خبراء: مؤامرة إسرائيلية للقضاء على مقدرات سوريا العسكرية وانتهاك سيادة دولة عربية

فور الانهيار المفاجئ لحكومة بشار الأسد في سوريا، سارعت إسرائيل بنقل قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدميرالجيش السوري.

وقد حذر خبراء سياسيون من استغلال إسرائيل للموقف الطارئ في سوريا لانتهاك سيادة دولة عربية مستقلة، سواء من خلال احتلال الأراضي أو عبر شن غارات تنال من مقدرات الجيش الوطني السوري.

وأكدوا أن المؤامرة الإسرائيلية تستهدف القضاء على مقدرات سوريا العسكرية، خاصة بعد خروج إيران وروسيا من الساحة السورية.

تهديد الأمن القومي العربي

من جانبه، كشف السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية، مستغلة حالة السيولة والفراغ والتحول السياسي في البلاد، يزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط، ويهدد الأمن القومي العربي والسلم والأمن الإقليميين والدوليين. 

وشدد على ضرورة تمسك العرب بوضع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، والذي تم اتخاذه بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، موضع التنفيذ؛ حيث إنه لا يزال يحمل العديد من الجوانب الإيجابية، وعلى رأسها حماية الأراضي السورية ووحدتها الإقليمية وتحديد مسار سياسي يحمي أركان الدولة ومؤسساتها الوطنية.

وأضاف حجازي، في تصريحات صحفية، أن مصر ترفض استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة الحدودية عند جبل الشيخ ومرتفعات الجولان، واعتدائها على مناطق منزوعة السلاح بالمخالفة لاتفاقية فض الاشتباك لعام ١٩٧٤، رغم وجود قوات الامم المتحدة لحفظ السلام، وتوغلها داخل الحدود السورية في انتهاك سافر للقانون الدولي.

الدعوة لعقد قمة عربية طارئة

وطالب السفير حجازي بضرورة الدعوة لعقد قمة عربية طارئة في ظل تكالب العديد من القوى الإقليمية والدولية لفرض إرادتها وصياغة مستقبل سوريا وفقا لمصالحها، مشيرًا إلى أنه على البلدان العربية العمل الجماعي لتوفير غطاء يحمي سيادة سوريا وأمنها.

ورأى أن السيناريو الأمثل يتمثل في ضرورة الإسناد العربي، وتقديم دعم عاجل للخروج بسوريا وشعبها من تلك الظروف الصعبة، وتمكينهم من إدارة شؤون بلادهم خلال تلك المرحلة الانتقالية، لتحقيق الوفاق الوطني واجراء انتخابات وإقامة برلمان وطني يحقق تطلعات السوريين وانتخاب رئيس جديد.

إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات

وفي السياق، يحذر قصي عبيدو، الخبير السوري في العلاقات الدولية، من أن هناك أطماعا ولن تنتهي هذه الأطماع طالما أن إسرائيل تسعى لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة، ومشروعها الذي طرحه رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة وأسماه "شرق أوسط جديد"، وهو في العمق مشروع إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وبالتالي خلال يومين قامت إسرائيل باعتداءات متكررة على سوريا وضربت مئة وخمسين هدفا عسكريا، شمل ثكنات عسكرية ومطارات وطائرات وزوارق بحرية ومركز بحوث علمية ودفاعات جوية و.…. و…..، والقائمة تطول، فما هو الهدف من هذا إلا إضعاف الدولة السورية لأن إسرائيل لاتريد في عالمنا العربي أو في هذا الشرق أي دولة قوية ممكن أن تقول لها كلمة لا.

سوريا دولة غنية بكل شيء

وأضاف عبيدو، أنه بالنسبة للأطماع الأجنبية أعتقد أنها كثيرة لأن سوريا دولة غنية بكل شيء؛ من نفط وغاز وقمح وفوسفات وقطن وزيتون وزيت، والكثير من الثروات المعدنية والنباتية والحيوانية.
وبالتالي موقعها الجيوسياسي هو الذي يفرض عليها هذه الأطماع من قبل الغرب وإسرائيل لتحقيق مصالحهم المتنوعة، ولكن أعتقد أن سوريا الجديدة، بحكومتها وجيشها الوطني، ستكون قوية وستفشل كل هذه الأطماع لكن نحتاج لبعض الوقت لتصحيح المسار وبناء علاقات استراتيجية مبنية على الاحترام المتبادل لنكون أفضل بإذن الله.

وبالنسبة للأوضاع على الساحة السورية، قال: إنه تم تعيين حراس على الممتلكات العامة لحمايتها من النهب والسرقة وهناك دوريات سيارة تجوب الشوارع بشكل دائم لبسط الأمن والأمان، بانتظار حكومة الإنقاذ لتسلم السلطة بشكل سليم والمباشرة بالعمل لبناء سوريا الجديدة المبنية على الاحترام والمساواة والحرص على تأمين حياة كريمة، تبدأ بتأمين مقومات الحياة من خبز وماء وكهرباء وبناء للبنى التحتية، واستمرار عملية التعليم بفتح الجامعات والمدارس وعودة جميع العاملين في القطاعين العام والخاص إلى دوامهم.

الانتقال السلس للسلطة في دمشق

ويعرب وائل الأمين، الخبير في العلاقات الدولية والشأن السوري، عن أمله في أن تكون الحكومة الجديدة محط ثقة الشعب السوري، ومن المتوقع أن تتشكل هذه الحكومة خلال أيام، وبعد ذلك يبنى عليها.. وحتى هذه اللحظة عملية الانتقال السلس للسلطة في دمشق تجري بشكل جيد ونأمل أن تكون هذه الحكومة جامعة لكل السوريين.. جامعة لكل الأطراف السورية التي أصبحت اليوم تتنفس الحرية بعد هروب رأس النظام السابق بشار الأسد.. وخلال الأيام القليلة القادمة ستبدأ بشكل فعلي مراسم تسليم حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة محمد البشير، وبالتالي هناك عدد من الخطوات يتم العمل عليها منها تشكيل هذه الحكومة الانتقالية، وإبعاد السلاح عن المدن فأعتقد أن سوريا ذاهبة إلى مستقبل جديد.. سوريا جديدة.. سوريا الحرية.. سوريا الثورة التي انتفضت في عام 2011، وما زالت مستمرة حتى الآن.

اتفاقية الهدنة في منبج شمالي سوريا تدخل اليوم حيز التنفيذ

بيان سعودي بريطاني هام عن سوريا وغزة والسودان

إدارة الحكومة الجديدة للملفات السياسية الخارجية

وأضاف الأمين: مما لا شك فيه أن المواقف الدولية تكمن في كيفية إدارة الحكومة الجديدة للملفات السياسية الخارجية، خاصة على المستوى العربي، فنحن أمام مرحلة حساسة وحرجة جدا.. يعول على الحكومة الجديدة في هذه المرحلة والأطماع الأجنبية لم تتوقف.. نحن في منطقة شرق المتوسط دائما مستعدة للحروب، ولديها شهية مطلقة للنزاعات.. هناك مطامع غربية وأجنبية بشكل كامل ودائم على مدى قرون ماضية، فبالتالي الحكومة الجديدة ستتعاطى مع هذه التغيرات ومع هذه التفاصيل السياسية والاقتصادية والترابطات الدولية بشكل جيد. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.