زينة الميلاد، احتفالات أسطورية في البيت الأبيض.. بايدن وزوجته يستقبلان الصغار بعشرات آلاف المصابيح وقطع الزينة.. وأطفال غزة تحت القصف والدمار والموت!

بينما يعيش الأطفال في الولايات المتحدة موسم أعياد مليئًا بالبهجة والفرح، يتعرض أطفال غزة لمآسي الحرب والجوع والموت. 

هذه المفارقة بين الاحتفالات البهيجة في البيت الأبيض والمعاناة القاسية التي يعيشها أطفال فلسطين تسلط الضوء على التناقضات الصارخة في عالمنا اليوم، وتثير تساؤلات حول العدالة الإنسانية والحقوق الأساسية.

أجواء الأعياد في البيت الأبيض

زين البيت الأبيض لاستقبال موسم الأعياد بطريقة مبهجة وفاخرة، حيث استعد لاستقبال أكثر من 100 ألف زائر، غالبيتهم من الأطفال الذين يأتون للاحتفال بهذا الموسم المميز، تحت إشراف السيدة الأولى جيل بايدن، وتحول المكان إلى مشهد مليء بالسحر والألوان والدفء، حيث أن شجرة عيد الميلاد، المزينة بزخارف تمثل الولايات الأمريكية المختلفة، كانت محور الاحتفالات، مع إضاءة ساحرة وإعدادات تعكس روح الوحدة والتآلف بين الأمريكيين.

وبحسب موقع «شير أمريكا»، شارك في تزيين البيت الأبيض أكثر من 300 متطوع، استخدموا 165 ألف مصباح و28 ألف قطعة زينة، مما أضفى جوًا استثنائيًا يعكس بهجة الموسم.

وكتب الرئيس جو بايدن والسيدة الأولى في رسالة ترحيبية للزوار: "في موسم الأعياد، نتذكر أننا أقوى معًا، متوحدون في إيماننا بالإنسانية والأمل". هذه الرسالة تحمل معاني نبيلة من التعاضد والتراحم، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على التناقض الكبير مع الظروف التي يعيشها أطفال غزة في الجانب الآخر من العالم.

الكارثة الإنسانية في غزة

على الجانب الآخر، وفي ظل أجواء مليئة بالفرح في البيت الأبيض، يعاني أطفال غزة من أزمات إنسانية خانقة، تفاقمت خلال الحرب الأخيرة التي استمرت أكثر من 14 شهرًا. بحسب تقارير منظمة اليونيسيف ومنظمات حقوقية أخرى، يواجه أطفال غزة سوء تغذية حادًا بسبب نقص الإمدادات الغذائية، إضافة إلى انتشار الأمراض نتيجة التدهور الحاد في النظام الصحي وانعدام الخدمات الأساسية.

منذ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني في غزة بسبب القصف المستمر والهجمات المتكررة. إضافة إلى ذلك، تعرضت 171 مدرسة لأضرار جسيمة، مما حرم أكثر من 700 ألف طالب من حقهم في التعليم، وهو حق أساسي تضمنه المواثيق الدولية. يعيش الأطفال أيضًا في ظروف معيشية صعبة للغاية وسط شتاء قارس ونقص حاد في الموارد الأساسية مثل الماء والكهرباء والتدفئة.

اعتقالات وانتهاكات بحق الأطفال

أما في الضفة الغربية، يواجه الأطفال الفلسطينيون اعتقالات تعسفية وانتهاكات لحقوقهم. منذ بداية الحرب، تم اعتقال أكثر من 770 طفلًا فلسطينيًا، بعضهم دون توجيه تهم رسمية أو تقديمهم لمحاكمات عادلة. يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف احتجاز سيئة للغاية، مع تقارير متكررة عن تعرضهم للتعذيب والإساءة النفسية والجسدية، ما يترك آثارًا طويلة الأمد على حياتهم ومستقبلهم.

مفارقة مؤلمة

في الوقت الذي يشارك فيه الأطفال الأمريكيون في فعاليات الأعياد وسط أجواء من الفرح والسعادة، يعيش أطفال غزة واقعًا مظلمًا يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة. بينما تُعلق رسومات الأطفال الأمريكيين على جدران البيت الأبيض لتكون رمزًا للأمل والبراءة، يكافح أطفال غزة للبقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض وفي مخيمات النزوح.

رسالة للعالم

هذه المفارقة الصارخة يجب أن تكون دعوة للمجتمع الدولي للتحرك بشكل عاجل. أطفال غزة ليسوا مجرد أرقام تُسجل في التقارير، بل هم أرواح بريئة تستحق أن تعيش بكرامة وأمان. إن موسم الأعياد الذي يرمز إلى السلام والإنسانية يجب أن يكون فرصة لإعادة التفكير في التزاماتنا تجاه حقوق الأطفال في كل مكان.

يجب أن يكون هناك جهد عالمي موحد لضمان أن تصبح قيم الأعياد مثل السلام والتآلف واقعًا ملموسًا للجميع، وليس امتيازًا للبعض. إن حقوق الأطفال هي مسؤولية مشتركة، وتتطلب من الجميع العمل معًا لضمان حياة أفضل وأكثر إنسانية لجميع الأطفال، بغض النظر عن جنسيتهم أو مكانهم أو ظروفهم. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.