يحيى حقي.. رائد القصة القصيرة وصاحب "قنديل أم هاشم".. صائد الجوائز والأوسمة المحلية والعربية والدولية.. واليوم تحل ذكراه الثانية والثلاثين
الأديب يحيى حقي.. صاحب البوسطجى والقنديل، نصير الغلابة ومؤرخ البسطاء ولسان الكادحين، من رواد القصة القصيرة بل هو رائدها، ثقافته أوروبية مصرية، عمل فى السلك الدبلوماسى سنوات، ترجم العديد من المؤلفات العالمية، رأس مصلحة الفنون سنوات طويلة، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1992.
ولد الكاتب الأديب يحيى حقى الذى لقب برائد القصة القصيرة في درب الميضة بحى السيدة زينب بالقاهرة عام 1905، لأسرة مسلمة متوسطة الحال من أصل تركى، هاجرت أسرته من الأناضول وقد نزح إبراهيم حقي أحد أبناء هذه العائلة إلى مصر في أوائل القرن 19، وهو جد الكاتب يحيى حقي. عمل والد يحيى حقى موظفا بوزارة الأوقاف، ومن حى السيدة كتب قصته الشهيرة " قنديل أم هاشم ".
أسرة محبة للقراءة والثقافة
عشق يحيى حقى القراءة عن والده المحب للثقافة والقراءة والذى كان صديقا لأمير الشعراء أحمد شوقى ومن رواد مجالسه، ووالدته الحريصة دائما على القراءة فى كتاب الله القرآن الكريم والكتب الدينية، وكان عمه إبراهيم حقى صحفيا فى مجلة السفور.
عن نشأته يقول يحيى حقى: من حسن حظى أننى ولدت فى حى السيدة زينب الذى يتميز بروح التدين والعادات الشعبية وروح الشرق الأصيلة، ولذا أنا معجون بالشعب الكادح الفقير الذى عايشته وتأثرت به فى هذا الحى ونقلت عنه كل شئ فى قصصى ورواياتى واعتقد أن قنديل أم هاشم خير تعبير عن ذلك، وكما تأثرت بحى السيدة زينب تأثرت فى أعمالى بأحياء شعبية أخرى ابتداء من شارع محمد على والغورية والدرب الأحمر الذى يتميز بالسروجية والخيامية وغيرها من المهن اليدوية.
ابن حى السيدة زينب
تلقى يحيى حقي تعليمه الأولي في كتاب السيدة زينب ثم التحق بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بحي الصليبية بالقاهرة، وهي مدرسة مجانية للفقراء والعامة، وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها الزعيم مصطفى كامل، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، شهادة الكفاءة، ثم البكالوريا، والتحق بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وكانت وقتئذٍ لا تقبل سوى المتفوقين، وقد رافقه فيها توفيق الحكيم، وحلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم الرفاعي؛ وقد حصل منها على الليسانس في الحقوق عام 1925.
فى البداية عمل يحيى حقى معاونا للنيابة بالصعيد عام 1927، حيث عايش الفلاحين والبسطاء، فكتب مجموعته القصصية "صعيديات"، مع نهاية العشرينيات من القرن الماضى، ثم عمل بالمحاماة فى الإسكندرية، ونشر سلسلة مقالات فى مجلة "المحكمة"، إلى أن قرأ إعلانا فى الصحف عن مسابقة لشغل وظيفة أمناء محفوظات فى القنصليات والمفوضيات عام 1929 وتقدم للامتحان ونجح، وعين فى القنصلية المصرية بجدة، ومنها الى تركيا، ثم فى وظيفة سكرتير ثالث للإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية، عاد إلى مصر وتزوج وأنجب ابنته الوحيدة "نهى"، ثم انتقل للعمل فى روما وبعدها باريس عام 1949.
زامل نجيب محفوظ فى مصلحة الفنون
ونظرا لزواجه من أجنبية بعد وفاة زوجته الأولى أبعد يحيى حقى عن السلك الديبلوماسي وعاد إلى القاهرة، وعندما أنشئت مصلحة الفنون، عين مديرا لها، واستبعد منها عام 1958، ثم نقل مستشارا لدار الكتب وبعد أقل من عام قدم استقالته، وتولى بعد ذلك رئاسة تحرير مجلة "المجلة" لثمان سنوات حتى عام 1970، يكتب ويعالج المشكلات الاجتماعية وقضايا الفقراء فى مقالاته، وتعرف على نجيب محفوظ، عندما عمل مديرا لمصلحة الفنون، وكان محفوظ موظفا بها.
عن شعوره فى الغربة عن مصر كتب يحيى حقى يقول "كنت دائم الحنين إلى تلك الجموع الغفيرة من الغلابة والمساكين الذين يعيشون على رزق يوم بيوم.. وحين عدت إلى مصر سنة 1949، شعرت بجميع الأحاسيس التي عبرت عنها في قصة قنديل أم هاشم "..
أنشودة البسطاء أشهرها
عشق يحيى حقى الكتابة فكانت له المقالات والدراسات الأدبية فى مجلة "الفجر"، ثم توالت كتاباته فى صحف ومجلات مثل المساء، الهلال، التعاون، مجلة الإذاعة، ومنذ هذا التاريخ، وهو لا يقف إلا فى صف "الغلابة" يدافع عنهم وينتصر لهم ومن هنا وضع كتابه " انشودة البسطاء " ومن مؤلفات يحيى حقى أيضا: صح النوم، سارق الكحل، البوسطجى، فكرة فابتسامة، عشق الكلمة، كناسة الدكان، تعال معى إلى الكونسير، باب العشم، عطر الأحباب وغيرها، وقد تم تصوير أغلبها في المسرح والسينما ومن أشهرها فيلمى البوسطجى وقنديل أم هاشم الذين صور فيهما الواقع المصرى.
وحصل يحيى حقي عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983 وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية اعترافا بقيمته الفنية الكبيرة، وكان واحدا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربي عام 1990.
تزوج حقي مرتين الأولى من السيدة نبيلة السعودي "مصريةإنجليزية ـ كانت سيدة باسمة مرحة من عائلة كبيرة، أحبها حقي ولكن لم يشأ القدر أن يستمر زواجهما أكثر من 10 شهور، بعد أن تبين إصابتها بالتهاب عضلة القلب الذي لم يكن له علاج، ووصلت حالة الزوجة إلى مرحلة حرجة خطيرة لا تستجيب معها للعلاج، وما لبثت الزوجة أن ماتت بعد أن وضعت مولودتها "نهى" بستة أشهر، وظل حقي وفيًا لزوجته نبيلة، لم يتزوج مرة أخرى إلا بعد مرور 10 سنوات على وفاتها، حيث تزوج من سيدة إنجليزية تدعى "جان".
عاش مرحلة تذكر وتأمل
عن مشوار حياته يقول الأديب يحيى حقى: أنا ابن ثورة 1919، فقد عشت ثمانين عاما لأنى من مواليد 1905، وبعد هذا العمر أمر الآن بمرحلة أصدق وصف لها أنها مرحلة التذكر والتأمل لأن العمر امتد طويلا لكنى أقول امتد إلى الوراء وليس إلى الأمام، بالرغم من ذلك فقد عشت قرنا هو أمتع الحقب الإنسانية، فقد شاهدنا فيه الطيارة والسيارة والراديو والتكنولوجيا الحديثة، وكذلك الفتوحات في الأشياء الصغيرة التي تعتبر كبيرة في فائدتها مثل ماكينة الخياطة التي تستر الأيتام، والآلات الصغيرة التي تعد وسائل للكسب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا