسة إحسان عبد القدوس الأدبية هي مدرسة الرفض للقيود، فهي تسمح بالبوح وقامت على الدفاع عن الجمال والحب والحرية والكرامة، تتفق معه وتختلف حول تحقيق صحفي أو مقال أو قصة إلا أنك فى النهاية تعترف بأنه مدرسة شديدة التميز في كتاباته الصحفية والروائية والقصصية. رومانسيا شديد الرقة. عبر عن مشاعر حواء كما لم يعبر أحد فأطلق عليه نجيب محفوظ "قاسم أمين الأدب العربي".
حفيد العالم الأزهري
ولد الكاتب والروائي الكبير إحسان عبد القدوس في مثل هذا اليوم الأول من يناير عام 1919 في مدينة القاهرة، فنشأ في أسرة جمعت بين المتناقضات فجده الشيخ رضوان العالم الأزهري ورئيس المحاكم الشرعية، بينما والدته ووالده على النقيض منه فقد عشقا الفن وعملا به، فوالدته الصحفية والفنانة روز اليوسف، ووالده الفنان صاحب الدم الخفيف محمد عبد القدوس، تخرج في كلية الحقوق عام 1942.
ويحكي الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس عن بدايته في كتاب (مذكرات ثقافة تحتضر) من خلال حوار مع الأديب غالي شكري يقول: ولدت في مستشفى الدكتور سامي بالقاهرة، وافترقت أمي عن أبي قبل ولادتي بشهرين، وبعد شهور من ولادتي وضعني أبي الفنان محمد عبد القدوس في بيت جدي البيت الديني المحافظ لتربيني عمتي حتى حصلت على شهادة التوجيهية، وعندما دخلت الجامعة انتقلت للعيش مع أمي الفنانة الصحفية صاحبة الاسم اللامع التي تركت المسرح لتنشئ أول مجلة نسائية في الشرق هي السيدة فاطمة اليوسف.
فشل في البداية كمحامي
بدأ احسان عبد القدوس حياته محاميًا، ولعشقه للصحافة والكتابة فشل في عمل المحاماة، وحول ذلك يقول إحسان: والدي كان مهندسًا للطرق والكباري لكنه يعشق التمثيل، تعرف على والدتي روزا حين كان يقدم فاصلًا من المونولوجات على خشبة المسرح بالنادي الأهلى، جاء الحب والزواج واعترض الجد الأزهري على هذا الزواج وأصر والدي على الزواج وترك وظيفته وتفرغ للفن، أما أنا فكنت محاميًا فاشلًا لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة بالصراخ والمشاجرة مع القضاة بالمرح وإلقاء النكت وهو الأمر الذي أفقدني احترام القضاء وعدم تعاطفهم معي فودعت أحلامي لكي أكون محاميًا.
وأضاف إحسان عبد القدوس: كان جدى يعقد ندوات في بيته وأنا طفل صغير يحضرها رجال الأزهر وتضم دروسًا دينية، وكانت أمي تعقد ندوات يشترك فيها كبار الأدباء والشعراء والروائيين والسياسيين، وكانت صلتي بهم وثيقة وعن طريقهم كانت بدايتي الصحفية، فقد وجدت نفسي منذ وعيت في مجتمع يضم المشاهير والناجحين، ترأست تحرير مجلة روزا اليوسف وعمري 26 عامًا ثم استقلت لأبدأ السلم الصحفي مع أستاذي محمد التابعي في آخر ساعة والأخبار.
سجن ثلاث مرات وأربع محاولات اغتيال
يقول إحسان عبد القدوس: أجمل ما أعتز به هو أن لي دائما قراء في سن الصبا، السن التي تتأرجح بين العاشرة والعشرين، وكل جيل منهم يكبر ويصبح جيل زوجات وأمهات وآباء، وليس معنى هذا أن كل قرائي قراء قصص وخواطر اجتماعية من فئة الشباب، فقد كان فكري السياسي أيضًا يعتبر محرمًا وهو فكر كان يرتفع عن الواقع في سبيل التطلع إلى المستقبل لذلك كان مرفوضًا.. فقد تعرضت للكثير بسبب فكري، سجنت ثلاث مرات وتعرضت للاغتيال أربع مرات.
في ذكرى ميلاده عام 1961 كتب الأديب إحسان عبد القدوس كلمة في مجلة صباح الخير يقول فيها: يخيل إلي أن الناس تسكر في ليلة رأس السنة لا لتنسى العام الماضي، ولكن لتنسى العام القادم، أما أنا فإني لا أطمع في أن تجعل الناس يحبونني، ولكنى أطمع في أن تساعدني على حب الناس، ظللت سعيدًا لأني طفلًا لكني عندما ماتت أمي لم أعد طفلًا.
حاول المرشد العام لجماعة الإخوان ضم إحسان عبد القدوس إلى الجماعة بعدما التقاه لإجراء حوار شهير معه بعنوان (الرجل الذي يقود نصف مليون) حاول فيه إحسان التعرف على حقيقة الجماعة ومدى ثوريتها، لكنه يقول: لم أجد لدى الجماعة ما كنت أبحث عنه ولم أجد ما يقنعني سوى شخصية البنا نفسه رغم أني أخذت عليه محاولته اقتحام النصوص الدينية بشكل يحاول أن يفرض عليَّ الاستسلام لوجهة نظره؛ ذلك لأن إدخال ما لا يقبل الجدل في حوار بين طرفين فيه نوع من الإرهاب الفكري ويسلب الحوار حرية الحركة فرفضت كل محاولاته لضمي إلى الجماعة.
في مجلة صباح الخير عام 1961 وفي الأول من يناير ــ يوم ميلاده ــ كتب الأديب إحسان عبد القدوس كلمة بمناسبة عام جديد، قال فيها: يخيل إلي أن الناس تسكر في ليلة رأس السنة لا لتنسى العام الماضي، ولكن لتنسى العام القادم، وفي ليلة العام الجديد سأرفع رأسى إلى السماء، واهتف يارب، إني لا أطمع في أن تجعل الناس يحبونني، ولكنى أطمع في أن تساعدني على حب الناس.. اليوم عيد ميلادي.. وأنا حزين.. حزين لأن شيئًا لم يكبر فيّ سوى عمري، ورفضت أن أطفئ الشموع في عيد ميلادي.. إن سنوات عمري التي مضت لم تنطفئ.. لم تذهب، إنها لا تزال موقدة، لا تزال في حاضري.
الرصاصة لاتزال في جيبي
حصل عبد القدوس على العديد من الجوائز أبرزها جائزة أفضل قصة فيلم عن روايته الشهيرة التي تحولت إلى فيلم بطولي ناجح “الرصاصة لا تزال في جيبي”، وتوفي الكاتب الكبير في 11 يناير 1990.
كفاح من أجل الحرية
يلخص إحسان عبد القدوس نظرته إلى نفسه ونظريته كإنسان فيقول: عشت حياتى كلها أشعر بالوحدة بين الناس دون أن آخذ شيئًا من كفاحي إلا استمراري في الكفاح من أجل الحرية بكل أشكالها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا