عودة تقييمات الابتدائية.. تغييرات جذرية تشعل النقاش بين الخبراء وأولياء الأمور.. خبير يحذر من الصدمة النفسية للتلاميذ ويطالب بضوابط تربوية
قرارات جديدة وجريئة تصدرها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تعيد صياغة خريطة التعليم الابتدائى فى مصر. الوزير محمد عبد اللطيف يخطو بخطوات مخالفة لنهج سابقيه طارق شوقى ورضا حجازي، حيث أعاد التقييمات والاختبارات لطلاب الصفين الأول والثانى الابتدائي. خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور والخبراء التربويين، فبينما يرى البعض أنها تعيد الانضباط للعملية التعليمية، حذر آخرون من تأثيراتها النفسية والتعليمية على الأطفال فى هذه المرحلة العمرية الحرجة.
الدكتور رضا حجازى وزير التعليم السابق كان قد أصدر قرارا بأن تكون الصفوف الأولى بالمرحلة الإبتدائية بدون تقييمات أو امتحانات، ليقرر بعد ذلك الوزير الحالى محمد عبد اللطيف، بإصدار خطاب لجميع المديريات التعليمية بشأن تقييمات الصفين الأول والثانى الابتدائى للفصل الدراسى الأول للعام الدراسى 2024-2025.
وتعتبر مرحلة التعليم الابتدائى من أهم المراحل فى حياة الطفل، حيث يتم خلالها بناء الأسس التعليمية والسلوكية المستقبلية، ولذلك، فإن تقييم أداء الطلاب فى هذه المرحلة ذات أهمية خاصة.
وكشف مصدر بوزارة التربية والتعليم، أن وزير التعليم أصدر قرارا طبقا للقرار الوزارى رقم 136 لسنة 2024 بشأن عقد تقييم الصفين الأول والثانى الابتدائى عن الفصل الدراسى الأول وفقا لما ورد بالمادة الرابعة بالقرار الوزارى 136 لسنة 2024.
نظام التقييم الجديد
وأوضح مصدر بالتربية والتعليم فى تصريحات خاصة لفيتو، أن يقوم نظام التقييم للصفين الأول والثانى من الحلقة الابتدائية على قياس الأداء والسلوك الفردى والجماعى للتلميذ من خلال المهام الفردية والجماعية بأنواعها “التحريرية - الشفوية - المهارية مع مراجعة نسبة حضور التلميذ طبقا لما ورد بالمادة الخامسة بالقرار الوزارى رقم 136 لسنة 2024، على أن يتم تهيئة الطلاب للتعامل مع الاختبارات فى الصف الأعلى وتحفيز الطلاب على تحسين أدائهم وذلك من خلال استخدام أنماط تحفيزية مناسبة لهذه المرحلة العمرية وذلك اعتبارا الفترة من 29 ديسمبر 2024 حتى 5 يناير 2025، ومراجعة وتقييم للصفين الأول والثانى الابتدائى (تقييما مبدئيا واعتبار الفترة من 16 / 1/ 2025 حتى 23 يناير تقييما نهائيا.
وأكد أن وزير التعليم يهدف من التقييم فى المرحلة الابتدائية هو تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطالب، فيساعد التقييم المعلمين وأولياء الأمور على فهم نقاط القوة التى يتمتع بها الطالب والمجالات التى يحتاج فيها إلى المزيد من الدعم، ومتابعة التقدم التعليمى للطالب من خلال التقييمات المتكررة ومدى استيعابه للمفاهيم الجديدة مشيرا إلى أنه بناء على نتائج التقييم، يمكن للمعلمين تعديل خططهم الدراسية لتلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل.
وكشف عن طريقة وضوابط التقييم التى سيتم اتباعها مع طلاب الصفين الأول والثانى الابتدائى وهى من خلال التقييم الشفوى والذى يشمل طرح الأسئلة على الطلاب ومناقشتهم فى المواضيع المختلفة، والتقييم الكتابى والذى يتضمن الاختبارات والواجبات المنزلية والمشاريع، والتقييم العملى الذى يعتمد على ملاحظة أداء الطلاب فى الأنشطة المختلفة، وملاحظة السلوك من خلال مراقبة سلوك الطلاب فى الفصل وخارجه وتقييم مدى التزامهم بالقواعد.
وأكد أنه تعتبر تقييمات الصف الأول والثانى الابتدائى أداة هامة لضمان تقدم الطلاب وتحقيق أهدافهم التعليمية من خلال التعاون بين المعلمين وأولياء الأمور، يمكن توفير بيئة تعليمية محفزة تساعد الطلاب على النمو والتطور، مشيرا إلى أنه سيتم عقد تقييمات الصفوف الأول والثانى الابتدائى داخل الفصول.
آراء الخبراء
ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إنه لا شك أن التقييمات من الأمور التى قد تثير قلق وتوتر الطلاب فى كافة المراحل التعليمية، وتطبيقها بالمعنى الحرفى على تلاميذ الصفين الأول والثانى الابتدائى قد يسبب لهم مشكلات وصعوبات نفسية وتعليمية تستمر معهم طوال الحياة، الأمر الذى يتطلب وضع بعض الضوابط التربوية والنفسية للتقييمات لتجنب تلك التأثيرات السلبية.
أكد أنه لابد من أن تكون هناك ضوابط تربوية ونفسية لا بد من مراعاتها أثناء تقييم تلاميذ الصف الأول والثانى الابتدائى منها توعية أولياء الأمور بأن مثل هذه التقييمات لا يترتب عليها إصدار قرارات بنجاح أو رسوب التلميذ، ما دام الطالب استوفى الشروط اللازمة ونسبة الحضور، وتدريب التلاميذ بشكل جيد على تلك التقييمات قبل تنفيذها حتى لو جاءت مما سبق أن تدربوا عليه حتى لا تصيبهم صدمة عندما يجدون أشياء جديدة لا يعرفونها، وتجنب المعلمين وإدارة المدرسة الحديث السلبى عن تلك التقييمات أمام التلاميذ، وأن تكون هذه التقييمات بسيطة وتقيس ما تعلمه الطالب من معارف ومهارات بسيطة سبق أن تعلمها الطفل طوال السنة، وألا تركز تلك التقييمات على قياس الجانب العقلى والمعرفى فقط لدى الطفل بل تهتم بالنواحى الوجدانية والمهارية والاجتماعية لديه، مع وضع تركيز أكبر على تقييم التلاميذ كمجموعات وليسوا فرادى.
وأكد الخبير التربوى على عدم وجود أى معلم أو معلمة جديدة لا يعرفها التلاميذ أثناء تنفيذ التقييم، بل يتم التقييم تحت إشراف معلم او معلمة الفصل التى يألفها التلاميذ، حتى لا يشعر أن الوضع غريب ومثير للقلق، وأن يتم التقييم فى نفس الفصل ونفس المقعد الذى يجلس فيه التلميذ وعدم تغييره ووضع التلاميذ فى فصول جديدة، وتجنب المعلم او المعلمة إصدار أى حكم سلبى على الطفل أثناء التقييم وعدم مقارنته بزملائه ووصفه بأنه أقل منهم.
وأشار إلى أنه يفضل إعلان نتائج تلك التقييمات بشكل سرى لكل تلميذ على حدة وعدم أعلانها فى كشوف مجمعة حتى لا يتم تصنيف الأطفال بناءا على نتائج التقييم، وألا يؤدى التقييم إلى إطالة الفترة الزمنية التى يقضيها التلميذ سواء أثناء اليوم الدراسى أو الفصل الدراسى بشكل يجعل تلك الفترة الزمنية مماثلة للفترة التى يقضيها زملائه فى الصفوف الأعلى لسببين أحدهما هو ان قوة تحمله الجسمى والذهنى أقل من زملاؤه الأكبر سنا، والآخر حتى لا يقترن فى ذهنه إطالة الفترة الزمنية والتقييم وبالتالى يتولد لديه رفض لهذا التقييم، وأنه لا مانع من استعانة الطفل بأى مصدر تعليمى أثناء التقييم، واستخدام نتائج التقييم فى تشخيص حالات الصعوبات التى يعانى منها بعض الأطفال والتدخل المبكر لعلاجها.
آراء أولياء الأمور
وقالت عبير أحمد مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن إجراء امتحانات للصف الأول والثانى الابتدائى قد يبدو للبعض غير ضرورى نظرًا لصغر أعمارهم، ولكن يمكن النظر إلى الامتحانات فى هذه المرحلة من منظور تربوى شامل، وأنها تساعد على تأسيس التلاميذ منذ الصغر، ومعرفة مدى استيعاب الطلاب المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب.
وأكدت عبير، إن إجراء الامتحانات فى المراحل الأولى يعمل على تعويد التلاميذ على أجواء الاختبارات منذ الصغر، مما يساعدهم فى التعامل مع الضغط النفسى المرتبط بها مستقبلًا، بالإضافة إلى أنها تجعل أولياء الأمور أكثر وعيًا بالمستوى الدراسى لأبنائهم ومدى حاجتهم إلى دعم وتركيز إضافى فى المنزل.
وقالت ولى أمر: “يبقى كل الناس اخذوا اجازة واولى وتانية ابتدائى بيمتحنوا، اقنع ازاى طفل ٦ او ٧ سنين يقعد يذاكر وإخواته كلهم الكبار خلصوا وفى اجازة”.
وأضافت ولى أمر أخرى: “كويس كدا التعليم بدأ يرجع زى زمان ويكون فى امتحانات للصف الأولى”، وتابعت أخري: “ازاى الكبار يخلصوا امتحاناتهم والصغيرين يفضلوا يروحوا ويمتحنوا!”.
وذكرت إحدى أولياء الأمور: “أنا مع أنهم يمتحنوا ويتعودوا على الامتحانات لكن المواعيد غير مناسبة ولازم يكون القرار من أول السنة مش قبل الامتحانات بشهر نفاجئ أولياء الأمور بقرار الامتحانات لازم يكون فى دراسة لكل قرار من قبلها بفترة على الأقل”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا