رئيس التحرير
عصام كامل

أنقرة تجني ثمار سقوط الأسد، إعادة الإعمار تفتح أبواب الاقتصاد التركي.. وأردوغان يقتنص دور القوة الإقليمية المهيمنة.. عودة اللاجئين وإضعاف الأكراد أبرز الأهداف في سوريا الجديدة

سوريا، فيتو
سوريا، فيتو

 يشهد الشرق الأوسط تغيرات دراماتيكية في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وبينما تتهاوى شبكة التحالفات الإقليمية التي كانت تعتمد على دعم إيران، تبرز تركيا كأحد أكبر المستفيدين من هذا التحول التاريخي، حيث تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي وتوسيع مكاسبها الاقتصادية والسياسية.

 

إعادة إعمار سوريا.. فرص اقتصادية هائلة للشركات التركية

 من أبرز مكاسب تركيا المباشرة احتمالية قيادة عملية إعادة إعمار سوريا، فقد شهدت أسهم شركات التشييد والأسمنت التركية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المالية، نتيجة توقعات بأن القرب الجغرافي والخبرة التجارية لتركيا سيمنحانها ميزة تنافسية في إعادة بناء البنية التحتية السورية المدمرة.

 

وأعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن أنقرة ستعمل على إعادة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى بلادهم بأمان، إلى جانب دعم جهود إعادة الإعمار. 

وقال محللون: إن هذا الانخراط التركي سيمنح أنقرة فرصة لتوطيد روابطها الاقتصادية في سوريا.

 

النفوذ السياسي والعسكري التركي في سوريا

 لم تكن مكاسب تركيا اقتصادية فقط، بل سياسية وعسكرية أيضًا.. لطالما دعمت أنقرة المعارضة المسلحة السورية، خاصة الفصائل المتمردة مثل "هيئة تحرير الشام" والجيش الوطني السوري، وهو ما أسهم بشكل كبير في إسقاط نظام الأسد.

تمكنت تركيا من ترسيخ نفوذها في الشمال السوري عبر إنشاء مناطق نفوذ على طول الحدود. هذه المناطق لم تكن فقط مواقع لحماية حدودها من الميليشيات الكردية التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي، بل أيضًا قاعدة انطلاق لدورها الجديد كفاعل رئيسي في سوريا.

 

تغيير ميزان القوى الإقليمي

يُعد سقوط نظام الأسد ضربة قاسية لإيران، التي استخدمت سوريا كجسر بري لتعزيز نفوذها في لبنان ودعم حزب الله. من جهة أخرى، أتاح هذا التحول لأنقرة فرصة لتحل محل طهران كقوة خارجية مهيمنة في سوريا.

ومع ضعف إيران في المنطقة، تبدو تركيا مستعدة لتوسيع نفوذها في كل من لبنان والعراق. يُتوقع أن تؤدي هذه المكاسب التركية إلى تغييرات عميقة في ميزان القوى الإقليمي، ما يدفع الأطراف الأخرى، مثل إسرائيل ودول الخليج العربي، إلى إعادة تقييم سياساتها لمواجهة النفوذ التركي المتزايد.

 

التحديات التركية: بين الداخل والخارج

رغم المكاسب، تواجه تركيا تحديات داخلية وضغوطًا متزايدة للتعامل مع قضية اللاجئين السوريين. فالرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يتعرض لانتقادات داخلية بشأن هذه القضية، يسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: ضمان عودة اللاجئين وتعزيز الاستقرار في سوريا عبر تقويض النفوذ الكردي.

وقد استفادت الفصائل المدعومة من تركيا من التحولات الأخيرة في السلطة، حيث حققت تقدمًا ضد "وحدات حماية الشعب الكردية"، التي تعتبرها أنقرة تهديدًا أمنيًا.

 

رهانات إعادة الإعمار والاستقرار

تركز تركيا على استثمار الموارد في إعادة إعمار مدن مثل حلب، التي ينحدر منها معظم اللاجئين السوريين في تركيا. ومع ذلك، فإن تحقيق استقرار طويل الأمد في سوريا يعتمد على قدرة المعارضة على تقديم نموذج حكم شامل يضمن تمثيل الأكراد والقوى الأخرى.

 

مخاوف إقليمية ودولية من النفوذ التركي

أثار النفوذ التركي في سوريا قلق العديد من الأطراف الإقليمية والدولية. بالنسبة لإسرائيل، قد تواجه تحديات جديدة في ظل الحكومة السورية الجديدة المدعومة من تركيا، خاصة فيما يتعلق بقضية الجولان.

في الوقت نفسه، تخشى دول الخليج ومصر من عودة الإسلاموية كقوة سياسية فاعلة في العالم العربي، وهو ما قد يُعيد صدى الربيع العربي الذي حاولت هذه الدول القضاء عليه.

مع سقوط نظام الأسد، تجد تركيا نفسها في موقع استراتيجي يمكنها من تحقيق مكاسب ضخمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ومع ذلك، تبقى التحديات الإقليمية والدولية قائمة، خاصة إذا تزايدت المنافسات لإعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط. تظل قدرة تركيا على إدارة هذا الوضع بنجاح مرهونة بمدى نجاحها في تحقيق الاستقرار في سوريا وتعزيز علاقاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية