بعد قرار الخفض، كيف يدير الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في 2025؟.. وهذا تأثير توجهات ترامب على السياسة النقدية

شغلت قرارات الفيدرالي الأمريكي في اجتماعاته الأخيرة حول أسعار الفائدة، الأسواق العالمية التي ما زالت تعيش حالة من الترقب حول مستقبل السياسات النقدية التي سوف يتبعها الفيدرالي خلال 2025، حتى يتمكنوا من بناء سياستهم وفقا لها سواء للحد من معدلات التضخم المرتفعة، أو جذب الاستثمارات المختلفة.

كيف يدير الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة

ومع إسدال الفيدرالي الأمريكي الستار عن قرار الفائدة في أخر اجتماع له خلال 2024، سلطت الأسواق أنظارها حول ما يخبئه الاحتياطي الفيدرالي من سياسات نقدية خلال العام المقبل، وسط ظهور العديد من التنبؤات حول الاتجاهات المحتملة لمسئولي لجنة السياسة النقدية في الوقت الذي تظهر فيه العديد من المعطيات التي تفرض نفسها على المشهد العالمي.

ويأتي من أبرز المعطيات التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة، فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، والذي من المقرر أن يبدأ ولايته رسميا في 20 يناير المقبل، وسط احتمالات كبيرة أن يكون هناك العديد من المتغيرات الأساسية التي سوف تظهر لتؤثر على المشهد الاقتصادي، بالإضافة إلى الأسعار ومعدلات التضخم، مما تنعكس على اتجاهات الفيدرالي في 2025، والتي تتصدرها القرارات التي تخص الرسوم الجمركية التي وعد ترامب بتطبيقها بمجرد توليه رئاسة أمريكا، مما تنبأ بالعديد من التداعيات المختلفة.

وأعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس  الأربعاء، خفض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة على التوالي، بنحو 25 نقطة أساس، إلى نطاق بين 4.25% و4.5%، في آخر اجتماعات لجنة السوق المفتوحة هذا العام بشأن سياسة الفائدة وأيضًا آخر اجتماعات الفيدرالي في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وبعد إعلان قرارات الفائدة، أشار الفيدرالي إلى أنه لن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة إلا مرتين في 2025، وهو أقل من التخفيضات الأربعة الواردة في توقعاته الأخيرة.

وأوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أن تحرك البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة في الأشهر الأخيرة يسمح له "بأن يكون أكثر حذرًا بينما نفكر في المزيد من التعديلات على سعر سياستنا".

عدم اليقين بشأن مدى سرعة انخفاض أسعار الفائدة 

وفي هذا السياق، لا يزال هناك قدر متزايد من عدم اليقين بشأن مدى سرعة انخفاض أسعار الفائدة في العام المقبل، مع بقاء التضخم أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، ونمو الاقتصاد بشكل أسرع من المتوقع، واحتمال أن تؤدي سياسات التعريفة الجمركية والضرائب والهجرة التي ينتهجها الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى تغيير المشهد الاقتصادي بطرق لا يمكن التنبؤ بها بمجرد توليه منصبه في يناير.

بين البيانات التي تظهر توقف التضخم فوق هدف 2% وفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر، يرى المستثمرون الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية فقط العام المقبل، وهذا وسط دراسة التوقعات وتصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، لمعرفة ما إذا كان صناع السياسات أصبحوا أيضا أكثر حذرا بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.

وكتب خبراء اقتصاد في تي دي سيكيوريتيز: "بينما سيظل بنك الاحتياطي الفيدرالي حريصا على توقع المزيد من التيسير في عام 2025، فإن التوجيهات بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة من المرجح أن تكون أكثر حذرا في المستقبل"، وفق رويترز.

ويأتي تولى ترامب منصبه في 20 يناير، قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأسبوع واحد، والمقرر له يومي 28 و29 يناير، حيث قال 58 من 99 خبيرا اقتصاديا في استطلاع أجرته رويترز مؤخرا إنهم يتوقعون أن يتجنب الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في ذلك الاجتماع بينما يراجع صناع السياسات كيفية تطور الاقتصاد.

تأثير سياسات ترامب

وبحسب تقرير لـ CBS، فإنه رغم أن ترامب تعهد بمعالجة ارتفاع الأسعار، فإن بعض سياساته قد تثبت أنها تضخمية، وفقا لخبراء اقتصاد وول ستريت، حيث كشف ترامب الشهر الماضي عن خطط لفرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا في يوم تنصيبه، بالإضافة إلى نية فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات من الصين.

ولكن التعرفات الجمركية هي في الأساس ضرائب استهلاكية يدفعها المستهلكون في أغلب الأحيان، وبعبارة أخرى، قد ينتهي الأمر بالمتسوقين الأمريكيين إلى دفع المزيد مقابل كل شيء بدءا من الأفوكادو المستوردة من المكسيك إلى أجهزة التلفاز المصنعة في الصين.

إمكانية ارتفاع التضخم في عام 2025

ونظرا لإمكانية ارتفاع التضخم في عام 2025 إذا فرض ترامب تعرفات جمركية واسعة النطاق، يتوقع العديد من خبراء الاقتصاد أن يتباطأ بنك الاحتياطي الفدرالي أو يتوقف مؤقتًا عن اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة العام المقبل في إطار نهج الانتظار والترقب.

جدول اجتماعات الفيدرالي الأمريكي في 2025

وسيعقد الفدرالي ثمانية اجتماعات مقررة في العام 2025، بينما تستطيع لجنة السوق المفتوحة تحديث أسعار الفائدة متى شاءت، فيما إذا كان أداء الاقتصاد على نطاق واسع كما هو متوقع، فمن المرجح أن تلتزم اللجنة بجدول الاجتماعات لتحديد أسعار الفائدة، والاجتماعات الاعتيادية للجنة ستعقد في: 29 يناير و19 مارس و7 مايو و18 يونيو و30 يوليو و17 سبتمبر و29 أكتوبر و10 ديسمبر.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على الأسعار

من المتوقع أن تستند قرارات الفيدرالي في المقام الأول إلى مسار التضخم والبطالة، وهو ما يشكل أيضا المقاييس التي تشكل التفويض المزدوج للجنة الفدرالية للسوق المفتوحة.

بالنسبة للتضخم، فإن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان التضخم سيصل إلى هدف الفيدرالي البالغ 2% ومتى سيحدث، وما مدى التسامح مع الانحرافات عن هذا الهدف.

أما فيما يتعلق بالبطالة، فإذا ضعف سوق العمل بسرعة، مما تسبب في ظهور مخاوف الركود، فقد تنتهي أسعار الفائدة في عام 2025 عند مستوى قريب من 3٪، فيما إذا ظل سوق العمل قويًا، فإن التخفيضات لا تزال محتملة، ولكن من المرجح أن تظل الأسعار أقرب إلى 4٪ وسيتم إيلاء المزيد من الاهتمام لاتجاهات التضخم.

وسيعتمد المسار الذي ستتخذه أسعار الفائدة في النهاية على البيانات الاقتصادية الواردة، ومع ذلك فمن المرجح أن تستمر أسعار الفائدة في الاتجاه النزولي من نطاقها الحالي بين 4.25% و4.5%، ولكن وتيرة هذا الانخفاض موضع تساؤل للعام المقبل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.