مستقبل الحوثيين بعد سقوط محور المقاومة.. إسرائيل تشعل حربًا جديدة في اليمن.. وإيران خيار الجماعة الأخير
في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو أن اليمن قد أصبح جبهة جديدة للصراع في المنطقة، خاصة مع دخول إسرائيل على الخط. إذ بدأت تل أبيب في توجيه ضربات جوية مباشرة لمواقع تابعة لـ جماعة الحوثيين في صنعاء والحديدة، مبررة ذلك بمحاولة إضعاف الجماعة ووقف تهريب الأسلحة الإيرانية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في تصريحات واضحة أن "من يمس بأمن إسرائيل سيدفع الثمن"، مشيرا إلى أن الحوثيين يمثلون "آخر أذرع إيران في المنطقة".
أهداف الضربات الإسرائيلية
تسعى إسرائيل من خلال ضرباتها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها تقليص النفوذ الإيراني عبر قطع الدعم الذي تقدمه طهران للحوثيين. وفقا للدكتور موشيه إلعاد، المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، فإن هذه الضربات ليست مجرد رد فعل على الصواريخ الحوثية التي استهدفت تل أبيب، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لضرب القدرات العملياتية للجماعة.
إضافة إلى ذلك، يعتقد أن إسرائيل تستعد لعمليات استخباراتية دقيقة تستهدف قيادات حوثية بارزة، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي. إلعاد أوضح أن "القضاء على قيادات الجماعة العليا هو خطوة ضرورية لإنهاء التهديدات الصاروخية وردع الحوثيين".
تعقيدات المشهد اليمني
رغم استعدادات إسرائيل، فإن اليمن يختلف عن الساحات الأخرى كسوريا ولبنان. التضاريس الوعرة، والحاضنة الشعبية القوية للحوثيين، والدعم الإقليمي المتداخل يجعل المهمة الإسرائيلية أكثر صعوبة. وهنا يكمن التحدي في كيفية استهداف الجماعة دون إثارة ردود فعل تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
من جهة أخرى، ترى إيران في مواجهة الحوثيين امتدادا لحربها مع إسرائيل. الخارجية الإيرانية وصفت الهجمات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، مؤكدة استمرار دعمها للحوثيين بأسلحة متطورة، تشمل صواريخ كروز وطائرات مسيرة.
خيارات الحوثيين
أمام الضغوط الدولية والتصعيد العسكري، تجد جماعة الحوثيين نفسها أمام خيارين رئيسيين، أولهما تعميق التحالف مع إيران، وهو خيار يحمل في طياته مخاطر كبيرة، حيث يعرض الجماعة لمزيد من الاستهداف الدولي.
أما الخيار الثاني فهو التراجع والتكيف مع الأوضاع الإقليمية، وقد يتضمن هذا الخيار تقليص مستوى التصعيد والتركيز على تعزيز سلطتهم داخل اليمن.
رغم ذلك، يبدو أن الجماعة تستبعد أي حلول سياسية سلمية، مفضلة الاستمرار في نهجها العسكري، وهو ما يعكسه خطاب قياداتها الذين يرون في التصعيد "ضرورة لمواجهة المؤامرات الخارجية".
المأزق الداخلي والخارجي
الوضع الداخلي للحوثيين يزداد تعقيدا، حيث يواجهون تحديات مناوئيهم اليمنيين الذين يرون في الضغوط الدولية فرصة لإضعاف الجماعة. لكن الانقسامات داخل المعسكر المناوئ وغياب الدعم العسكري الفاعل من تحالف دعم الشرعية يجعل مهمة الحوثيين أكثر سهولة.
أما على المستوى الخارجي، فإن الحوثيين يدركون أن استمرارهم في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل قد يدفع تل أبيب إلى تصعيد عملياتها، وربما التوجه إلى استهداف مباشر لعبد الملك الحوثي.
السيناريوهات المستقبلية
قد تتجه إسرائيل إلى توسيع عملياتها لتشمل ضربات أكثر دقة وعمليات اغتيال تستهدف قيادات حوثية، وهذا التصعيد قد يؤدي إلى صراع طويل ومعقد يستنزف الموارد الإسرائيلية ويزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، في حين تظل الحلول السياسية بعيدة المنال، في ظل تعنت الحوثيين وتداخل المصالح الإقليمية.
نهاية محور المقاومة
مع تراجع دور حزب الله وسقوط نظام الأسد، يبدو أن الحوثيين يمثلون "آخر خطوط الدفاع" لمحور المقاومة الإيراني. لكن استمرارهم في هذا الدور يجعلهم هدفا مباشرا ليس فقط لإسرائيل، بل أيضًا لدول غربية تسعى إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
في النهاية، يبقى مستقبل الحوثيين مرهونًا بقدرتهم على التكيف مع المتغيرات الإقليمية. فبين التصعيد العسكري والضغوط السياسية، تبدو خيارات الجماعة محدودة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في المشهد اليمني والإقليمي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا