نجيب محفوظ، سيرة مبدع استثنائي من كتاب الشيخ بحيري بالجمالية إلى عالمية نوبل
فى مثل هذا اليوم 11 ديسمبر عام 1911 ولد الأديب العالمى نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة، كان أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سنًّا كان عشر سنوات فقد كان مدللًا، يقول محفوظ: " كل إخوتى شقيقان وأربع أخوات ولدوا فى بيت بدرب القزازين، أما أنا فولدت ببيت القاضى، تزوج إخوتى وأنا صغير وبقيت وحدي، فقد كان والدي يرفض تعليم البنات فيزوجهن صغيرات.
بدأ نجيب محفوظ حياته بكتاب الشيخ بحيري في الجمالية وهو في الرابعة من عمره، انتقل من مرحلة الكتاب إلى مدرسة البرامونى الأولية وكانت في مواجهة مسجد الحسين، ومنها إلى مدرسة الحسنية الابتدائية وعن هذه المرحلة يقول محفوظ: “ قرأت فيها عن محاكم التفتيش وأتذكر منها العصا السوداء التي كان المدرس يهوي بها على أصابعي في برد الشتاء، كنت أضيق وقتها بالقيود وأتمنى لو أقضي نهاري في اللعب وكنت أضعف أطفال الكتاب في الحفظ وفي البنية فقد كانت عظامي كالشماعة.
بدأ بالكتب البوليسية ثم المنفلوطى
وعن هذه المرحلة يقول نجيب محفوظ: الطفولة مرحلة جميلة من أجمل مراحل العمر، يتلقي فيها الإنسان أشياء تستمر معه طوال العمر، وفي الطفولة أفراح وأحزان، وبعد مرور الوقت والأعوام ينسى الإنسان الآلام والأحزان، وتتبقي الأفراح والمسرات، أتذكر من هذه المرحلة عطف وحنان الوالدين، وأتذكر علاقتي بالمدرسين كانت جيدة، فى السنة الثالثة الابتدائية أحببت القراءة وكان أغلب الكتب قصصًا بوليسية، وكانت أول قصة أقرأها سلسلة بوليسية ابن جونسون التي ترجمها حافظ نجيب، ثم كانت كتب المنفلوطي.
وأضاف: كانت أمي بالرغم من أنها سيدة أمية إلا أنني أعتبرها مخزنًا للثقافة الشعبية فكانت تعشق سيدنا الحسين وتصحبني معها في زيارته، وكذلك كانت تفعل لزيارة المتحف المصري والآثار الإسلامية والقبطية، عشت معها في بيت العباسية حتى مات والدي عام 1938 ثم تزوجت أنا عام 1954، وعاشت حتى تجاوزت المائة عام.
دراسة الفلسفة بجامعة القاهرة
انتقل نجيب محفوظ من منطقة الجمالية وهو في الثانية عشر من عمره إلى حي العباسية، ثم كانت المرحلة الثانوية بمدرسة فؤاد الأول حيث تذوق فيها السياسة واشترك في حزب الوفد لكن استمرت علاقته بأصدقاء حي الجمالية، والتحق بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
مديرًا لمؤسسة السينما
عمل نجيب محفوظ فى بدايته موظفًا في وزارة الأوقاف وسكرتيرًا في البرلمان ثم مديرًا للرقابة على الأفلام بشرط ألا يكتب سيناريوهات للسينما، لينتدب مع الرقابة مديرًا لمؤسسة دعم السينما، لينهي حياته كاتبًا متفرغًا في جريدة الأهرام.
يقول نجيب محفوظ: بدأت التأليف، لكن كان تأليف من نوع غريب؛ كنت أقرأ الرواية ثم أعيد كتابتها بنفس الشخصيات مع تعديلات في الأحداث ثم أكتب على غلاف الكشكول تأليف نجيب محفوظ وأختار اسمًا لناشر وهمي، ووجدت نفسي في صراع رهيب بين الفلسفة والأدب، وكان علي أن أقرر شيئًا أو أجن ومرة واحدة قامت في ذهنى مظاهرة بين أبطال الروايات التي أقرأها، فقررت أن أهجر الفلسفة وأسير مع أبطال الروايات: أهل الكهف أو الأيام أو غيرها، وهنا بدأت إنتاجي الأدبي؛ فكتبت أول مرة عام 1936 حوالي 100 قصة نشر حسن الزيات معظمها في مجلة الرواية، ونشرت الباقي في مجلة الرسالة، ثم كانت أول رواياتي " عبث الأقدار " التي نشرها لي سلامة موسى في مجلته " المجلة الجديدة"، لتتوالى بعدها قصصي ورواياتي الثلاثية: الطريق، الشحات، قشتمر، بداية ونهاية، خمارة القط الأسود، كفاح طيبة، رادوبيس، السمان والخريف، اللص والكلاب، ميرامار، اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، الكرنك، أهل القمة، القاهرة 30 وغيرها.
اتجه نجيب محفوظ للكتابة في السينما، فكتب بعد لقائه بالمخرج صلاح أبو سيف وكونا ثنائيًّا 19 من سيناريوهات الأفلام التي قدمت في الخمسينيات والستينيات وأول كتابتهما سيناريو فيلم "مغامرات عنتر وعبلة "عام 1945 مرورًا بـ الفتوة، المنتقم، أنا حرة، درب المهابيل، جميلة، احنا التلامذة، ريا وسكينة وغيرها.
حصل الأديب نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، كأول أديب مصري عربى يفوز بنوبل، وقالت اللجنة القائمة على الجائزة: "إن نجيب محفوظ أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير الذي تجاوز الخمسين عملًا روائيًّا وقصصيًّا ترجم إلى معظم لغات العالم، بل تحول كثير منها إلى أعمال سينمائية".
حادث مأساوي لأديب نوبل
فى عام 1995 طعن شابان من الجماعات الاسلامية الأديب نجيب محفوظ في عنقه وقررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الدين بسبب روايته المثيرة للجدل "أولاد حارتنا"، ونظرًا لطبيعة نجيب محفوظ المتسامحة علق بعد نجاته من الموت قائلًا: إنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنهما لم يُعدما"، ولكن فيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال.
وفي 30 أغسطس 2006 شيعت مصر الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، في جنازتين؛ واحدة شعبية والأخرى عسكرية، الجنازة الشعبية انطلقت بناء على وصيته من مسجد الإمام الحسين في وسط المنطقة الشعبية التي ولد وعاش فيها، ثم خرجت الجنازة العسكرية إلى مسجد آل رشدان تقدمها الرئيس الأسبق حسني مبارك وكبار رجال الدولة، حيث حمل الجثمان على سيارة مدفع عليها العلم المصري.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا