صفقة ديسمبر.. تفاصيل المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة.. الإفراج عن عدد من الأسرى الصهاينة الأحياء فى المرحلة الأولى مقابل إطلاق فلسطينيين من السجون الإسرائيلية
“سوف أزور القاهرة والدوحة لسد الثغرات، وإدارة الرئيس جو بايدن، تريد التوصل لصفقة تبادل خلال شهر ديسمبر” بهذه الكلمات المقتضبة صرح مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان، عقب لقاء جمعه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الخميس الماضي.
وتابع سوليفان حينها، “لا أعتقد أن نتنياهو ينتظر وصول ترامب للسلطة من أجل عقد اتفاق الأسرى فى غزة، وحان الوقت للإفراج عن كل الأسرى فى قطاع غزة، وناقشت معه سبل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني”.
تصريحات المسئول الأمريكي، جاءت بعدما ألقت القاهرة حجرًا فى المياه الراكدة بخصوص مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار بالقطاع، واستقبلت العاصمة المصرية على مدار الأسبوع الماضي، وفدا إسرائيليا رفيع المستوى ضم رئيس الموساد، ديفيد برنيع، ورئيس الشاباك رونين بار، ونائبه، ورئيس الأركان فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسى هاليفي، كما شهدت القاهرة خلال الأسبوع نفسه وصول وفد من حركة فتح، والجهاد الإسلامي، واستبقهما وفد من حركة حماس.
تقدمت مصر بمقترح جديد لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلى على القطاع، الذى استمر لأكثر من عام وحصد أرواح عشرات الآلاف من الشهداء وآلاف المصابين، هذا المقترح الذى وصفته الكثير من التقارير أنه الأكثر مرونة ويراعى مخاوف حركة حماس وإسرائيل، وجاءت فكرة تشكيل لجنة إسناد لإدارة معبر رفح كركن ركين فى الاتفاق الجديد.
وتضمنت المبادرة المصرية، بندًا جديدًا كان يمثل عقبة فى المفاوضات بين الجانبين، وهو أن يتم فى المرحلة الأولى الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا، وتسبب المقترح فى حراك سياسى كبير فى دولة الاحتلال وبدأت أصوات المؤيدين للمقترح تعلو فى مختلف الأحزاب السياسية للمضى قدمًا فى إبرام الصفقة.
ووافقت حركة حماس على المقترح المصرى وأبدت مرونة كبيرة فى موقفها من أجل التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب فى قطاع غزة وتبادل الرهائن مع دولة الاحتلال، وبرغم أن حماس كانت تصر على وقف كلى لإطلاق النار وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة، إلا أنها فى هذه المرة لم تصر على ذلك الشرط، لكنها متمسكة بإنهاء الحرب وخروج عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين وابتعادهم عن حكم القطاع.
وشرع على إثر ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى عقد العديد من الاجتماعات الأمنية والسياسية مع حكومته وقادة جيش الاحتلال لمناقشة المقترح المصرى وذلك بعد زيارة قام بها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، الذى زار إسرائيل خصيصًا لبحث ملف الأسرى.
ويركز النقاش فى إسرائيل حول المقترح المصري، على بند تقترح فيه انسحاب جيش الاحتلال من معبر رفح ونقل مسئولية إدارته إلى السلطة الفلسطينية.
وتعارض هذا البند غالبية وزراء حكومة اليمين المتطرف، كما أن نتنياهو سبق وأعلن فى أكثر من تصريح رفضه منح السلطة الفلسطينية أية مسئولية.
وقف إطلاق النار
وتضمن المقترح المصرى وقفًا للنار حتى 60 يومًا يتم خلالها فى المرحلة الأولى الإفراج عن الأسرى الأحياء تدريجيًا مع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية ضمن معيار جديد ستحدده المفاوضات، وزيادة المساعدات الإنسانية اليومية لغزة إلى 350 شاحنة.
ولكن بالنسبة إلى نتنياهو فإن وقف نار لمدة 60 يومًا لا يعنى وقف الحرب فى غزة، وقد أعلن عن هذا الموقف وزير الثقافة فى حكومته ميكى زوهر الذى قال إن جميع الوزراء فى الحكومة يدعمون صفقة تعيد الأسرى، ولكن لا أحد يوافق على صفقة من شأنها أن تنهى الحرب فى غزة والانسحاب من أماكن يوجد فيها الجيش الإسرائيلى الآن، مثل محورى فيلادلفيا ونتساريم وغيرهما.
مرونة المقترح
وفى هذا السياق يقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن المقترح المصرى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإنهاء الحرب وتبادل الرهائن، يتميز بالمرونة ويركز على النقاط الخلافية بين الطرفين سواء حركة حماس أو إسرائيل، ويقترح حلولًا لها لإيجاد أرضية مشتركة.
وتابع “العرابي” أن المقترح المصرى حظى بموافقة ودعم إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وإدارة الرئيس الحالى جو بايدن، واتضح ذلك من خلال زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان إلى الشرق الأوسط فى جولة تشمل إسرائيل ومصر وقطر، وذلك لتحريك صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن فى قطاع غزة.
وأوضح وزير الخارجية الأسبق، إدارة بايدن تسعى إلى وقف إطلاق النار فى غزة وإتمام صفقة الرهائن قبل قدوم الرئيس المنتخب دونالد ترامب فى يناير المقبل، وتوقع وزير الخارجية الأسبق، أن يوافق بنيامين نتنياهو على المقترح المصرى لوقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن، خلال تلك الفترة وذلك يرجع لعدة أسباب منها فتح جبهة جديدة فى سوريا وتدمير القدرات العسكرية للجيش السورى والقضاء على التواجد الإيرانى وحزب الله فى دمشق، لذلك نتنياهو يريد استغلال تلك المتغيرات الإقليمية لصالحه وتحقيق أكبر مكاسب لإسرائيل من وراء الأحداث الكبيرة التى شهدتها سوريا.
من وجهة نظر العرابي، فإن نتنياهو بات على قناعة أنه دمر أغلب القدرات العسكرية لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة، لذلك يسعى فى الوقت الراهن لإنهاء الضغوطات الداخلية عليه من قبل أهالى الأسرى الإسرائيليين، وبالتالى من المتوقع رضوخه للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس.
وعلى مدار الفترة الماضية استطاع نتنياهو، إرضاء وزراء اليمين المتطرف مثل وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسائيل سومتريتش واستمر فى عدوانه على قطاع غزة وهو الآن يتجه لإرضاء المجتمع الدولى والجبهة الداخلية وإتمام صفقة الأسرى مع حماس، ولكن حتى الآن وفق العرابي، ما زالت حكومة نتنياهو تدرس المقترح المصرى لوقف إطلاق النار.
مرونة حماس
وليس من الواضح إن كانت حكومة نتنياهو ستقبل بهذا البند أم ستكون هناك مناقشات حوله، خاصة أن حركة حماس رفضت كل المقترحات التى لا تتضمن وقفا كليا لإطلاق النار وإنهاء الحرب مقابل إتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، ولكن الحركة أبدت مرونة جديدة ووافقت على المقترح المصرى بدون الإصرار على شرط الانسحاب الكلى لجيش الاحتلال من قطاع غزة.
وتوقع السفير محمد العرابي، عدم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى من كافة أنحاء قطاع غزة، ولكنه من المحتمل أن يكتفى بالانسحاب من بعض المناطق ويتم تجميد الوضع على ما هو عليه هو أمر يتفق مع عقلية الاحتلال فى تطبيق قاعدة «إدارة الحرب»، خاصة أن حكومة نتنياهو ترفض منح السلطة الفلسطينية صلاحية إدارة القطاع، زاعمة أن ذلك سيسمح لحركة حماس بالعودة مجددًا.
من جانبه، يرى يسرى عبيد، الباحث فى الشأن العربي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لن يوافق على أى اتفاق لوقف إطلاق النار ما لم يتضمن استمرار وجود جيش الاحتلال فى قطاع غزة، وسيستمر فى المماطلة حتى دخول الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى 20 يناير القادم، فمن المتوقع أن يمارس الأخير ضغوطات كبيرة على حركة حماس والدول التى لها تأثير على الحركة لأجل إطلاق سراح الأسرى دون تقديم أى تنازلات إسرائيلية.
وتابع عبيد أن إسرائيل وأمريكا تريدان استسلام حماس والجهاد وكافة الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وإلقاء أسلحتها وخروج قادة الفصائل المقاومة من القطاع نهائيًا، وهذا الشرط الذى يصر عليه نتنياهو وهو يعلم جيدًا رفض الحركة قبوله، ولهذا هو يعمل على استهلاك الوقت والمماطلة خلال المفاوضات، لإطالة أمد الحرب إلى أطول وقت ممكن لأنه يعلم أن توقف الحرب يعنى نهاية حكومته وستتم محاكمته، فهو سيعمل على تصعيد الحرب وفتح جبهات جديدة كما فعل فى سوريا والضفة الغربية وسيرحلها أيضًا إلى اليمن والعراق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا