فريد الأطرش.. 50 عامًا على رحيل ملك العود وأمير النغم الأصيل.. بدأ حياته مندوبًا للإعلانات.. عاش حياة ممزوجة بالصعوبات والأوجاع.. وهذا كشف حسابه الفني بالأرقام

فريد الأطرش.. ملك العود وأمير النغم الأصيل.. نشأ أميرًا ورفض أن يترك قلبه سلعة في سوق الحب.

مطرب شهير وأشهر من يعزف على العود من المطربين بالوطن العربى حتى لقب بـ “ملك العود” و"أمير النغم الأصيل"،  نشأ أميرًا عربيًّا، وأصبح أشهر عازف ومطرب في الوطن العربي، عاش حياة مليئة بالأوجاع، ورحل في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1974.

ولد الفنان فريد بن محمد بن فهد الأطرش الشهير بـ فريد الأطرش فى بلدة السويدا عاصمة الدروز عام 1916، وكان والده ضابطًا بالجيش، والتحق بمدرسة سان جوزيف ببيروت، ولما جاءت الثورة ضد الفرنسيين هرب مع أسرته والدته علياء المنذر وشقيقه فؤاد وشقيقته آمال التي أصبحت فيما بعد أسمهان إلى مصر عام 1924، هربًا من بطش الفرنسيين في جبل الدروز لتستقر بحي السكاكيني بالقاهرة، واضطرت إلى العمل بالغناء. 

درس فريد بالمدارس المصرية، والتحق بمعهد الموسيقى، وتتلمذ على يد الموسيقار رياض السنباطي ليتعلم العزف على العود.

عزفٌ على العود منذ صغره 

تلقى فريد الأطرش عرضًا من الصحفى حبيب جاماتي، وكان صديقا للعائلة للغناء في حفل بالجامعة أقيم من أجل الدروز في سوريا فوافق فريد وغنى، وكتبت الصحف في اليوم التالي “غنى فريد فأحكم الأوزانا.. والعود فاض عواطفا وألحانا”.

بدأ فريد الأطرش العمل في محطة شتال الأهلية، ومندوبًا للإعلانات، حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله، وكانت النتيجة فصله من المعهد.

يقول فريد الأطرش: “كنا فقراء معدمين، فألحقتني أمي بمدرسة الفرير المجانية بالخرنفش، وعشت فيها مع أقراني أعاني الفقر، وحين اكتشفت أن لي صوتًا جميلًا فكرت أن أكسب قوتي من عرق جبيني، خاصة وأني تعلمت العزف على العود من أمي منذ صغري، ثم انضممت إلى فرقة الأناشيد بالمدرسة وكنت أغني التراتيل ومنها إلى أغاني عبد الوهاب وحفظت معظم أغانيه، وفكرت بعدها أن أعمل ملحنًا ومطربًا في الصالات وعرضت نفسي على ماري منصور، وعملت بصالتها مقابل ثمانية جنيهات في الشهر.. بدأت التلحين، لكني كنت جبانًا لا أجرؤ على الاعتراف بأنني ملحن، وكنت أجرب ألحاني مع شقيقتي أسمهان وكنت أطرب لها لكني كنت في شك أن الطرب ليس من اللحن لكن من صوت أختى الساحر”.

تعرف فريد اللأطرش على الموسيقار مدحت عاصم، وكان مديرًا فنيًّا للإذاعة فساعده في الالتحاق بها عازفًا للعود، وكان يتقاضى جنيهًا واحدًا عن كل ساعة غناء، ليذيع فريد الأطرش أول قطعة من تلحينه "يا حب من غير أمل"، ثم غنى أغنية “يا ريتني طير لك من حواليك“ التي كانت سببًا في شهرته حتى إن المذيع حافظ عبد الوهاب كان يقدمه بقوله ”المطرب الذي قفز خلال عام إلى مصاف الكبار”.

فريد الأطرش أصبح أحد قمم الغناء العربي في سنوات قليلة، حتى إنه لحن أكثر من 300 أغنية وست قصائد غناها بالفصحى منها: “أضنيتني بالهجر، وعش انت، ولا وعينيك، عدت يا يوم مولدي، وردة من دمنا، لست وحدك”. إضافة إلى ثماني أوبريتات منها الربيع بل وأشهرها، وبساط الريح، كما قدم بصوته أكثر من 30 أغنية غناء فرديًّا.

“التنمية الثقافية” تحيي ذكرى مرور 50 عامًا على رحيل فريد الأطرش بقصر الأمير بشتاك

أسمهان.. أميرة الجبل التي تمردت على حياتها.. تعاونت مع أشهر الملحنين.. شاركت في بطولة فيلمين سينمائيين.. والغموض يكتنف لحظة النهاية

عرف فريد الأطرش بالحزن والخجل في حياته فإذا غنى فهو حزين وإذا مثل فأفلامه حزينة تنتهي بالهجر أو الخيانة، ويكفي أن تسمعه يقول “ابكى يا عين، أو يا قلبى يا مجروح، أو نجوم الليل دموع تبكى على”. فعن الحزن في حياته يقول: الحب هو عذابي في الحياة وهو المر الذي أشربه مكرهًا حتى أعيش وأنتج وأعطى للناس أنغامي المشحونة بدماء قلبي، فالفنان لا يستطيع أن يقدم للناس فنًّا نابعًا من القلب إذا لم يخفق هذا القلب بالحب، خاصة إذا كان هذا الفن هو الموسيقى التي هي مشاعر الفنان، وإذا كانت العواطف صناعية غير نابعة من القلب لن يتجاوب معها الجمهور، ولقد أصيبت بمرض القلب لأنى أذيب هذا القلب وأسيله في كل مقطع من مقاطع موسيقاي، وإذا كان الفنان الصادق يشقى بفنه فأنا أكثر الفنانين تعبا وشقاء.

جاءت الأربعينيات وقد أصبح فريد الأطرش نجمًا من نجوم السينما فتعاقد مع شركة أفلام النيل عام 1940 ليقوم ببطولة أول أفلامه "انتصار الشباب" مع شقيقته أسمهان من إخراج أحمد بدرخان، وتقاضى ثلاثة آلاف جنيه مناصفة مع أسمهان، ليقدم بعده فيلم "أحلام الشباب"، ثم توقف حزنًا على وفاة شقيقته، وعاد في الخمسينيات ليصبح نجمًا سينمائيًّا لمجموعة من الأفلام وفي 1945 قدمه بدرخان أيضًا في فيلم “شهر العسل” مع مديحة يسري ثم فيلم "ما أقدرش" مع تحية كاريوكا، و"آخر كدبة" و"تعالى سلم" مع سامية جمال، و"عايزة أتجوز" مع نور الهدى، "حكاية العمر كله" مع فاتن حمامة و"لحن حبي" مع صباح، و"عهد الهوى" مع مريم فخر الدين، و"إزاي أنساك" مع كريمة، و"زمان يا حب" مع زبيدة ثروت، و"نغم في حياتي" مع مرفت أمين الذي كان آخر أفلامه، وعرض بعد رحيل بطل الفيلم فريد الأطرش بشهور قليلة. 

15 وسامًا وقلادة ونيشانًا حصل عليها فريد الأطرش

حصل الفنان فريد الأطرش على  15 وسامًا وقلادة ونيشانًا، وكرمه الرئيس عبد الناصر بوسام الجمهورية، وحصل على وسام الخلود من فرنسا، وهو الفنان العربي الوحيد الذي حصل عليه وسبق أن حصل عليه الموسيقار بيتهوفن، ثم اختير أحسن عازف عود في تركيا فأصبح ملكًا للعود.

أزمة قلبية ووصية بالدفن في القاهرة 

عانى الفنان فريد الأطرش من الألم كثيرًا بسبب فشله المتكرر في قصص حبه، وأصيب بفتق في الحجاب الحاجز قبل وفاته بشهرين؛ مما جعل جزءًا من أمعائه يضغط على قلبه المريض، فسبب له حالة من الاختناق والألم، وأصيب بالذبحة الصدرية للمرة الخامسة في حياته، وأصيب بأزمة قلبية نقل على إثرها الى مستشفى الحايك ببيروت، ليرحل فريد الأطرش، في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر  1974.

وعليه تقرر نقل جثمان فريد الأطرش إلى القاهرة، نقل الجثمان بالطائرة برفقة خطيبته سلوى القدسي إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة، وفي يوم 28 ديسمبر يوم الجنازة نقل إلى جامع عمر مكرم، لكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببان في إلغاء الجنازة، وخرج الجثمان من باب بدروم المسجد في عربة رأسًا إلى مدافن البساتين في حضور عائلته وأصدقائه الفنانين، لتنتهي بعدها رحلة من الفن والدنيا جعلت من فريد الأطرش أسطورة النغم الشرقي الأصيل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.