رئيس التحرير
عصام كامل

الملحن محمد عثمان.. وضعته أمه داخل مسجد السلطان أبو العلا.. كان شديد الثراء وتزوج 80 مرة.. غنى عبد الوهاب له "ملأ الكاسات".. ويعتبر من أبرز رواد الغناء المصري

عزيز محمد عثمان،
عزيز محمد عثمان، فيتو

الملحن محمد عثمان، شجى جهوري الصوت وجيد الأداء، وضع أسس الموسيقى العربية فى القرن الـ19، بعد أن كان الغناء مهمة الفن التركي الذي ساد في البلاد العربية لمئات السنين، اعتمد على التفكير الموسيقي والصنعة والاجتهاد في صياغة الألحان، بينما اعتمد منافسه عبده الحامولي على الارتجال، وقدرات صوته في الاداء، لقب عثمان بـ"أبو الموسيقى المصرية"، وهو والد المطرب الفنان عزيز عثمان الذي تشبع بألحان والده، ورحل في مثل هذا اليوم عام 1900. 


ولد محمد عثمان عام 1855 فى محافظة القاهرة، والده الشيخ عثمان حسن كان يعمل مدرسا في جامع السلطان أبي العلاء لتحفيظ القرآن الكريم، ولد داخل مسجد السلطان أبو العلا حيث كانت أمه حاملًا فيه وذهبت لإحضار الطعام لزوجها بالمسجد فجاءتها الولادة وهي في المسجد، حفظ القرآن وهو ابن تسع سنوات، بدأ عشقه للموسيقى منذ كان طفلًا صغيرًا، وبدأ بحفظ وتقليد المنشدين في فرق الإنشاد الديني ثم انضم إلى فرق التخت الموسيقي التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.

منافسة عبده الحامولى فى التلحين والغناء 

وإلى رواد الموسيقى محمد عثمان وعبده الحامولي وقبلهما بقليل الشيخ محمد عبد الرحيم الشهير بالمسلوب ترجع بداية ظهور الغناء المصري واستكشاف المقامات العربية الأصيلة في القرن التاسع عشر بعد أن كان الغناء مهمة الفن التركي الذي سيطر على الفن في البلاد العربية لمئات السنين، وذلك باستخدامهم للمقامات والإيقاعات المحلية وتطويعها لأداء التخت الموسيقي الشرقي الأصيل.

عزيز عثمان ابن الملحن محمد عثمان 
عزيز عثمان ابن الملحن محمد عثمان 

حينما اكتشف والده حبه للغناء سارع بضمه إلى تخت قسطندي منسي، فتعلم على يديه العزف على العود، كما درس الموسيقى على يد الشيخ الشلشموني ومحمود الخضراوي والرشيدي والشيخ المسلوب، وبدأ بحفظ وتقليد المنشدين في فرق الإنشاد الديني ومنها فرقة على الرشيدى الكبير، حتى تعمق في الغناء وصار له لون خاص في التلحين، ثم كون تختًا خاصًّا به بلغ من الشهرة ما نافس بها صديقه عبده الحامولي ــ الذي ذاع صيته في الغناء والتلحين في ذلك الوقت ــ  وكان له تأثير كبير على شكل الموسيقى العربية منذ ذلك الحين وبفضله تشكلت اتجاهات الموسيقى والغناء الشرقي.

ابتكر غناء الكورس 

وبتشجيع من الخديو إسماعيل سافر محمد عثمان بصحبة المطرب والملحن عبده الحامولي الذي كان ــ رغم منافسته له ــ من أعز أصدقائه إلى تركيا، للاطلاع على أسرار الموسيقى في التلحين والغناء، وعندما عاد ساهم في تطوير الأغنية العربية بشكل مدروس فأضاف ابتكارات على الغناء منها غناء الكورس وتبادل المقاطع بين التخت والمغنى والكورس فيما عرف بالهنك والرنك.

فقد الصوت واكتفى بالتلحين 


وهو في الأربعينات أصيب صوت محمد عثمان الجهوري بمرض في الأحبال الصوتية قضى على جمال صوته، ففضل التلحين على الغناء وبرع فيه حتى قال عنه الموسيقار كامل الخلعي: لفرط ذكائه استعاض عن ضعف صوته باختراع طريقة مبتكرة وهي الأخذ والرد في الغناء بأسلوب تألفه الأسماع وتحبه القلوب والأذواق.

الملحن محمد عثمان 
الملحن محمد عثمان 


عرف محمد عثمان بأنه من أغنى فناني جيله حتى قيل إنه تزوج أكثر من 80 مرة وكان يصرف على النساء ببذخ شديد حتى قالت عنه الصحافة إنه كان يزن النساء بالذهب.

من أشهر الألحان التى قدمها محمد عثمان وشكلت تراثًا موسيقيًّا للموسيقى الشرقية التي كتب قصائدها مجموعة من شعراء ذلك الوقت منهم إسماعيل صبري: أصل الغرام نظره، نور العيون شرف وبان، كل يوم أشكى من جروح قلبى، غرامك علمنى النوم، البخت ساعدنى وشفانى، أدك أمير الغصن، قد ما أحبك زعلان منك، كادنى الهوى، يا طالع السعد، حظ الحياة، في مجلس الأنس البهي، بستان جمالك، ياما أنت واحشنى، عشنا وشفنا سنين،هات أيها الساقي وغيرها.

 

كما ترك الموسيقار محمد عثمان الكثير من الموشحات منها: أتاني زمانى، ملأ الكاسات وسقانى، هات يا أيها الساقي بالأقداح، حير الأفكار، اسقني الراح، ياغزالا زان عينه الكحل،

عبد الوهاب غنى له ملأ الكاسات 

تغنى بألحان الموسيقار محمد عثمان الكثير من الأصوات الغنائية القديمة ومنها: الموسيقار سيد درويش، ماري جبران، محمد السبع، الشيخ أحمد ادريس، إسماعيل شبانة، إبراهيم حموده، داود حسني، فتحيه أحمد، أجفان الأمير وغيرهم. كما غنى له موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب دور “ ملأ الكاسات وسقانى ”.


اشتد المرض على الملحن محمد عثمان وهو في أوج شهرته حتى توفي في مثل هذا اليوم  19 ديسمبر عام 1900عن عمر 45 عامًا، تاركًا خلفه تراثًا ضخمًا من الأغاني والموشحات والألحان.

أمنية تسجيل أدواره 


كانت أمنية الموسيقار محمد عثمان تسجيل ألحانه وأدواره العظيمة تمهيدًا لنقلها إلى المستمعين وحفظها من الضياع، وبمجرد ظهور الفونوغراف في أوروبا أوصى أحد تلامذته الموسيقيين " المطرب عبد الحي حلمي " كما نشرت مجلة راديو عام 1943 بقوله: "أوصيك يا عبد الحي إذا جاء اختراع الفونغراف إلى مصر أن تسجل دورين على الأقل من أدواري "، وبالفعل عندما جاءت شركات الأسطوانات إلى مصر وانتشر الفونوغراف في كل بيت عام 1904 وبعد وفاته بأربع سنوات، ووفاءًا لأستاذه ومعلمه قام عبد الحي حلمي بالاتصال بشركات الأسطوانات وسجل أغلب أدوار الفنان الراحل محمد عثمان بصوته.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية