الوجه الآخر لأديب نوبل.. نشأ في حي الحسين وحفظ القرآن الكريم مبكرًا.. كتب عن الأحياء الإسلامية.. وهذه تفاصيل إنشاء مسجد نجيب محفوظ على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوي
نجيب محفوظ ، أول أديب عربى حصل على جائزة نوبل، حفظ القرآن فى سن مبكرة وكتب عن الدين والأحياء الإسلامية فى معظم رواياته وكتاباته، ولد بالجمالية ونشأ بحى الحسين، ورغم ذلك اتهمه البعض وخاصة الجماعات الإسلامية بالإلحاد والزندقة ووصل الأمر فى النهاية إلى محاولة أحد أعضاء هذه الجماعات إلى الإقدام على طعنه ومحاولة اغتياله.
ما لم يعلمه من حاولوا اغتيال أديب نوبل نجيب محفوظ أنه خصص من قيمة جائزة نوبل جزءا لإنشاء مسجد لم يزل قائما على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، وقد سجل الصحفى أيمن الحكيم فى كتابه "حضرة المتهم نجيب محفوظ " أنه بعد حصول الأديب محفوظ على جائزة نوبل اختار نجيب محفوظ أن يبنى مسجدا فى قرية العزيزية على طريق مصر الإسكندرية ودفع تكاليف البناء مقدما وبلغت نصف مليون جنيه، مساحته 430 مترا، وضعت على بابه لوحة من الرخام تحمل اسم نجيب محفوظ وتزينها الآية القرانية (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا) والمسجد مدعم بالكراسى والمصاحف والتكييفات وزواره هم رواد الطريق الصحراوى، ويخدم عشر قرى مجاورة، وقد افتتحه وزير الأوقاف السابق الدكتور حمدى زقزوق.
التحق نجيب محفوظ منذ صغره بالكتاب حيث حفظ بعضا من القرآن الكريم ومن هنا اتصف محفوظ بروح التسامح حتى أنه طلب الصفح عمن حاول اغتياله، يرى أن نشوء الجماعات المتطرفة يرجع فى أساسه إلى سوء فهم الدين ونشوء جماعات دينية منحرفة، وأن التربية الدينية الصحيحة تمحو التناقض بين الدين والمجتمع.
وكما يرى الدكتور محمد حسن عبدالله أستاذ الأدب العربى بدار العلوم فى كتابه "الاسلامية والروحية فى أدب نجيب محفوظ "أن من أعماله الشهيرة دنيا الله ومسرحيته "يميت ويحيى "فى مجموعته " تحت المظلة "التى تشير تسمياتها الى مدى إيمانه العميق واعتصامه بالدين الاسلامى الذى تربى على تعاليمه السمحة منذ الطفولة المبكرة حيث حفظ القرآن فى سن صغيرة.
تلقين الطفل مبادئ الاسلام
فقال نجيب محفوظ: طبيعى أن نبدأ بتلقين الطفل أركان دينه وتعليمه كيف يؤديها، وعلينا بعد ذلك أن نبث فى وجدانه المبادئ التى ميزت رسالة الاسلام ومكنت المؤمنين من أن يقيموا للدين دارا وان يعمروا الدار بالحضارة والعلم، ومن ذلك مبدأ الشورى فى الحكم وتقديس الانسان والحرية والمساواة بين البشر بدون اعتبار لعنصر أو لون، والتسامح الدينى وخلافة الإنسان لله فى الملكية وشروط سلامتها، والتفكير كفريضة والعلم كفريضة والعمل كقيمة مفضلة حتى على العبادة.
وأضاف نجيب محفوظ: كل هذه المبادئ توجب أن يتكون منها وجدان الطفل عاما بعد عام مؤيدة بالآيات والاحاديث الدينية، نريد من التربية أن تجسد الدين فى التلميذ قولا وفعلا وسلوكا وعلاقات إنسانية نريد بها أن نخلق جيلا من المنتمين حقا وصدقا إلى الواجب والعمل والعلم وحقوق الإنسان وحقوق المجتمع، ومن هنا فلا يجوز فى أمة متدينة أن تعرف سلبيات مثل الكسل والتهاون فى الحق والتسبب فى الظلم والرشوة والفساد والاستغلال، فإذا وجدت فيعنى هذا أنها لا تعرف دينها، وان كانت تعرفه فهى تعرفه ولا تؤمن به ومعنى ذلك أن ايمانها ينقصه التطبيق.
خلق الفرد على أسس سامية
وتابع نجيب محفوظ فى مقاله: ليست التربية الدينية حفظا وتسميا وإعرابا لكنها محاولة صادقة لإعادة خلق الفرد على أسس سامية يصلح بها لمواجهة تحديات عصره وتحفظ لها التوازن النفسى والخلقى والعقلى بين ما يبغى فى دنياه وما يتطلع اليه فى آخرته.
أوصى الاديب نجيب محفوظ زوجته وبناته بأن يصلوا عليه عند وفاته فى سيدنا الحسين وكان لا ينطق اسم الحسين إلا مسبوقا بكلمة سيدنا، حتى ان سيدنا الحسين اصبح يوشك ان يكون بطلا من ابطال ثلاثيته الشهيرة، فكمال عبد الجواد يستنجد بالحسين لتعود أمه إلى بيتها التى طردت منه بسبب زيارتها مقام الحسين.
فى رسالة وجيزة رد محفوظ على د. كمال ابو المجد المحسوب على التيار الاسلامى فى احد الندوات فقال: اى مشروع حضارى عربى لابد ان يقوم على الاسلام وعلى العلم، وان أهل مصر الذين عشنا معهم والذين تحدثت عنهم فى كتاباتى كانوا يعيشون بالإسلام ويمارسون قيما عليا، وحتى رواية أولاد حارتنا التى اساء البعض فهمها لم تخرج عن هذه الرؤية التى كتبتها كرواية بما تمثله من خيال ورمز، واعتبرها البعض كتابا ولما تبينت الخلط بين الرواية والكتاب وأنه حدث سوء فهم اشترطت ألا يعاد نشرها إلا بعد موافقة الأزهر عليها.
قيم صالحة لكل زمان ومكان
فى مقال كتبه نجيب محفوظ فى الأهرام عام 1986 تحت عنوان "قيم صالحة لكل زمان ومكان " قال فيه: قالوا ان ركيزة الإيمان شهادة أن لا اله الا الله تعنى تحرير الانسان من اى عبودية.. إن الإسلام يحث على العلم فالمسلم حقا ينبغى أن يكون محبا للعلم والعلماء، كما أن الإسلام يدعو الى التفكير والتأمل ويقدس العقل، ويحرص على العمل فالمسلم حقا هو العامل المخلص لعمله المتقن له، إن الاسلام يحترم جميع الأديان ويهب كل ضمير حريته فى الاختيار فلا إكراه فى الدين والله يهدى من يشاء، فلا يجهل ذلك مسلم مهما كانت درجته فى معرفة دينه، حقا إن الفرد الذى ينشأ على تقديس هذه المبادئ تقديسه للتوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج لهو فرد جدير بالحياة فى دنيانا، ومن هنا كان الاسلام صالحا لكل زمان ومكان.
مؤمنا الى حد التصوف
يقول الأديب يوسف العقيد:هناك أسئلة يجب ألا يسألها أحد مثل هل كان نجيب محفوظ مؤمنا، وغرابة السؤال أن السائل يفتش فى ضمير الإنسان، فالإيمان مسألة بين الإنسان وخالقه ليس من حق أحد التدخل فيها حتى ولا بالسؤال خاصة وان محفوظ مؤمنا الى حد التصوف ومشكلته تكمن فى القراءة الدينية المسبقة والمغلوطة لروايته " أولاد حارتنا " وربما يكون قد آن الأوان لقراءة جديدة للنص من نقاد وعلماء اجتماع الأدب ودارسى الأديان تتعامل مع النص باعتباره خيالا وابداعا أدبيا وليس كتابا فى الدين، ومن هنا فنجيب محفوظ كان ضد خلط الدين بالحكم، لأنه كان يرى أن الدين علاقة بربنا والحكم شأن دنيوي يمارسه الإنسان الحاكم مع شعبه وفق قواعد يتفقون عليها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا