معرض عطور مصر القديمة بالتحرير.. يكشف تاريخ المحروسة مع النباتات العطرية وعلاقتها بالتحنيط.. ويوفر تجربة حديثة عن استخدامات البخور
معرض “عطور مصر القديمة عبر العصور” هو معرض مؤقت يسلط الضوء على صناعة العطور في مصر الفرعونية واستخداماتها المختلفة، وتم تنظيم المعرض بالتعاون مع جامعة بول ڤاليري مونبليه في فرنسا ومؤسسة اللغة الهيروغليفيه “هيرولكسيك” في المتحف المصري بالتحرير.
ويستمر المعرض لمدة ٣ أشهر ويهدف إلى تقديم نظرة شاملة على تركيبات العطور والطقوس المرتبطه بها من خلال عرض مجموعة من القطع الأثرية المختارة من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الاسلامي بباب الخلق والمتحف القبطي بمصر القديمة.
ويوفر المعرض تجربه حديثه مميزه وهي امكانية رؤيه عمليه تصنيع العطور واستخدامات البخور والعطور تلك الفترة كمان يوضح ايضا خطوات عملية التحنيط وذلك عن طريق تقنية الواقع الافتراضي التي تمكن الزائر من معايشة تلك المراحل ومعرفه استخدامات العطور في الحياة الدينية والسياسية وذلك بالذهاب في رحله الي المعبد ومكان تحنيط الجثث.
الاستخدامات الدنيوية للعطور - الصيدلة
وتتضمن بعض الوصفات الطبية النباتات العطرية أو أجزاءً منها، وجميع هذه الوصفات مأخوذة من البرديات الطبية. على سبيل المثال بردية إيبرس ٤٥٣ توصي "لمنع الشعر من الشيب: (من بين مكونات أخرى) استخدم دهن "إبر". يتم غليه وعصره ووضعه على رأس المريض." دهن "إبر" أو اللابدانوم هو الراتنج المستخرج من نبات القستوس او القريضة الذي عُرف بخصائصه المنشطة مما قد يبرر استخدامه لاستعادة اللون الأسود المرغوب للشعر.
بالإضافة إلى العناية بالمرضى حيث تظهر بعض الوصفات المتعلقة بالنظافة مثل هذه الوصفة (بردية إيبرس ٧١١): "للتخلص من رائحة العرق في جسم الرجل أو المرأة: يتم غلي راتنج اللبان "سنثر"، ويخلط ليصبح كتلة متجانسة ثم يشكّل شقفة توضح تعافي أم شابة بعد الولادة: إناء الدهن موضوع تحت السرير، على هيئة حبة صغيرة ثم يوضع في مكان التقاء أجزاء الجسم (مثل الإبطين)".
جدير بالذكر أن الكتاب الكلاسيكيين قاموا باستخدام عطور النباتات العطرية واستمر الأمر بعد ذلك في العصور التالية وأشهر الأمثلة على ذلك أنه تمت ترجمة عمل ديوسقوريدس المسمى "في المواد الطبية" إلى العربية بواسطة حنين بن إسحاق (توفي عام ٨٧٣م) وكان طبيبًا في بلاط الخليفة المعتصم في بغداد، وهذه النسخة العربية تمت ترجمتها من الترجمة السريانية لإسطفان بن باسيل.
وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين حافظ العلماء المصريون على تراثهم الثقافي ومعرفتهم باللغتين القبطية والعربية وقاموا بإنتاج أعمال لغوية تُعرف باسم "السلالم"، وهو مصطلح مشتق من الكلمة اللاتينية scalae، وربما ترجع هذه التسمية الى الأعمدة التي تحتوي على كلمات قبطية (تُكتب من اليسار إلى اليمين) وترجمتها إلى العربية (تُكتب من اليمين إلى اليسار) مما يشبه شكل السلم. تضمنت هذه السلالم بيانات عن موضوعات منها الطب وعلم النبات بما في ذلك النباتات والتوابل المستخدمة في العطور.
جغرافيا العطور
طبقا للمصادر الأثرية حصل المصريون القدماء على العطور والدهون العطرية من خامات متنوعة سواء النباتات أو البخور ومن مناطق عديدة سواء داخل مصر أو خارجها مثل بلاد الشام والنوبة وبلاد بونت التي اختلف العلماء على تحديد موقعها الجغرافي.
كان اللبان "سنثر"، والمرّ " عنتيو"، هما المنتجان الأساسيان في البعثات التجارية.
معبد الدير البحري (١٤٥٨-١٤٧٩ قبل الميلاد).
وتعاونت مصر مع جيرانها في مجال العطور، وقد تم استيراد العطور من عدة أماكن، من بينها بلاد بونت، التي اعتاد ملوك مصر القديمة منذ أقدم العصور أن يرسلوا إليها البعثات وأشهرها هي بعثة الملكة حتشبسوت.
ومن خلال وصف النصوص المصرية القديمة لموقع بلاد بونت وكذلك نوع المنتجات يرجح علماء الآثار أن يكون هذا الموقع في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في إقليم تهامة، الذي يقع في المنطقة الغربية من اليمن، وهي منطقة غنية بإنتاج المر من سفوح جبالها، ويظهر مصطلح "عنتيو" بشكل متكرر في نصوص بعثة حتشبسوت إلى بونت، مما يشير إلى أنه يُقصد به المرّ.
أما مصطلح "سنثر"، الذي يُترجم باللبان، فهو مذكور بشكل أقل تواترًا في هذه النصوص من "عنتيو" أو المرّ، إذ كان يُستورد من منطقة أبعد من اليمن، وتحديدًا من إقليم ظفار في عُمان.
أما مدينة جبيل (في لبنان حاليا)، فتقع في نهاية طرق القوافل القادمة من جنوب الجزيرة العربية، وهي مصدر محتمل للمادة الراتنجية التي يطلق عليها باللغة المصرية القديمة "عنت - نت - قبن" أي المر المستورد من جبيل، وهو ما ورد في النصوص منذ عصر الدولة القديمة.
وقد عكست لنا حديقة النباتات في معبد آمون في الكرنك من عصر الملك تحتمس الثالث مدى تنوع النباتات العطرية المعروفة في ذلك الوقت والمستخدمة آنذاك.
أبرز المعروضات بمتحف عطور مصر القديمة:
• تماثيل للملكة حتشبسوت والإله آمون رع ومناظر لرحلة حتشبسوت لبلاد البونت لجلب المواد المستخدمة في صناعة العطور مثل المُر واللبان كما يحتوي المعرض على زهور أثرية مجففه من الدولة الحديثة.
• اواني حفظ العطور والمخطوطات التي تحتوي علي وصفات لتحضير تلك العطور
- مبخرة على شكل ذراع حورس تتكون من خشب مغطى بورق الذهب الفيوم: الفترة البطلمية
- مذبح ذو قرون أو مبخرة برونز: المكان غير معروف، الفترة اليونانية -الرومانية
• مبخرة من التراكوتا (الطين المحروق) طين محروق: تونا الجبل، مقابر رومانية: العصر الروماني المتحف القبطي، القاهرة
- تابوت إنّي مزخرف بثمانية أوعية زيت مقدسة
ويحمل الميت زهرة لوتس على الجانب الأيمن، وتظهر اللوحة الثانية مائدة قرابين مع ثمانية أوعية زيت مقدسة. تشير الإشارات إلى أوعية الزيت المقدسة منذ الأسرة الرابعة. كانت هذه الزيوت والمرهم تأتي من مناطق مختلفة، بما في ذلك ليبيا، بونت،.النوبة، لبنان، الصومال، وسوريا
- زجاجتا عطر من بوتو
هذا النوع من الزجاجات المصنوعة من الطين المحلي ذات العنق على شكل زناد، يمثل الإنتاج السيراميكي الفاخر في بوتو خلال الإمبراطورية الرومانية. تشير ورش السيراميك التي تم اكتشافها في بوتو إلى أنها كانت جزءًا من سلسلة الإنتاج لصناعة العطور.
- دهون على شكل خرطوشة تعلو تيس
وظيفة هذه الأنواع من الملاعق موضوع نقاش كبير، كما هو الحال في تسمياتها المختلفة مثل "وعاء دهون أو مستحضرات التجميل". تتكون هذه الملاعق على شكل خرطوشة ومقبض وتتخذ حافة الملعقة رمز الماء.
- ملعقة دهون على شكل خادم يحمل إناء عطر كبيرا على رأسه ويقود عجلًا.36 يشبه شكل هذا الخادم شكل حاملي القرابين الذين يظهرون في مقابر طيبه.
المادة: خشب: هدية من الملك فؤاد في 1936؛ الأسرة السادسة والعشرون
- ملعقة دهون على شكل سباحة.
تتكون هذه الملعقة من جزئين رئيسيين: حيث يُشكل السباح المقبض، بينما الإناء هو جسم البطة. خلال.المهرجانات، كانت هذه الملاعق تستخدم لتوزيع المر
• مخطوطه بعنوان "التبصرة في النحو القبطي"
المقدمات والسلالم وضعها علماء القبطيات باللغة العربية، فالمقدمات هي لفهم النحو القبطي والسلالم هي معاجم مختصرة لكلمات قبطية. والمخطوط باللغتين، القبطية والعربية، يتضمن خمس مقدمات، يليها السلم الكبير لأبي البركات المعروف ابن كبر (١٣٢٤ م)، وقد ورد ذكر العطور في الكتاب الرابع، الفصل الثاني، الذي يتناول النباتات بشكل عام: الأشجار، والفواكه، والزهور، والعطور، والتوابل، والحبوب، والبذور الزيتية، والأغذية، والطبخ، وغيرها.
وافتتح المعرض كل من رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، ومدير عام المتحف المصري بالقاهرة، والدكتورة حنان جابر الباحثة في علم المصريات بجامعة مونبلييه، وبحضور الدكتور على عمر رئيس اللجنة العليا لسيناريوهات العرض المتحفي، الدكتور محمود مبروك مستشار الوزير لشئون العرض المتحفي، الدكتور أسامة عبدالوارث مدير متحف الطفل ورئيس أيكوم مصر، الدكتور فريدريك سارفجان استاذ ورئيس قسم المصريات بجامعة مونبليه بفرنسا، الدكتور عباس زواش مدير الدراسات بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، بالإضافة إلى عدد كبير من أساتذة الآثار وعلوم المتاحف بالجامعات المصرية والفرنسية، ومديري المعاهد الأجنبية المهتمة بالآثار في مصر، ولفيف من السادة اُمناء المتاحف والعاملين بالحقل الأثري.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا